أحمد بن عبد السيد بن شعبان بن محمد الهذباني الكردي أبي العباس

صلاح الدين الإربلي

تاريخ الولادة564 هـ
تاريخ الوفاة631 هـ
العمر67 سنة
مكان الولادةإربل - العراق
مكان الوفاةالرها - تركيا
أماكن الإقامة
  • إربل - العراق
  • حلب - سوريا
  • حمص - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • منبج - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

أحمد بن عبد السيد بن شعبان بن محمد بن بزوان بن جابر بن قحطان: أبو العباس الهذباني الكردي المعروف بصلاح الدين الإربلي، كان صائغا بإربل، واشتغل بالأدب، واتصل بخدمة الملك المغيث بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب حين كان بإربل، وكان يغني له، وخدمه وصار حاجبا له.

الترجمة

أحمد بن عبد السيد بن شعبان بن محمد بن بزوان بن جابر بن قحطان:
أبو العباس الهذباني الكردي المعروف بصلاح الدين الإربلي، كان صائغا بإربل، واشتغل بالأدب، واتصل بخدمة الملك المغيث بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب حين كان بإربل، وكان يغني له، وخدمه وصار حاجبا له، ووصل معه الى مصر، فلما توفي اتصل بالملك الكامل فنفق عليه وتقدم عنده، وصار عنده أميرا كبيرا، وحبسه مدة، ثم أطلقه، وعظم عنده، وكان أميرا فاضلا شاعرا، حسن الأخلاق، قدم حلب في اجتيازه الى مصر، ثم قدم منبج صحبة الملك الكامل أبي المعالي محمد بن أبي بكر بن أيوب، حين وردها قاصدا بلد الروم بعساكره.
روى لنا عنه شيئا من شعره القاضي محي الدين محمد بن جعفر بن قاضي إربل، والفقيه شهاب الدين أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي، وأبو الربيع سليمان بن بنيمان الإربلي.
وأخبرني أبو المحامد القوصي أن مولد الأمير صلاح الدين بإربل في شهور سنة أربع وستين وخمسمائة على ما ذكر.
أنشدنا القاضي محي الدين بن جعفر بن محمد بن محمود الإربلي قال:
أنشدني صلاح الدين أحمد بن عبد السيد بن شعبان الإربلي لنفسه بالجسور  ظاهر مدينة دمشق:
تعدّى الى الخيل الغرام كأنما ... بطيب زمان الوصل يخبرها عنا
نجاذبها رفقا بها وتمدّنا ... إليكم من الشوق الذي اكتسب منا
أنشدني شهاب الدين أبو المحامد القوصي قال: أنشدني الأمير الأجل الفاضل صلاح الدين أبو العباس أحمد بن عبد السيد بن شعبان الهذباني رحمه الله بدمشق سنة ست وعشرين وستمائة لنفسه في الفراق:
والله لولا أماني القلب تخبرني ... بأنّ من بان يدنو مسرعا عجلا
قتلت نفسي يوم البين من أسف ... وكان حقا بأن أستعجل الأجلا
وأنشدنا قال: وأنشدني أيضا لنفسه وكتب بها الى صديق له:
لم ترحلوا عني لأن محلكم ... قلب بكم ما إن يزال متيما
