أحمد بن حمزة بن عبيد الله الأسدي الحلبي أبي نصر
المهند ابن الخيشي
تاريخ الولادة | غير معروف |
تاريخ الوفاة | غير معروف |
الفترة الزمنية | بين 400 و 500 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أحمد بن حمزة بن عبيد الله:
وقيل عبد الله، أبو نصر الأسدي الملقب بالمهند، ويعرف بابن الخيشي الحلبي الشاعر، شاعر مجيد، جزل الألفاظ حسن المعاني، أصله من خلاط، وأقام بحلب فنسب إليها، روى عنه شيئا من شعره أبو عبد الله بن الخياط الشاعر، وأبو الفوارس حمدان بن عبد الرحيم التميمي ، وكان قد أنزله حمدان حمدان عنده بداره بالأثارب، فأقام ابن الخيشي عنده بها أشهرا.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بدمشق قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الحافظ قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن بن أحمد الملحي لفظا قال: أنشدني أيضا- يعني حمدان بن عبد الرحيم- لأبي الخيشي من قصيدة إلى سلطان الأمراء يستهدي منه مملوكا.
وما ثلاثون دينارا تحوز بها ... شكري وعندك نزر ألف دينار
غدا يسوّد نبت الشّعر عارضة ... وعارض المجد مبيض بأشعاري
وقرأت في شرح خطبة ديوان شعر أبي القاسم بن أفلح الشاعر وهو الشارح لها لابن الخيشي الحلبي.
عقبان روع والسروج وكورها ... وليوث حرب والقنا آجام
وبدور تمّ والترائك في الوغى ... هالاتها والسابري غمام
جادوا بممنوع التلاد وجوّدوا ... ضربا تجدّ به الطلى والهام
وتحاورت أسيافهم وجيادهم ... فالأرض تمطر والسماء تغام
أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني قال: قال أبو عبد الله بن الخياط: رأيت الأمير ابن المهند أبا نصر أحمد بن حمزة الخيشي بطرابلس، وكنا نجتمع على الطريق وكان يتشوق إليّ أبدا، واجتمعنا يوما في أوائل شهر رمضان فعرض عليّ الإفطار عنده فامتنعت، فلم يراجعني، وافترقنا، وأتبعني غلامه وأنا لا أعلم، فعرف البيت ورصدني الى حين خروجي فخالفني إليه فغشّ القفل، ونقل جميع ما فيه الى بيت مولاه، فلما انصرفت عشاء وعاينت بيتي ظننت أني سرقت، وإذا الأمير الخيشي قد وافاني يضحك، فعلمت أنه صاحب القصة، وما برح حتى انصرفت معه، فأقمت عنده الشهر كلّه.
قال أبو عبد الله: ورأيته في هذا الشهر وقد بيّض سبعا وعشرين قصيدة لجماعة من الطرابلسيين وصار إليه منهم نحو مائتي دينار، فعرض علي القسمة فما فعلت، ولم يحصل لي أنا شيء.
قال القيسراني وكان أبو عبد الله يروي له أشعارا جيدة منها القطعة التي عملها في ابن الأحمر:
هو البيين لا أشكو الصبابة لولاه ... ........
قال: وكان أبو عبد الله يستجيدها ويعجب من قوله فيها في صفة الطبيب .
