في سيد الندماء، وشيخ الأدباء: العلامة الشيخ علي الليثي بن حسن ابن ذكر الله بن علي المالكي ثم الشافعي الأزهري ، ويقال إن نسبه ينتهي إلى الإمام الليث بن سعد، لكن ذکر حسن بك قاسم أنه عرف بالليثي لأن أمه أقامت به في - حي الإمام الليث عقب وفاة والده في معركة حربية، وهو من أعلام الأدب في العصر الحديث، ارتقى في وجاهته حتى صار شاعر المعية الخديوية
ولد ببولاق سنة 1236ه فيما ذكره أحمد تيمور باشا ، وقيل سنة 1261ه، وهو خطأ بين ، وصحح زكي مجاهد کونه ولد في سنة 1246ه، 1830م.
وحضر على علماء الأزهر الشريف، وتفقه في مذهب الإمام مالك ، وحفظ فيه عدة متون، ثم تركه إلى المذهب الشافعي بعد سنة 1263ه، وحضر على العلامة علي عبد الحق القومي، ومبه زما، وتأدب به، وتلقى عنه علوما كثيرة ، في العلوم العقلية ، والحساب ، والجبر، وعلم تقويم الأفلاك، والموسيقى، والأدب، وقصد العلامة الإمام السيد محمد بن علي السنوسي سنة 1238ه في جغبوب، ومكث لديه ثلاث سنوات، مشتغلا بالعبادة وذكر الله ، وأجازه بالكتب الستة وغيرها من مروياته ، ورجع أواخر سنة 1262ه و مکث يتردد على الأزهر مجدا في التحصيل.
وأقول: كنت قد رأيت في منزل أحد الأفاضل في القاهرة مجموعة نفيسة من مؤلفات العلامة الشيخ علي عبد الحق القومي، كلها مخطوطة لم تطبع ، ومعها مجاميع وأوراق ومؤلفات ومنظومات للعلامة الشيخ على الليثي صاحب الترجمة ، منها منظومة في التوحيد بخطه.
وقد علا نجمه في مصر مع تولي الخديوي إسماعيل، وقد بذل جاهه للناس وقضى حوائجهم، واقتنى خزانة كتب نادرة ، وكان يبذل الأثمان العالية في الكتب النادرة.
وبالجملة فقد كان فريدا في وجاهته وارتفاع ذكره ، والمنزلة الرفيعة التي نزلها عند الأمراء والحكام، والحشمة التي تهيأت له، وهو جدير أن ينهض باحث لجمع کتاب مستقل عنه ، ويجتهد في نشر كتبه وجمع دیوانه ، وقد ظل ممتعا بذلك كله حتى توفي إلى رحمة الله يوم 10 رمضان ، سنة 1313ه الموافق ۲٤ فبراير ، سنة 1313ه .
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.