القاضي على بن محمد البغدادي

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة1022 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةتارغو - داغستان
أماكن الإقامة
  • تارغو - داغستان
  • داغستان - داغستان

نبذة

القاضى على بن محمد البغدادي هو العارف العلامة الصمدانىّ الأديب الأريب الربّانى كان قد حصّل العلوم فى بلاده عن علماء عصره وكان قد تربى هنالك على يد شيخه المربّى ولما مات شيخه فى الطريقة اغتنم الرّحلة الى بلاد داغستان فرحل من هنالك الى هذه الدّيار يكابد الأسفار والطّرق بالمشقة الشديدة.

الترجمة

‏(القاضى على بن محمد البغدادي) هو العارف العلامة الصمدانىّ الأديب الأريب الربّانى كان قد حصّل العلوم فى بلاده عن علماء عصره وكان قد تربى هنالك على يد شيخه المربّى ولما مات شيخه فى الطريقة اغتنم الرّحلة الى بلاد داغستان فرحل من هنالك الى هذه الدّيار يكابد الأسفار والطّرق بالمشقة الشديدة ولما وصل الى داغستان سئل فيها عن اكبر مشايخ ذلك العصر فدلّوه الى الشيخ العارف بالله تعالى الشهير (داود الكدالى الأوارى) وهذا الشيخ داود رحمه الله كان اذ ذاك عند الشماخلة القاطنة فى بلدة (تارغو) ولقيه فيها واستفاد وصحبه مرات وأشفى غليله رحمهم الله تعالى ثم ان الشيخ على البغدادى توطن فى (تارغو) وتزوج فيها وكان له ابن اسمه (غازى بولات) ويقال انه بقى له عقب فى قرية (كاخولاى) توفى الشيخ سنة  1022 ‏ودفن فى اواسط مقبرة تارغو الكائنة فوق محلّة (دركلى) وهو مشهور يزار رحمه الله وكتب على ضريحه هكذا (قد انتقل المرحوم قاضى على بن محمد البغدادى من دار الفناء الى دار البقاء فى شهر صفر تاريخ سنة 1022 ‏من الهجرة) ولدى قبره قبر ابنه وتوفى هو سنة 1066.

‏وللشيخ على البغدادى آثار مرغوبة وقصائد حسنة فى الزّهديات وغيرها ومنها هذه القصيدة الميمية:

‏اِنَّ الفَنَا يَغْرُرْ بِنَا يَا مَنْ لَهُ قَلْبٌ سَلِيمْ  ـ  أُتْرُكْ وَلاَ تَطْلُبْ بِهِ وَاعْبُدْ لِرَحْمَنٍ رَحِيمْ

وَاقْـتُـلْ بِنَفْسٍ آمِرٍ بِالسُّوءِ وَاخْشَ يَا لَبِيبْ  ـ  مِنْ مَكْرِهِ ثُمَّ احْتَرِزْ مِنْ مَكْرِ شَيْطَانٍ رَجِيمْ

اِنْ كُنْتَ فِى حُبِّ اْلفَنَا فِى غَفْلَةٍ يَأْتِى الْمَنَا  ـ  لاَ يَنْفَعُ هَذَا اْلغِنَا لِلْعَبْدِ وَاللهِ الْعَظِيمْ

 بَلْ لَنْ تَرَى نَفْعًا مِنْ أمْوَالٍ وَ أوْلاَدٍ إذَا  ـ  لَمْ تَأْتِ رَبًّا خَالِقًا فِيهَا بِذِى قَلْبٍ سَلِيمْ

‏يَا مَنْ تَوَلَّى رَبَّهُ وَاخْتَارَ نَفْسًا رَبُّهُ  ـ  إنْ مُتَّ غَيْرَ تَائِبٍ بِئْسَ الْعَرِينُ فِى الْجَحِيمْ

بِئْسَ الطَّعَامُ يَأْكُلُ الْعُصَاةُ فِيهَا يَا فَقِيرْ  ـ  بِئْسَ اللِّبَاسُ لُبْسُهُمْ بِئْسَ الشَّرَابُ مِنْ حَمِيمْ

أتْرُكْ بِمَا يَرْضَى عَدُوُّ اللهِ مِنْكَ يَا فَقِيرْ  ـ  وَاطْلُبْ بِمَا يَرْضَى بِهِ فِى كُلِّ حِينٍ ألْكَرِيمْ

 

‏ومنها فى ذمّ الدخان المشهور:

‏مَخْرَجُ الْقُرْآنِ فَمٌ لاَ تُلَوِّثْ بِالدُّخَانْ  ـ  رِيحُهُ رِيحُ النَّجَاسَة لَوْنُهُ لَوْنُ السَّقَرْ

 مَنْ وَقَاهُ اللهُ مِنْ وَسْوَاسِ شَيْطَانٍ رَجِيمْ  ـ  لاَ يَذُوقُ الطَّعْمَ مِنْهُ فِى الْمَقَرِّ وَالْمَمَرْ

سُنَّةُ اْلإسْلاَمِ نُورٌ بِدْعَةُ الْكُفَّارِ نَارٌ  ـ  لَوْ لَكَ الْعَقْلُ تَجَنَّبْ مِنْ دُخَانٍ فَاحْتَذَرْ

 لاَ ‏تَذُقْ مِنْهُ وَلَوْ فِيهِ دَوَاءٌ يَا فَتًى  ـ  خُذْ مَوَاعِيظِى يَا أمِيرًا بطوعٍ مُعْتَبَرْ

 انَّهُ مِنْ بِدْعَةِ الْكُفَّارِ يَا نُورُ الْعَيْنْ  ـ  بِدْعَةُ الْكُفَّارِ كُفْرٌ فِى الْحَدِيثِ الْمُعْتَبَرْ

