محمد صالح نصيف:
صحفي حجازي من أهل جدة. أصدر فيها جريدة (بريد الحجاز) أسبوعية (1343 - 1344 هـ في عهد الحكومة الهاشمية، ثم جريدة (صوت الحجاز) أسبوعية بمكة (1350 - 1354 هـ في العهد السعودي. وتولى أعمالا كان فيها من أعضاء مجلس الشورى مرتين. مولده ووفاته بجدة.
-الاعلام للزركلي-
محمد صالح نصيف
طويل فارع ممتلئ الجسم في غير إسراف، حنطي اللون، حسن الملامح تزين وجهه لحية كاملة، وقد أدركته في العهد الهاشمي في عهد الشريف الملك علي بن الحسين وهو رئيس بلدية جدة وكان يومها يرتدي الجبة والعمامة الحجازية، ثم تحول عنها في العهد السعودي إلى العباءة والعقال، ولد الشيخ محمد صالح نصيف بمدينة جدة في عام 1310 هجرية وهو من أسرة نصيف الغنية عن التعريف، وفي أوائل العهد السعودي عين عضوا بمجلس الشورى عن مدينة جدة وانتقل بأسرته إلى مكة المكرمة، إن ما لفت نظري في تاريخ الشيخ محمد صالح نصيف رحمه الله أنه كان رائدا من رواد الصحافة في الحجاز وإن لم يكن هو من رجال القلم ولا من أعلام الأدب والكتابة، إلا أنه كان من السابقين إلى إصدار الصحف في الحجاز وقد أصدر جريدة بريد الحجاز في عهد الملك الشريف علي بن الحسين من عام 1343 هـ إلى عام 1344 هجرية ثم حصل على امتياز إصدار جريدة صوت الحجاز في صفر 1350 هـ في أوائل العهد السعودي وكان قد استورد مطبعة من مصر، كما شارك الأستاذ عبد الفتاح قتلان في تأسيس المكتبة والمطبعة السلفية بمكة المكرمة وكان الغرض منها طبع الكتب التي تعبر عن المذهب السلفي ونشرها في هذه المطبعة وقد تم طبع جريدة صوت الحجاز بها منذ بدء صدورها، وقد اتفق الشيخ محمد سرور الصبان معه فيما بعد على نقل امتياز جريدة صوت الحجاز إلى الشركة العربية للطبع والنشر والتي كان الشيخ محمد سرور رحمه الله مؤسسها ورئيسها وتم كذلك شراء المطبعة التي استوردتها المكتبة السلفية من قبل شركة الطبع والنشر وذلك لطبع جريدة صوت الحجاز بها ولقد أدركت هذه المطبعة في منزل الشيخ محمد صالح نصيف رحمه الله في بئر بليلة بأجياد في مكة المكرمة قبل انتقال ملكيتها إلى شركة الطبع والنشر وطبع جريدة صوت الحجاز عليها لسنوات كثيرة وهذه المطبعة أصلا هي مطبعة المنار وقد باعها المرحوم السيد رشيد رضا إلى أصحاب المطبعة والمكتبة السلفية وهما الشيخ محمد صالح نصيف وعبد الفتاح قتلان وانتقلت من دار المنار بالقاهرة إلى مكة المكرمة لتطبع عليها جريدة صوت الحجاز لسنوات طويلة جدا كما ذكرنا وهي مطبعة قديمة تدار باليد وهي لا تزال موجودة حتى اليوم وإن كنت أشك أنها تستعمل مع وجود المطابع الحديثة المتطورة.
أقول إن ما لفت نظري في سيرة الشيخ محمد صالح نصيف رحمه الله هو هذا السبق في تأسيس المطابع وإصدار الصحف وهو ليس من رجال القلم ولا من أعلام الكتاب، ولكنه بعمله هذا هيأ الفرصة الكبيرة للكتاب والأدباء فقام بعمل جليل في نشر المعرفة وتنوير الأذهان. وهو أمر يستحق الإشادة به والترجمة له، لأنه عمل نافع وعظيم، ولعله من الخير أن نذكر بعض ما علق بالذاكرة من أمر هاتين الصحيفتين اللتين أصدرهما الشيخ محمد صالح نصيف للذكرى والتاريخ.
