محمد رضا بن محمد جواد بن محمد بن شبيب بن إبراهيم بن صقر الشبيبي:
أديب، شاعر، من أعضاء المجامع العلمية العربية في دمشق والقاهرة وبغداد. نسبته إلى جده شبيب (ابن صقر البطائحي، من بني أسد) .ولد في النجف. وبها نشأ وتعلم. وبعد الحرب العامة الأولى سافر إلى الحجاز حاجا (أواخر 1337 هـ ومر بدمشق في عودته فأقام إلى 1339 (1920 م) وشارك في الثورة العراقية. وبعد تأسيس المملكة في العراق أقام ببغداد. وتولى وزارة المعارف مرات أولها سنة 1343 (1924 م) وانتخب رئيسا لمجلس النواب، ورئيسا لمجلس الأعيان (1937) وبعد ثورة 1958 في العراق انقطع لرياسة المجمع العلمي العراقي، ببغداد، إلى أن توفي.
له كتب منها (ديوان الشبيبي - ط) و (أصول ألفاظ اللهجة العراقية - ط) رسالة. و (التربية في الإسلام - ط) رسالة، و (مؤرخ العراق ابن الفوطي - ط) جزآن منه، و (رحلة في بادية السماوة - ط) و (تراثنا الفلسفي - ط) بعد وفاته، و (أدب المغاربة والأندلسيين - ط) و (المأنوس من لغة القاموس - ط) رسالة .
-الاعلام للزركلي-
معالي الشيخ محمد رضا الشبيبي
١٨٨٨
هو نابغة النجف الأشرف في هذا العصر، وشاعر عالم حكيم ابن شاعر وعالم، أنجبه بيت دين وأدب، وهو القائل الشعر شعور تجيش به النفس ويصدر عن القلب.
ولد في النجف الأشرف يوم الاثنين في ٦ رمضان ١٣٠٦ ه و ١٨٨٨ م ودرس في مدارس الحاضرة الكبرى، ثم اشتغل بنفسه وانصرف إلى الدرس، فكانت فطرته أكبر معلم ومخرج له، وخاصة في الحكمة والشعر والنقد والبلاغة، وهو من حذاق الفلسفة الشرقية وتاريخها، ومن اقطاب الحركة الفكرية والنهضة الوطنية في بلاد الرافدين، وقد انتدب لأداء مهمة خطيرة في الحجاز اثناء انعقاد مؤتمر الصلح سنة ١٩١٨ م ، ثم أتى الشام وظل فيها الى ان نشبت الثورة في العراق، ففارق دمشق بطريق البادية يوم الاربعاء في ٢٧ تشرين الاول سنة ١٩٢٠.
آثاره العلمية: ١- (تاريخ الفلسفة) من أقدم عصورها إلى اليوم ولا سيما الفلسفة العربية ٢- (أدب النظر في فن المناطرة) ٣- (تذكرة) في نعت ماعثر عليه من الكتب والآثار النادرة ٤ - فلاسفة اليهود في الإسلام ٥ - المسألة العراقية ٦- تاريخ النجف ٧ - المأنوس من لغة القاموس ٨ - ديوان الشبيبي.
شعره: لقد كان لشعره الاثر البارز في نهضة الأمة، وإحياء ملكة البلاغة والبيان، والمعروف عنه انه لا ينظم الشعر الا متأثراً فتجيء قصائده حساسة حية تعبر عن وثبات النفس ونزعاته السامية ومن قوله في هذا الصدد.
ليس هذا الشعر ماتروونه
ان هذي قطع من كبدي
نثره: أما نثره فلا يقل عن شعره في مرتبة الفصاحة والبلاغة.
وله خريدة رائعة عنوانها (بين العراق والشام) نظمها ابان وجوده بدمشق، وقد حن إلى وطنه بلهف واشتياق قال:
ببغداد اشتاق الشام وها أنا
إلى الكرخ من بغداد جم التشوق
فما أنا في ارض الشآم بمشئم
ولا أنا في ارض العراق بمعرق
هما وطن فرد وقد فرقوهما
رمى اللّٰه بالتشتيت شمل المفرق
اذا قمت نصب العين ياعهد تدمر
ذكرت ادكار الطيف عهد الخورنق
وهل بلد اولى من الشام بالهوى
وبالحب اجدر في دمشى واغلق
رهنتك يا بغداد قلبي ومن تكن
رهينته قلباً ببغداد يغلق
علا الشيب آمالي ولم يعل عارضي
وبيّض قلبي قبل تبليض مفرقي
الى الآن لا يستملح الشعر ان علا
ولا يستجاد القول ان لم يلتق
قريض طلول عافيات واربع
وشعر جمال سائرات كأبرق
مقيدة ابوابه وفنونه
وأدهي دواهي الشعر تقييد معلق
ويارب حسناء الاعاريض تتقي
وتهجر كل الهجر ان لم توافق
اذا لم يجئك الشيء عفواً تحامه
وان لم يسعك الخلق لا تتسلق
في الوزارة: تولى وزارة المعارف خمس مرات أولها في عهد المرحوم الملك فيصل الأول سنة ١٩٢٤. ثم في السنوات 1925، 1938، 1941، 1948، وانتخب نائباً في المجلس النيابي العراقي في اكثر دوراته، وصدرت الارادة الملكية بتعيينه عضواً في مجلس الاعيان مرتين الاولى سنة ١٩٣٩ وانتهت سنة ١٩٤١، والثانية سنة ١٩٥٤، وانتخب لرئاسة مجلس النواب مرتين سنة ١٩٣٧ و 1943 - 1944، ثم انتخب رئيسا لمجلس الاعيان سنة ٩٣٧ ، ورئيساً للمجمع العلمي العراقي سنة ١٩٣٧ ورئيساً لنادي القلم وانتخب لعضوية المجمع اللغوي في القاهرة سنة ١٩٤٩ ولعضوية المجمع العلمي بدمشق سنة ١٩٢١ وقد قل نظمه لانهماكه في الحقل السياسي.
واقترن سنة ١٩٢٤ وانجب اربعة اولاد ويعتبر معاليه من افذاذ الرجال في تاريخ العراق.
أعلام الأدب والفن لأدهم الجندي ج 2 ص 181