قال: وسمعته يوما ينشد:
لا تخد عن الأماني بالمواعيد ... وكلفّ العزم رمي البيد بالبيد
فالجد ما صافحت بالمدلجين بها ... أيدي النجائب هامات القراديد
فقلت: لمن هذا؟ فقال: للخيشي يمدح بها نصر بن محمود يقول فيها:
صاحت بهام العدى والضرب يحرسهم ... نصر من الله يا نصر بن محمود
نقلت من خط أبي المظفر أسامة بن مرشد بن علي منقذ، وأخبرنا به أبو الحسن محمد بن أحمد ابن علي عنه، إجازة، قال: ومن شعراء الشام الأمير المهند أبو نصر أحمد بن عبيد الله الأسدي المعروف بالخيشي، وهو شاعر مجيد عجيب الاسلوب، طويل النفس، يخرج من حسن الى حسن، وكان يبسط لسانه بالهجو سرا، ويترفع عنه ظاهرا؛ فمن شعره يمدح ضياء الدولة أبا علي حسن بن منيع قصيدة أولها:
كم بين غيطل في الهوى ومعان ... من أربع أشتاقها ومغاني
فارقتها والقلب في قرصاتها ... مستوطن فأنا البعيد الدّاني
لولا غرام لي جريت بحكمها ... لثنى إليها الاشتياق عناني
عجبا لصبري واشتياقي كلما ... اعتلجا بقلبي كيف يتفقان
إني لأنأى مرغما وكذاك من ... لا يبلغ الأوطار في الأوطان
وأصد عن شرب النمير على الظما ... والذلّ فيه تعلة الظمآن
لا خير في أرض ولا قوم معا ... لا يعرفون بها شريف مكان
ومنها:
وإذا الرجال غدت عليّ قلوبهم ... قلبا تفيض بجمة الأضغان
وليت أطراف العوالي متحها ... في نزحها عوضا من الأشطان
إن لم أجشمها الخطار فلا عصت ... يمناي يوم كريهة بيماني
أصبحت في الأقوام أحسب شاعرا ... يا فضل قد بالغت في نقصاني
أعلى السؤال معولي يا سنّة ... شانت علاي ولم يكن من شاني
لا رزق إلا بالصوارم والقنا ... عندي وبعض الرزق كالحرمان
أعززت بالآداب نفسا مرة ... فعلام أعرضها بسوق هوان
ولقد صدفت عن القوافي برهة ... وأرحت منها خاطري ولساني
حتى تعرض لي ضياء الدولة ... العظمى بغامر فضله فثناني
وعلا على عنق القريض نواله ... متغطرسا فانقاد بعد حران
هكذا ذكره أسامه ونسبه الى جده عبيد الله وأسقط ذكر أبيه حمزة.
وذكره.... ابن الزبير في كتاب جنان الجنان وقال: شاعر مجيد من شعره:
هذا الحمى وكناس الغيد والبان ... فاستوقف الركب واسأل أية بانوا
عسى حمائمه يعلمن من خبر ... أو عندهنّ لسر الدّمع إعلان
أشبهننا فوق أكوار المطي وقد ... مادت بهن من الأشجار أغصان (70- و)
وما شجا القلب تغريد سجعن به ... إلا ونمت صبابات وأشجان
إذا هتفن بأطراف الغصون ضحى ... هاجت لنا الوجد أوطار وأوطان
وفي الهوادج أقمار تضمنها ... مثل النواظر تحويهن أجفان
تألفت لتلاف الصبّ واختلفت ... منها بدور وأغصان وكثبان
وفي رحالهم قلب تقسمه ... بالبغض والحب آساد وغزلان
ما زال يطمعني منهم ويوئسني ... ظبي غرير وباغي الغرم غيران
إن قلت إن شبابي قد مضى وأنا ... كما عهدت الي ظمياء ظمآن
فكم بنعمي شبيب شبّ من هرم ... وكم صد بأبي الريان ريان
كأنه وكأنّ الأعوجي إذا ... رمى به الروع ضرغام وسرحان
ملء النواظر والراحات من يده ... ووجهه للندى حسن واحسان
وقال:
أيا من يستحلّ دمي ... ويظهر للورى ورعا
أما ترثي لمكتئب ... نقضت عهوده ورعا
وكان حمامه بكم ... ومبدأ حبكم ولعا
فقل لفتى تعثر في ... هواك سلامة ولعا
قال: وكتب الى الأمير سديد الملك، يعني أبا الحسن بن منقذ.
إني وحقك في طرابلس كما ... تهوى العدى تحت المقيم المقعد
أما المحرم قد حرمت نجاز ما ... وعدوا وفي صفر فقد صفرت يدي
قالت لي العلياء لما أن سقو ... ني كاس مطلهم سكرت فعربد
قرأت بخط أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ، وأخبرنا به أبو الحسن محمد ابن أحمد بن علي إجازة عنه قال: كتب عبد الله بن الدويدة المعري الى جدي سديد الملك أبي الحسن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ وقد وفد عليه ابن الخيشي الشاعر:
يا عليّ بن منقذ يا هماما ... حين يدعى الوغي يعدّ بجيش
قد أتاك الخيشي في وسط آب ... بقريض يغنيك عن بيت خيش
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)