بريد الحجاز
أما الصحيفة الأولى فهي جريدة بريد الحجاز التي صدرت عام 1242 هـ واستمرت إلى أوائل عام 1344 هـ في عهد الملك الشريف علي ابن الحسين رحمه الله، وكانت هذه الجريدة تعبر عن وجهة نظر العهد الهاشمي في ذلك الحين بطبيعة الحال وتطبع بمطبعة رمزي بجدة وكان أبرز كتابها هو الأستاذ الشيخ محمد حسن عواد شيخ أدباء جدة ولعل الكثيرين لا يعرفون أن أدباء جدة الكبار المعروفين حمزة شحاتة وأحمد قنديل رحمهما الله ومحمود عارف ومحمد علي باحيدرة وعباس حلواني هم تلامذة الأستاذ محمد حسن عواد، كما أن كاتب هذه السطور هو من تلاميذه كذلك وله تلاميذ كثيرون هم من أعلام الرجال في مختلف المجالات، نعم لقد أدركت الأستاذ محمد حسن عواد (رحمه الله) أستاذا من أبرز أساتذة الفلاح في مدينة جدة وكان كل الأساتذة الشعراء الذين ذكرت أسماءهم آنفا وغيرهم من تلاميذه في مدرسة الفلاح وأذكر أنني كنت في الصفوف الأولى من هذه المدرسة الجليلة وكان الأساتذة شحاتة وعارف وقنديل وعباس حلواني وباحيدرة في الصفوف العليا منها.
نقول إن الأستاذ محمد حسن عواد كان أبرز كاتب في جريدة بريد الحجاز في هذا العهد لأنه كان بالفعل أبرز الأدباء في ذلك العهد، وقد وجدت عن بريد الحجاز للأستاذ محمد حسن عواد في كتاب ابتسامات الأيام في انتصارات الإمام ما يستحق الاقتباس وهذا الكتاب هو ديوان يضم قصائد شاعر نجد الكبير الشيخ محمد عبد الله بن بليهد من عام 1337 هـ إلى 1370 هـ ومعظم قصائد هذا الديوان في الوقائع التاريخية التي خاضها جلالة المغفور له الملك عبد العزيز وأنجاله الكرام جلالة الملك سعود وجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمهم الله، والكتاب مهدى إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل (وكيل نائب جلالة ملك المملكة العربية السعودية) هذه كانت وظيفة سموه الرسمية حين طبع هذا الكتاب أقول جاء في هذا الكتاب في الصفحة 86 عن بريد الحجاز ما نصه:
وقلت وأنا في مكة مع الإمام عبد العزيز وقد وردت قصيدة لرجل من أهل جدة يقال له حسن عواد وجعل توقيعه تحت قصيدته الأخطل الأصغر فرددت على ذلك الشاعر وقلت القول اللطيف في الرد على شويعر الشريف، الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد فقد ورد في بريد الحجاز الخارج من جدة من بلد الشريف علي بن الحسين قصيدة لمن سمى نفسه الأخطل الأصغر فقلت وهذا خليفة الأخطل النصراني فقال في قصيدته في رجب 1343 هـ وهذا مطلع قصيدته على الخفيف.
حدثيهم عن بأسنا يا حراب … واذقهم نكالنا يا عذاب
وأمطريهم قذائفا يا مناطيد … كأن الدخان منها سحاب
إلى أن قال:
أيها المصلحون في الشرق مهلا … أين إصلاحكم وأين الصواب؟
إلى آخرها وهي ثمانية وعشرون بيتا فقلت مجيبا له:
ما أصبتم وما لديكم صواب … بعد ما نص في البريد كتاب
وانتبهنا لقولكم حين قلتم … حدثيهم عن بأسنا يا حراب
إن هرمتم على الحروب فإنا … كلما طالت الحروب شباب
والقصيدة في خمسة وخمسين بيتا ومنها في وصف الأسلاك الشائكة التي كانت تحيط بمدينة جدة خلال فترة الحصار.