والبين إن نقض الخيام من الثرى ... فالوجد أودعها الفؤاد وخيّما
قال: وأنشدني لنفسه في المعنى، وكتب بها الى صديق له:
على بقعة عنها ترحّلت وحشة ... كأنس مكان أنت فيه مخيّم
وحسبي عذابا أنني عنك نازح ... وغيري قريب بالوصال منعم
أنشدني أبو الربيع سليمان بن بنيمان الإربلي قال: أنشدني صلاح الدين الإربلي أحمد بن عبد السيد لنفسه:
في حالة البعد روحي كنت أرسلها ... تقبل الأرض عني فهي نائبتي
وهذه نوبة الأشباح قد حضرت ... فامدد يمينك كي تحظى بها شفتى
وأنشدني سليمان بن بنيمان قال: أنشدني صلاح الدين لنفسه:
ما الى ترك هواكم لي سبيل ... كيف شئتم فاعدلوا عني وميلوا
آه ما قولى لكم آها على ... زمن يفنى وأوقات تحول
إنما أبكي على يتم الهوى ... بعد موتي من له حي حمول
أنشدنا أبو المحامد القوصي قال: أنشدني صلاح الدين الإربلي لنفسه، وذكر أنه أوصى بأن يكتب البيتان على قبره رحمه الله.
يا رب عبدك جاء رهن ذنوبه ... مترجيا من عفوكم للجود
فشماله في شعر شيبة وجهه ... ويمينه في عروة التوحيد
قال القوصي: وهذا الأمير صلاح الدين الإربلي رحمه الله كان فاضلا مجيد لشعره ودو بيتاته، مفيدا في محاضراته ومذاكراته، وصحب الملك المغيث مدة طويلة، وكانت صحبته له بإربل ودمشق صحبة جميلة؛ ثم خدم الدولة الملكية الكاملية فحصل له فيها المال الوافر والجاه الحسن، وكفر دهره في آخر وقته بحسنات المنح ما جناه عليه من سيئات المحن، وتوفي في الشرق في العسكر الكاملي في شهور سنة إحدى وثلاثين وستمائة، ودفن بالرها ، ثم نقل الى قرافة مصر.
وقال لي ابن بنيمان: إنه توفي بالرها في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، وكان قد مرض بالسويداء فنقل في محفة، فمات بالرها ودفن بها.
أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال في ذكر من مات في سنة إحدى وثلاثين وستمائة في كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي العشرين من ذي الحجة توفي الأمير الأجل أبو العباس أحمد بن عبد السيد بن شعبان بن محمد بن جابر بن قحطان الإربلي المولد والمنشأ، المصري الدار، المنعوت بالصلاح، بمدينة الرها، ودفن من يومه بالمقبرة المعروفة بمقبرة باب حران، وكنت إذ ذاك بها، ثم نقل من هناك الى مصر.
حدث بشيء من شعره، سمعت منه شيئا منه ببعض بلاد حمص، ومولده في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بإربل؛ ذكر أنه رآه بخط والده عبد السيد بن شعبان، وكان اتصل بخدمة مظفر الدين بن زين الدين صاحب إربل مدة، ثم توجه الى الشام، ثم اتصل بخدمة الملك الكامل، وتقدم وترسل عنه.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)

