أحمد بن عبد الله بن علوان الأسدي الحلبي أبي العباس

تاريخ الولادة544 هـ
تاريخ الوفاة617 هـ
العمر73 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • حلب - سوريا
  • بيت المقدس - فلسطين

نبذة

أحمد بن عبد الله بن علوان: أبو العباس الأسدي الحلبي، أخو شيخنا أبي محمد عبد الرحمن بن الاستاذ، شيخ حسن صالح، زاهد ورع، حسن الأخلاق، كثير العبادة والدعاء. سمع بحلب الحافظ أبا بكر محمد بن علي بن ياسر الحياني، وأبا طالب عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي الحلبي.

الترجمة

أحمد بن عبد الله بن علوان:
أبو العباس الأسدي الحلبي، أخو شيخنا أبي محمد عبد الرحمن بن الاستاذ، شيخ حسن صالح، زاهد ورع، حسن الأخلاق، كثير العبادة والدعاء.
سمع بحلب الحافظ أبا بكر محمد بن علي بن ياسر الحياني، وأبا طالب عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي الحلبي، ومحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود المسعودي الفنجديهي وغيرهم، وسمع بمكة أبا محمد عبد الدائم بن عمر بن حسين الكتاني وغيره، وبالموصل أبا الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي.
وكان سار من حلب صحبة والدته، وكانت امرأة صالحة، وصحبه أخيه الشيخ علوان إلى الحج، فجاور بمكة مع أخيه ووالدته يخدمهما إلى أن مات أخوه علوان، فأقام بمكة يخدم والدته إلى أن ماتت، فكانت إقامته بمكة عشرين سنة متوالية يخدم والدته، ثم عاد إلى حلب الحروسة من مكة بأخت له كانت مع والدته، وكان بعد ذلك يتردد من حلب حاجا إلى مكة في بعض السنين، وكان يجاور في بعضها، وآخر حجة حجّها في سنة ثمان وستمائة، سيره الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب ليلحق عمته ربيعه خاتون بنت أيوب، وكانت حجت في هذه السنة، ليعلمها مناسك الحج، وكانت حجت من إربل، وعادت على الشام، فقدم معها، وكنت بالبيت المقدس، فقدم علينا معها في أوائل سنة تسع وستمائة، وأقام بعدها بحلب إلى أن مات.
وقال لي ابن أخيه القاضي الإمام زين الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن:
إنه تكمل للشيخ أحمد- عمه- إلى أن مات ثلاثون حجة إلى مكة حرسها الله بسني المجاورة.
وسمعت القاضي زين الدين المذكور يقول: كان الشيخ ربيع بن محمود المارديني- وكان أحد الأولياء- يقول: لو صعد أحد إلى السماء بخدمة والدته لصعد الشيخ أحمد، فإنه لم يخدم أحد والدته مثل خدمته.
قال: وبلغني أنه طاف ليلة بأمه من العشاء إلى الصباح ويدها على كتفه لضعفها ومعه إبريق فيه ماء، وهو يطوف والماء معه معدّ لأمه إن عرضت لها حاجة إليه.
قال: وكان الشيخ عبد الحق الفاسي، وكان أيضا أحد الأولياء قد سكن الفين، قرية في وادي بطنان، وأقام بمسجدها، وذلك بعد موت الشيخ أبي زكريا المدفون بدير النقيرة، وعزم عبد الحق على أن لا يخرج من الفين إلى أن يموت، فلما قدم الشيخ أحمد من مكة بعد المجاورة الطويلة، دخل عبد الحق من الفين قصدا لرؤيته، وأقام بحلب أياما قلائل حتى قضى حق زيارته، ثم عاد إلى الفين.
وسألت القاضي أبا محمد المذكور عن مولد عمه أبي العباس، فقال: لا أعلم، إلا أنه كان بينه وبين والدي في العمر مقدار سبع سنين، ومولد والدي في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة في ربيع، فيكون تقدير مولد عمي في سنة إحدى أو اثنتين وأربعين وخمسمائة، ثم وجدت في تعليق بخط رفيقنا رزق الله الدنيسري:
إن شيخنا أحمد مولده سنة أربع وأربعين وخمسمائة، فلا أدري من أين وقع له ذلك.

سمعت من الشيخ أحمد رحمه الله كتاب الصحاح للجوهري في اللغة، بحق سماعه لها من أبي محمد عبد الدائم الكناني عن أبي البركات بن العرقي، وبإجازته من ابن العرقي، وكان له إجازة حسنة من شيوخ مصر ودمشق وأصبهان، وغير ذلك من البلاد، أخذها له ولأخيه شيخنا أبي محمد بن عبد الرحمن الفنجديهي، وسمعت منه عدة أجزاء من حديثه، وعلقت عنه فوائد وانشادات عن شيوخه.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان الاسدي الحلبي بها قال: أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن العجمي الحلبي بها قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز قال: أخبرنا أبو قاسم طلحة ابن علي بن الصقر بن عبد المجيب بن عبد الحميد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال:
حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو بن الحارث عن كعب بن علقة التنوخي عن عبد الرحمن بن شماسة المهري عن أبي الخير عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كفارة النذر كفارة اليمين  » هذا حديث صحيح أخرجه مسلم.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن علوان قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن ابن محمد بن أبي الحسن المسعودي قال: أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عمر المقدر قال: أخبرنا الشيخ أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة قال: أخبرنا والدي أبو عبد الله محمد بن اسحاق قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن الحسين بن الحسن القطان قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري عن معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يضحك الله لرجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة» قالوا: وكيف يا رسول الله؟
قال: «يقتل هذا فيلج الجنة، ثم يتوب الله على الآخر فيهديه الى الاسلام، ثم يجاهد في سبيل الله فيستشهد»  .
أنشدنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان من لفظه قال: أنشدني الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي بالموصل بمسجده عند منزله، في سنة ثمان وستين وخمسمائة قال: أنشدني والدي لنفسه:
إني وإن بعدت داري لمغترب ... منكم بمحض موالاة واخلاص
وربّ دان وإن دامت مودته ... أدنى الى القلب منه النازح القاصي
وأنشدنا أبو العباس قال: أنشدنا الخطيب أيضا لوالده:
إنا وإن بعد اللقاء فودنا ... باق ونحن على النأي أحباب
كم نازح بالود وهو مقارب ... ومقارب بودادنا مرتاب
أنشدنا أحمد بن عبد الله الاسدي قال: أنشدني شيخ بالحجاز لبعضهم:
قد تفاءلت بالأراك فلما ... أن رأيت الأراك قلت أراكا
وتخوفت أن يكون سواكا ... فيكون الذي أراه سواكا
توفي شيخنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بحلب في سنة سبع عشرة وستمائة، ودفن بالجبيل في التربة المدفون بها والده رحمها الله.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)