إن ظننتم بأن سلككم اليوم … عن رحى الحرب والمنون حجاب
فارقبوها من الكثيب سراعا … طالعات كأنهن الهضاب
ومنها في وصف ما كان يعانيه الحجاج من فقدان الأمن:
كم أخذتم من الحجيج فلوسا … طالما أزعج الحجيج النهاب
عبثت فيهم اللصوص وأمست … عندكم ما على اللصوص عقاب
انتهى نص ما نقلناه عن كتاب ابتسامات الأيام، والغرض من هذا النقل هو الإشارة إلى الناحية التاريخية في الموضوع لأن هذا العهد قد انقضى والحمد لله بكل ما كان فيه واستعاضت البلاد عنه أمنا شاملا ووحدة كاملة ورخاء عظيما، وهكذا نرى أن الشعر السياسي كان وسيلة من وسائل الإعلام في ذلك العهد وكان يمثله شاعران من أكبر شعراء المملكة أحدهما الأستاذ الشيخ محمد حسن عواد من أكبر شعراء الحجاز مد الله في حياته والثاني الشيخ محمد بن عبد الله بن بليهد من شعراء نجد ومؤرخيها ومن أعلم الناس بالمواقع والآثار في الجزيرة العربية رحمه الله.
ومن البديهي أن نقول إن صحيفة بريد الحجاز إنما كانت صحيفه سياسية صدرت في عهد معين للتعبير عن وجهة نظر معينة ثم انتهت بانتهاء الظرف الذي وجدت من أجله ولكن الشيخ محمد صالح نصيف لم يكتف ببريد الحجاز وإنما أصدر فيما بعد صحيفة صوت الحجاز كما ذكرنا.
صوت الحجاز
حينما يكتب تاريخ الأدب والصحافة في هذه البلاد يستطيع المؤرخ أن يربط ولادة الأدب الحديث بظهور المطبوعات التي أصدرها المرحوم الشيخ محمد سرور الصبان في أوائل العهد السعودي في الأربعينات وهي أدب الحجاز والمعرض وخواطر مصرحة للأستاذ محمد حسن عواد ثم بجريدة صوت الحجاز التي أصدرها الشيخ محمد صالح نصيف عام 1350 هـ وإذا كانت المطبوعات التي أصدرها الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله والمذكورة آنفا هي إيذان بولادة الأدب الحديث في هذه البلاد فإن ظهور صوت الحجاز واستمرارها لسنوات طويلة وحتى الآن مع تغيير اسمها الذي سنتعرض له فيما بعد، نقول إن ظهور صوت الحجاز هو التعبير المستمر عن نشوء هذا الأدب الوليد ونمائه وانتشاره فلقد كانت صحيفة صوت الحجاز أول صحيفة تصدر في هذه البلاد محررة بأقلام أبنائها، ومما يلفت النظر أن صحيفة صوت الحجاز إنما صدرت بتوجيه من جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله وقد بعث إلي الأستاذ محمد خليل عناني مدير فرع رابطة العالم الإسلامي بجدة نص الكتاب المرفوع إلى جلالته في هذا الصدد والذي استخلصت منه هذا التوجيه وهذا نصه:
(صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في تاريخه أدناه اجتمع الموقعون على هذا تحت إشراف الشيخ عبد العزيز الرشيد للنظر في إصدار جريدة يومية حسب الإرادة الملكية التي بلغت إلينا بواسطة الأستاذ المذكور وقد قررنا انتخاب الأستاذ فؤاد شاكر ليكون مديرا مسؤولا لهذه الجريدة ورئيسا لتحريرها ولأجل إصدار إرادتكم السامية الملكية بهذا الشأن، نرفع هذا إلى السدة الملكية أدام الله جلالتكم ذخرا للعرب والمسلمين، وفيما يلي أسماء الموقعين على هذا الكتاب.
عبد الوهاب آشي، أحمد إبراهيم الغزاوي، بكر فالح عبد الله عبد الكريم الخطيب، محمد عناني، محمد سرور الصبان، عبد الله فدا، حسين نصيف.