 

 

صلاح الدين الإربلي
أبو العباس أحمد بن عبد السيد بن شعبان بن محمد بن جابر بن قحطان الإربلي الملقب صلاح الدين، وهو من بيت كبير بإربل؛ وكان حاجباً عن الملك المعظم مظفر الدين بن زين الدين صاحب إربل، فتغير عليه واعتقله مدة، فلما أفرج عنه خرج منها قاصداً بلاد الشام في سنة ثلاث وستمائة  صحبة الملك القاهر بهاء الدين أيوب ابن الملك العادل، فاتصل بخدمة الملك المغيث ابن الملك العادل، وكان قد عرفه من إربل، وحسنت حاله عنده، فلما توفي المغيث انتقل الصلاح إلأى الديار المصرية، وخدم الملك الكامل، فعظمت منزلته عنده، ووصل منه إلى ما لم يصل إليه غيره، واختص به في خلواته وجعله أميراً.
وكان الصلاح ذا فضيلة تامة ومشاركات حسنة. بلغني أنه كان يحفظ " الخلاصة " في الفقه للإمام الغزالي، وله نظم حسن ودوبيت رائق، وبه تقدم عند الملوك.
ثم إن الملك الكامل تغير عليه واعتقله في المحرم سنة ثماني عشرة وستمائة وهو بالمنصورة في قبالة الفرنج، ويره إلى قلعة القاهرة، ولم يزل في الاعتقال مضيقا عليه على هذه الحال إلى شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وستمائة، فعمل الصلاح دوبيت وأملاه على بعض القيان، فغناه عند الملك الكامل، فاستحسنه وسأله: لمن هذا فقال: للصلاح، فأمر بالإفراج عنه، والدوبيت المذكور:
ما أمر تجنيك على الصب خفي ... أفنيت زماني بالأسى والأسف
ماذا غضب بقدر ذنبي ولقد ... بالغت وما أردت إلا تلفي
وقيل: إن الدوبيت الذي كان سبب خلاصه قوله:
اصنع ما شئت أنت أنت المحبوب ... ما لي ذنب، بلى كما قلت ذنوب
هل تسمح بالوصال في ليلتنا ... تجلو صدأ القلب وتعفو وأتوب
فلما خرج عادت مكانته عنده إلى أحسن مما كانت عليه.
وكان الملك الكامل قد تغير على بعض إخوته - وهو الملك الفائز سابق الدين إبراهيم ابن الملك العادل - فدخل على الصلاح وسأله أن يصلح أمره مع أخيه الملك الكامل، فكتب الصلاح إليه :
من شرط صاحب مصر أن يكون كما ... قد كان يوسف في الحسنى لإخوته
أسوا فقابلهم بالعفو، وافتقروا ... فبرهم، وتولاهم برحمته
وعند وصول الأنبرور صاحب صقلية إلى ساحل الشام في سنة ست وعشرين وستمائة بعث الملك الكامل الصلاح إليه رسولاً، فلما قرر القواعد واستحلفه كتب إلى الملك الكامل:
زعم الزعيم  الأنبرور بأنه ... سلم يدوم لنا على أقواله
شرب اليمين فإن تعرض ناكثاً ... فليأكلن لذاك لحم شماله
ومن شعره أيضاً:
وإذا رأيت بنيك فاعلم أنهم ... قطعوا إليك مسافة الآجال
وصل البنون إلى محل أبيهم ... وتجهز الآباء للترحال
وأنشدني بعض أصحابنا له:
يوم القيامة فيه ما سمعت به ... من كل هول فكن منه على حذر
يكفيك من هوله أن لست تبلغه ... إلا إذا ذقت طعم الموت في السفر
وكتب إليه شرف الدين ابن عنين الشاعر الدمشقي كتابناً من دمشق إلى الديار المصرية، قال لي صاحبنا عفيف الدين أبو الحسن علي بن عدلان النحوي المترجم الموصلي: إن هذا الكتاب كان على يده، وتضمن الوصية عليه، وفي أوله:
أبثك ما لقيت من الليالي ... فقد قصت نوائبها جناحي
وكيف يفيق من عنت الرزايا ... مريض ما يرى وجه الصلاح
وللصلاح المذكور ديوان شعر وديوان دوبيت، وما زال وافر الحرمة عالي المنزلة عنده وعند الملوك. فلما قصد الملك الكامل بلاد الروم وهو في الخدمة مرض في المعسكر بالقرب من السويداء، فحمل إلى الرها، فمات قبل دخولها في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وستمائة ودفن بظاهرها، وقيل: مات يوم السبت العشرين من ذي الحجة ودفن بظاهر الرها بمقبرة باب حران، ثم نقله ولده من هناك إلى الديار المصرية، فدفنه في تربة هناك بالقرافة الصغرى في آخر شعبان سنة سبع وثلاثين وستمائة ، وكنت يومئذ بالقاهرة.
وكان تقدير عمره يوم وفاته ستين سنة، رحمه الله تعالى؛ ثم وقفت على تاريخ مولده في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بإربل.
والإربلي - بكسر الهمزة وسكون الراء وكسر الباء الموحدة وبعدها لام - هذه النسبة إلى إربل، وهي مدينة كبيرة بالقرب من الموصل، من جهتها الشرقية.
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي

 


الشيخ صلاح الدين أبو العباس أحمد بن عبد السيد بن شعبان بن محمد بن جابر بن قَحْطَان الإربلي، المتوفى في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وستمائة عن تسع وخمسين سنة.
كان من بيت كبير بإربل خدم الكامل فعظمت منزلته عنده وجعله أميرًا وكان ذا فضيلة وله نظمٌ حسنٌ وديوانُ شعرٍ وديوان دوبيت. مات بالرُّها وحمل إلى مصر فدفن بالقرافة. ذكره ابن خلكان.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.