عبد الرزاق بن أحمد بن محمد فاضل الرازي الجهنجانوي

تاريخ الولادة886 هـ
تاريخ الوفاة949 هـ
العمر63 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • كالبي - إسبانيا
  • باني بت - الهند
  • دهلي - الهند

نبذة

الشيخ عبد الرزاق الجهنجانوي الشيخ العالم الصالح عبد الرزاق بن أحمد بن محمد فاضل بن عبد العزيز بن نور الدين بن كمال الدين بن أبي سعيد العلوي الرازي الجهنجانوي، كان من ذرية محمد بن الحنفية، ولد سنة ست وثمانين وثمانمائة، وحفظ القرآن الكريم، وقرأ الرسائل المختصرة على الجلال الجهنجانوي، وسار إلى باني بت ثم إلى دهلي، ولازم الشيخ إله داد التتوي خمس سنوات وقرأ عليه الكتب الدرسية

الترجمة

الشيخ عبد الرزاق الجهنجانوي
الشيخ العالم الصالح عبد الرزاق بن أحمد بن محمد فاضل بن عبد العزيز بن نور الدين بن كمال الدين بن أبي سعيد العلوي الرازي الجهنجانوي، كان من ذرية محمد بن الحنفية، ولد سنة ست وثمانين وثمانمائة، وحفظ القرآن الكريم، وقرأ الرسائل المختصرة على الجلال الجهنجانوي، وسار إلى باني بت ثم إلى دهلي، ولازم الشيخ إله داد التتوي خمس سنوات وقرأ عليه الكتب الدرسية، ثم رجل إلى كالبي وإلى كوره وقرأ بعض الكتب على من بها من الأساتذة، ثم رجع إلى دهلي ودخل في مدرسة ملا عبد الله لعله التلنبي واشتغل بالبحث أياماً، ثم تصدر للتدريس ودرس ثلاثين سنة، ثم لازم الشيخ محمد بن الحسن العباسي الجونبوري وأخذ عنه وعن غيره من المشايخ الإجازة في طرق عديدة، أما القادرية فإنه أخذها عن الشيخ محمد بن الحسن المذكور والشيخ محمد مودود اللاري والسيد إسماعيل القادري، وأما الطريقة الجشتية فإنه أخذ عن الشيخ نور بن الحامد الحسيني المانكيوري، وصحب هؤلاء مدة طويلة حتى فتحت عليه أبواب الكشف والشهود. 

وله ذوق خاص في تقرير التوحيد على مسلك ابن عربي خلافاً لمعاصره عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي، ومحصله أن عبد الرزاق ذهب إلى أن وجود الممكنات عين وجود الواجب- تعالى وتقدس عن ذلك- وعبد الملك كان يقول إن الواجب تعالى وتقدس وراء عن الممكنات، وللشيخ عبد الرزاق في ذلك رسائل كثيرة إلى أصحابه، قال في بعض الرسائل: إن المعرفة على نوعين: استدلالي ووجداني، أما الاستدلالي فهو أن من طالع حسن خلق الله وإتقانه في السماوات والأرض وما بينهما لاح له في كل صنع آية يستدل بها على صانع حكيم مريد إلى غير ذلك، يكون ذلك الصنع أثراً منه فيعرف الله بدلالتها وهذه
المعرفة وإن كانت ضرورية لا يسع جهلها ولا ينعقد عقد الايمان إلا بها، لكنها معرفة عامة ليست من المعرفة الحقيقية في شيء، والمستدلون به يعرفون الله سبحانه وراء العالم، وهم المؤمنون بالغيب المستدلون بالدليل، وأما المعرفة الحقيقية الوجدانية فهي أن تنخلع ذات العارف عن ملابس الوجود بملازمة الرياضات والمجاهدات والذكر بمواطاة القلب واللسان والاعتصام بعروة همة الشيخ، فيسلك به مسلك الفناي فيخلع الله عليه لباس نعوته وأسمائه فإنه يعرف الحق بالحق، كما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عرفت ربي بربي! وقال الله تعالى: "يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله" فالخطاب فيه إلى المؤمنين الذين يؤمنون بالغيب وهم المستدلون أمرهم بقوله "آمنوا بالله" أي بالشهادة، كما أشار إلى هذا الإيمان بقوله "ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط". 

وقال: اعلم يا أخي أطال الله بقاءك بالمعرفة والمحبة أن الحق سبحانه وتعالى واجب الوجود، فإذا وجب وجوده وجب عدم ما سواه، وما يظن أنه سواه ليس بسواه، لأنه تعالى منزه عن أن يكون غيره سواء، بل غيره هو فلا غير، وإلى هذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر! فأشار إلى أن وجود الدهر وجود الله تعالى لا أنه وراء العالم تعالى وتقدس عن ذلك، ثم أقول أوضح من ذلك: إن الله تعالى قال: "يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله"، يعني المؤمنين المستقينين بأنفسهم آمنوا بالله بأن وجودكم وجود الله تعالى، وإليه أشار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: من عرف نفسه فقد عرف ربه، لأنه هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وإذا ثبت ذلك ثبت أنك لست أنت بل أنت هو، فإذا عرفت نفسك هكذا فقد عرفت ربك وإلا فلا، لا أنه تعالى جزئي حقيقي وراءكووراء الموجودات كلها، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، ثم أقول أوضح من ذلك قال الله تعالى: "يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله" يعني المؤمنين الذين آمنوا بالأشياء وتيقنوا بأن الأشياء موجودات على حدة مستقلة وراء الحقيقة المطلقة آمنوا بالله لا بالأشياء، لأن أعيان المعلومات معدومات أبداً موجودات بوجوده سرمداً، وهذا معنى قوله عليه السلام: أرنا الأشياء كما هي! فإذن لا موجود إلا الله ولا معبود غير الله، وقد ذكر أن حجابه وحدانيته وفردانيته لا غير، ولهذا جاز للواصل أن يقول: أنا الحق! وأن يقول: سبحاني ما أعظم شأني إلى غير ذلك.
ولعبد الرزاق شرح بسيط على مكتوبات الشيخ عبد القادر الجيلاني، توفي سنة تسع وأربعين وتسعمائة.

الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)