محمد بن زيادة الله بن الأغلب، أبو العباس:
أديب ظريف، له تآليف. من بيت الإمارة والسلطان في إفريقية. كانت إقامته في طرابلس الغرب، واشتهر حتى قيل: إن المعتضد باللَّه العباسي كتب إلى صاحب إفريقية إبراهيم بن أحمد يعنّفه على جوره وسوء فعله بأهل تونس، ويقول له: إن انتهيت عن أخلاقك هذه وإلا فسلّم العمل الّذي بيدك لابن عمك محمد بن زيادة الله، فما كان من إبراهيم إلا أن أرسل إلى محمد من قتله! .
-الاعلام للزركلي-
ابن الأغلب (283 هـ / 896 م)
الاسم الكامل والنسب والمولد والوفاة
محمد بن زيادة الله بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب التميمي، أبو العباس.
ينتمي إلى بيت الإمارة الأغلبية، أمراء القيروان.
توفي مقتولًا في طرابلس سنة 283 هـ / 896 م، قتله ابن عمه الأمير إبراهيم الثاني.
النشأة العلمية والتعليم
نشأ في بيت علم وإمارة، وكان والده زيادة الله الأصغر ذا رأي ونجدة، وقد قيل فيه:
"ما ولي لبني الأغلب أعقل من زيادة الله الأصغر."
ورث عنه محمد خلال الخير وحسن السلوك، ونُشئ على الأدب والعلم، حتى أصبح شاعرًا وخطيبًا وأديبًا.
النشاط الدعوي والتربوي
كان خطيبًا مفوّهًا، أديبًا، شاعرًا، حسن السيرة، لَيّن الجانب، لا ينادم إلا أهل الأدب، ومن شعره في الغربة والحنين:
ومما شجا قلبي بتوزر أنني … تناءيت عن دار الأحبة والقصر
غريبا، فليت الله لم يخلق النوى … ولم يجر بين بيننا آخر الدهر
أخلاقه وسلوكه مع الطلاب والعامة والمحتاجين
عُرف بحسن السلوك، ولين الجانب، وخُلُق كريم، مما أثار حسد الأمير إبراهيم الثاني الذي كان يُعرف بالفسق والبطش وسفك الدماء.
كان محبوبًا في ولايته على طرابلس، ووردت عنه أخبار في الرفق والإحسان.
مواقفه السياسية وخطبه
ولاّه ابن عمه إبراهيم الثاني ولاية طرابلس، لكنه حسده على حسن سيرته وثناء الناس عليه.
أشاد الخليفة العباسي المعتضد بحسن سياسة محمد بن زيادة الله، وقال:
"ما يبلغنا عن عامل طرابلس إلا رفق وإحسان، وخلاف ما يُذكر عن إبراهيم."
وأمر المعتضد إبراهيم بترك أخلاقه الدموية أو تسليم البلاد لابن عمه محمد، مما دفعه إلى قتله غدرًا، مع أولاده، وتمثّل بجثته وصَلبه، في واحدة من أشهر مجازر الدولة الأغلبية.
المؤلفات والرسائل
تاريخ بني الأغلب
راحة القلب
كتاب الزهر
ثناء العلماء عليه
لم يُذكر ثناء محدد من العلماء، لكن الخليفة العباسي المعتضد أثنى عليه، واعتبره أهلاً للإمارة.
كما وصفه مؤرخو القيروان بأنه حسن السيرة، عالِم، خطيب، أديب، شاعر، لين الجانب، صادق الصحبة.
الوفاة والتفاصيل الأخيرة قبلها
قتله ابن عمه الأمير إبراهيم الثاني سنة 283 هـ / 896 م بعد أن توجه إليه سرًا متظاهرًا أنه في طريقه إلى مصر.
قام بصلبه، وقتل أولاده، واعتدى على أصاغره، وشق بطن امرأة حامل من نسائه.
كان ذلك بدافع الحسد، إثر مدح الخليفة له وترشيحه لمنصب الإمارة.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الأول - صفحة 53 - للكاتب محمد محفوظ