العلامة الجليل الشيخ بيومي أبو ريا الكبير ، كان من كبار علماء الجامع الأحمدي ، وكان يدرس جمع الجوامع للطلاب الذين يتأهلون لنيل العالمية، وكان الطلاب الجامع الأحمدي سجلات كالأزهر ، وللمساكن نظام نظام الأروقة ، وكان لطلبة كل جهة شیخ ، فكان المترجم للمنوفية ، والشيخ النشابي للغربية ، والشيخ السنتريسي للشرقية ، و الشيخ مرسي طبل للبحيرة.
قال محمد عبد الجواد في مذكرات مجاور: (فإذا كان وقت الضحى رأيت بالجامع دروسا لا تزيد على عدد أصابع اليد ، فهذا درس الشيخ بيومي أبو ريا ، وهو شيخ عالم فاضل، جلیل وقور ، كأنه جاوز الثمانين ، أو قارب التسعين ، يموج جسمه النحيل في ثيابه الواسعة ، ويبسم عن بقايا أسنان عبثت بها يد الدهر ، فإذا فتح فاه رأيت أسنانه کأسنان الببر أو الأسد الهندي ، بعضها طويل وبعضها قصير.
ها هو قد جلس على دكة عالية ، ليقرأ درس جمع الجوامع ، تأمل طلابه تجدهم شیوخا، جاوز أكثرهم سن الأربعين ، وأولئك هم الطلاب الذين يستعدون للامتحان النهائي، أو امتحان العالمية، من طلاب الدرجة الأولى).
ثم قال : (وإذا أردت حصر دروس الأصول في الجامع كان ذلك سهلا میسورا ، فالكتاب في نظر الطلاب والشيوخ عظيم ، ولا يتصدى لتدريسه إلا كل فحل من فحول العلماء ، ولهذا لا تجد أكثر من ثلاثة شیوخ أو أربعة يجرؤون على تدريسه ، فالذي أذكره منهم بعد هذا الشيخ: السيد محمد عبد الرحيم، والشيخ محمد الحفناوي)
وقد تخرج ابنه أحمد ونال العالمية وعين مدرسا في الجامع الأحمدي أيضا، وقد توفي المترجم إلى رحمة الله تعالي سنة 1924م، ودفن بجوار الصحابي الجليل سیدنا عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي في قرية صفط تراب .
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.