وواضح من نص هذا الكتاب أن إصدار الجريدة إنما كان بتوجيه من جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله، كما أن مما يلفت النظر أن امتياز هذه الجريدة إنما صدر باسم الشيخ محمد صالح نصيف ولم يكن من الموقعين على هذا الخطاب، ولعل وجود المطبعة السلفية بمكة تحت إدارة الشيخ محمد صالح نصيف وعمله السابق في إصدار بريد الحجاز هو الذي هيأ له الفرصة لإصدار امتياز جريدة صوت الحجاز باسمه، كما أن الاقتراح بتعيين الأستاذ فؤاد شاكر رحمه الله مديرا مسؤولا للجريدة ورئيس تحرير لها لم يتم، فحينما صدرت الأعداد الأولى منها عام 1350 هـ لم يكن لها رئيس تحرير معين وإنما كان يحررها نخبة من الشبان وهؤلاء الشبان هم الأساتذة عبد الوهاب آشي ومحمد حسن فقي ومحمد حسن عواد وكانت تصدر أسبوعية وكان كل واحد منهم يكتب افتتاحيتها أسبوعيا ثم يكتب الافتتاحية في الأسبوع الثاني كاتب آخر من الثلاثة وهكذا، وكانت الصحيفة إلى جانب هذه الافتتاحيات حافلة بالشعر والأدب والنقد والدعوة إلى الإصلاح والتجديد ولم يكن هناك أثر للصورة، كما أنها لم تكن تنشر الأخبار الداخلية إلا في حدود ضيقة جدا نعم لقد كانت صحيفة رأي قبل كل شيء وكان الناس جميعا يقرؤونها ولم يكن يتقاضى كتابها أجرا على كتابتهم باستثناء رئيس التحرير المنوط به أمر الجريدة ككل.
ولقد عرف الناس الأستاذ عبد الوهاب آشي ككاتب كبير كما عرفوا الأستاذ محمد حسن فقي كشاعر كبير ولكني أود أن أذكر هنا أن الأستاذ محمد حسن فقي في السنوات الأولى لصدور صوت الحجاز كان كاتب مقالة ممتازا إلى جانب ما عرف عنه من مكانة شعرية، ولكنه في ذلك الزمان كان يعنى بالكتابة أكثر من عنايته بالشعر وكانت مقالاته تتميز بأسلوب جزل رصين وقد تفرغ للشعر فيما بعد فكان فيه المجلى كما هو معلوم، ومن الجدير بالذكر أن نذكر أن الأستاذ عبد الوهاب آشي كان شاعرا مرموقا كما كان الأستاذ محمد سعيد العامودي شاعرا بارزا وهؤلاء جميعا كانوا من أبرز كتاب صوت الحجاز في بداية عهدها وقد تولى رئاسة تحرير صوت الحجاز الأستاذ محمد حسن كتبي والأساتذة أحمد قنديل رحمه الله وأحمد السباعي ثم المرحوم فؤاد شاكر ثم كاتب هذه السطور وكان من الكتاب الذين عملوا في تحرير الجريدة الأساتذة حسين عرب وأحمد جمال والمرحوم حسين خزندار ولست في حاجة لأن أقول أن جميع الكتاب والشعراء المعروفين كانوا ممن يوافون الصحيفة بإنتاجهم الشعري والنثري، كما كانت الصحيفة ميدانا للنقد تصول فيه الأقلام وتجول.
ولعله من الطريف أن نذكر أن المرحوم الشيخ محمد صالح نصيف عهد في وقت من الأوقات إلى الأستاذ محمد حسن كتبي - وزير الحج السابق - برئاسة تحرير صوت الحجاز ويبدو أن خلافا وقع بين الرجلين فصدرت الصحيفة في أحد الأعداد وكل ما فيها بتوقيع الأستاذ محمد حسن كتبي ابتداء من الافتتاحية إلى آخر عمود في الصحيفة ولقد ظهر فيما بعد أن المرحوم الشيخ محمد صالح نصيف تعمد ذكر اسم السيد محمد حسن كتبي على كل ما نشر بهذا العدد لأنه أراد إحراجه وإظهاره بمظهر المستأثر بالكتابة في الصحيفة وحده ولو كان هذا الأمر صحيحا لما تعمد الأستاذ الكتبي إغفال توقيعه عن كل ما يكتبه في الصحيفة باستثناء الافتتاحية مثلا ولكن هذا ما وقع وظهر العدد الثاني وقد انتهت علاقة الأستاذ الكتبي بالصحيفة وصاحبها معا.
