العلامة الأديب محمد أحمد فرغلي عبد الصمد الأنصاري الطهطاوي ، ولد سنة 1280ه الموافق 1863 م في درب الكشاكي الشرقي ببندر طهطا، التابع لمحافظة سوهاج.
فحفظ القرآن الكريم، وهو صغير ، وأخذ عن أبيه بعض المتون كالآجرومية في علم النحو ، ومتن أبي شجاع في فقه الإمام الشافعي ، وشرحهما للكفراوي ، وابن قاسم ، على سبيل التمرين وبعد وفاة أبيه عام 1875 اعتنى به علي بك فهمي رفاعة رافع الطهطاوي ، وعمل في بداية حياته بجريدة البيان ، ثم طلب من تادرس بك وهبي ناظر المدارس القبطية وقتها أن يلحقه مدرسا بمدرسة الأباء اليسوعيين ، على أن يقوم بتدريس العلوم العالية ، فألحقه بها أستاذا لعلوم البلاغة ، ليحصل على يديه أول تلميذ على شهادة البكالوريا.
وظل بهذه المدرسة قرابة عشرين عاما يعلم تلاميذه كتابي مقامات الحريري، وعقد الجمان للشيخ ناصيف اليازجي ، بالإضافة إلى تدريسه لفن الإنشاء، تعلم على يديه أبناء بطرس غالي ، رئيس الوزراء المصري، وزير الخارجية آنذاك ، وحسين فخري ، ناظر المعارف العمومية ، ونجيب بطرس غالي وزیر الزراعة ، وحسن مظلوم، محافظ القناة وقتئذ.
فهذا النوع من المدارس، لم يكن يقبل إلا أبناء الوزراء وعلية القوم، تولى إدارة ترقية أسلوب التحريرات العربية لعموم النظارات والمحافظات والمديريات ، وظل في عمله هذا حتى وصل إلى درجة وكيل إدارة التحريرات العربية بوزارة الخارجية .
وله من المؤلفات دیوان (روضة الصفا، بمديح المصطفی ) طبع ، و(العقد النفيس ، بتشطیر وتخمیس دیوان سلطان العاشقين عمر بن الفارض)، طبع ، وله عدد من المنظومات والشروح منها: شرح منظومة جده في التوحيد، و (نظم اللآلي الغرر، في سلك العقود والدرر)، و(حسن الشبك ، في شرح: قفا نبك)، وأورد له السيد أحمد رافع الطهطاوي في ( القول الإيجابي ، في ترجمة العلامة شمس الدين الأنبابي) نماذج من شعره.
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.