‏    

‏ومنها فى ردّ من يقول: لا يبطل الصّوم بشرب الدّخان

‏يَا مَنْ يُصَحِّحُ صَوْمَ الْمُسْرِفِينَ طرًّا  ـ  فَمَا جَوَابُكَ يَوْمَ الْعَرْضِ مَوْلاَنَا

يَقُولُ شُرْبُ الدُّخَان لَيَسَ يُفْسِدَهُ  ـ  مَعَ كَوْنِهِ عِنْدَ أهْلِ اللهِ عِصْيَانًا

جَمْعُ النَّقِيضَيْنِ مَرْدُودٌ بِمَذْهَبِنَا  ـ  فَأنْتَ تَجْمَعُ بُعْدَانًا وقُرْبَانًا

‏بَلْ أنْتَ تَجْمَعُ طَاعَاتٍ بِمَعْصِيَةٍ  ـ  كَطَائِفٍ حولَ بَيْت الله عُرْيَانًا

دُخُولُ عَيْنٍ بِجَوْفٍ كَانَ يُفْسِدُهُ  ـ  إنْ كَانَ عَمْدًا وَلا سَهْوًا اَوْ نِسْيَانًا

لَوْ قُلْتَ لَيْسَ بِعَيْنٍ لاَ نُسَلّمهُ  ـ  فَإنَّهُ أغلط الأشياء أعْيَانًا

ألاَ تَرَى انَّهُ يسود مخرجه  ـ  وَمَا يُلاَقِيهِ فِى المجرى وَجيرَانًا

تَرَى دُخُولاً وَادخالاً بِمَرْتَبَةٍ  ـ  مَعَ بَيْنَ كُلّهِمَا قُرْبًا وَبُعْدَانًا

لأنَّهُ أخْبَثُ اْلأعْيَانِ رَائِحَةً  ـ  وَأهْلُهُ صَارَ لِلشَّيْطَانِ إخْوَانًا

لَوْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ إلاَّ بِدْعَةٌ ظَهَرَتْ  ـ  عَلَيْكَ مَنْعٌ مِنَ اْلإسْرَافِ إنْسَانًا

فَإنَّهُ عَمَلُ اْلإبْلِيسِ وَإخْوَتِهِ  ـ  فَكَيْفَ لاَ يُفْسِدُ الشَّيْطَانُ إيمَانًا

‏لاَ تَفْتِيَنَّ لِجُهَّالٍ بِمَا فَرحُوا ـ  بِهِ وَمُرْهُمْ بِتَرْكِ اْلفِسْقِ أحْيًانًا    

دُخَانٌ بَيْت جَرَى فِى جَوْفِ دَاخِله  ـ  لَنْ يُورثَنَّ لِصَومِ الشَّخْصِ بُطْلاَنًا

إذْ لَيْسَ قَصْدٌ وَعَمْدٌ فِى تشرّبه  ـ  فَكَيْفَ يقصد مَا يُؤْذِيهِ جرْيَانًا

لِشَارِبِيهِ لَشَيْطَانٌ يُزَيِّنُهُ  ـ  لجهلهم اقرب الاخراب نيرانًا

إلَيْهِ يُشْغِلُهُمْ عَمَّا يُفِيدُ لَهُمْ  ـ  مِثْلَ الَّذِى يُشْغِلُ اللَّهَوَاتُ صِبْيَانًا

لَيَنْدِمُونَ غَدًا مِنْ سُوءِ صُنْعِهِمْ  ـ  وَقَدْ يُلاَقونَ فِى الدَّارَيْنِ خُسْرَانًا

أوصِيكَ خَيْرًا حَبِيبِى إنْ قَبِلْتَ بِهَا  ـ  فَإنْ أبَيْتَ فَآتِ مِنْكَ تِبْيَانًا

‏يُوَافِقِ الْفِقْهَ وَاْلأخْبَارَ جُمْلَتَهَا  ـ  وَلاَ يُخَالِفْ بِالْمَنْصُوصِ قُرْآنًا

ألْحَمْدُ لله مَوْلاَنَا قَدْ أكْرَهَنِى  ـ  شُرْبَ الدُّخَانَ الَّذِى يُلْقِينِى أحْزَانًا

لَوْلاَ هَدَانِى لَكُنْتُ الْيَوْمَ مُبْتَدِعًا  ـ  بِقُربِ مَا قَدْ تَرَى فِى الشُّرْبِ طُغْيَانًا

‏وللشيخ على البغدادى قدس سره أيضا تخميس بليغ على القصيدة التى اوّلها (تبارك ذو العلى والكبرياء) وعبارته فى ديباجه هكذا (الحمد لله الواجب الوجود، والصلاة والسلام على خير خلقه وحبيبه المحمود، وعلى آله وصحبه الى يوم الموعود، وبعد: فقد التمس بعض أصحابنا المؤمنين الراشدين من هذا العبد الذليل المذنب الخاطئ على بن محمد البغدادى عفي الله عنهما أن أجعل تخميسا للقصيدة التى أوّلها (تبارك ذو العلي اه) فأجبته بعد إلحاح كثير مع قلّة بضاعتى فالمرجوّ من أبناء الكرام أن يصلحوا ما وجدوه غير موافق للطباع السليمة ويستروا بذيل العفو عيوبه السقيمة ولا يسعوا فى امشاء جرائم العبد العديمة فشرعت فى تأليفه مستعينا من الله الكريم ومستفتحا بسم الله الخ).

نزهة الاذهان فى تراجم علماء داغستان-نذير بن محمد حاج الدركيلى الداغستانى