وقد توقفت صحيفة صوت الحجاز عن الصدور في أوائل الحرب العالمية الثانية ثم عادت إلى الظهور عام 1365 هجرية بعد انتهاء الحرب باسم البلاد السعودية وتولى رئاسة تحريرها المرحوم عبد الله عريف، وعلى ذكر توقف جريدة صوت الحجاز في أوائل الحرب العالمية الثانية انقل هنا من كتابي (حبات من عنقود) هذه الطرفة عن هذا الموضوع.
كنت رئيسا لتحرير جريدة صوت الحجاز خلال الحرب العالمية الثانية ولم يمض على الحرب إلا بضعة شهور حتى أصدر جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله أمرا بإيقاف الصحف عن الصدور لعدم وجود الورق والاكتفاء بجريدة أم القرى الرسمية، وكان لدينا في صوت الحجاز كمية من الورق تكفي لصدور الجريدة وقتا طويلا، وكنا نتقاضى اشتراكا شهريا من الحكومة مقداره أربعمائة ريال عن اشتراك الحكومة والدوائر الرسمية في الجريدة وبإيقاف الصحف توقف هذا الاشتراك وكانت الأربعمائة ريال مبلغا كبيرا في ذلك الوقت، وبالاتفاق مع سعادة رئيس الشركة العربية للطبع والنشر كتبت إلى جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله كتابا قلت فيه:
لقد أصدرتم جلالتكم الأمر بتوقيف الصحف لعدم وجود الورق وبما أننا في جريدة صوت الحجاز نملك كمية من الورق تكفي لصدور الجريدة وقتا طويلا فإننا نتعهد لجلالتكم بأننا لن نطالب الحكومة بإعطائنا ورقا لإصدار الجريدة، وإن كان هذا الأمر لحكمة سياسية اقتضاها رأي جلالتكم فالرأي ما ترونه، لكن جريدتنا تتقاضى اشتراكا شهريا مقداره أربعمائة ريال من وزارة المالية وقد توقف صرف هذا الاشتراك نتيجة لتوقف الجريدة عن الصدور وفي الجريدة ومطبعتها موظفون تتأثر أحوالهم بتوقف الجريدة فلا أقل من الاستمرار في صرف هذا الاشتراك الشهري لنا.
ولم أتلق أي جواب على خطابي ولكن الأمر صدر برقيا إلى وزارة المالية من جلالته بالاستمرار في صرف مخصص الجريدة الشهري وعدم توقيفه وكانت جريدة صوت الحجاز فيما أعلم هي الجريدة الوحيدة التي كانت تقبض قيمة الاشتراك طوال مدة توقفها عن الصدور.
وحين صدور الأمر بإدماج الصحف اندمجت جريدة البلاد السعودية مع مجلة عرفات التي كان يصدرها الأستاذ حسن قزاز في صحيفة واحدة باسم البلاد وأسندت رئاسة تحريرها إلى الأستاذ محمد حسين زيدان ثم إلى الأستاذ حسن قزاز وحين تحولت الصحافة إلى مؤسسات أسندت رئاسة تحريرها إلى الأستاذ عبد المجيد شبكشي بتاريخ أول ذي القعدة 1383 هـ.
نعود بعد هذا الاستطراد التاريخي عن الصحافة إلى المرحوم الشيخ محمد صالح نصيف لنذكر أنه اختير لرئاسة ماليات وجمارك جيزان في عهد وزير المالية الأسبق الشيخ عبد الله السليمان وانتقل إلى هناك لعدة سنوات ثم عاد إلى الحجاز وقد توفي رحمه الله بعد أن أسن عام 1391هـ في مدينة جدة عن عمر يناهز الواحد وثمانين عاما.
تغمده الله برحمته الواسعة وأحسن جزاءه لقاء ما هدف إليه من خدمة الفكر والقلم.
أعلام الحجاز، تأليف محمد علي مغربي الجزء الأول – ص 258 - 268.