حضرة الأستاذ عبد الهادي بك بن عبد الرحيم بن قطب بن الوريدي بن محمد بن الشيخ أحمد الشريف ، ينتهي نسبه إلى الجناب النبوي العظيم..
ولد سنة 1287ه، وكان والده عمدة القرية نواي ، فاعتني به فأحضر له وهو في الثامنة أستاذا لتعليمه المبادئ الأولية ، فحفظ القرآن الكريم ولما توسم فيه والده النجابة والذكاء أرسله إلى الجامع الأزهر وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره ، فانتظم ضمن طلبته لتلقي العلوم العربية والدينية وظل يرتشف من بحر العلوم في الأزهر نحو ثماني سنوات ، فنال قسطا وافرا ، وشهد له أساتذته بالهمة الفائقة ، ولما ترقي والده إلى وظيفة ناظر التمس من الخديوي إسناد العمدية إلى ولده المترجم ، وكان قد أتم دروسه في الأزهر، فأدار أمورها بكل همة ونشاط واقتدار، وسداد الرأي ، وقوة العارضة ولكثرة مناقبه وافضاله انتخب عضوا في مجلس الشياخات والری وتعديل الضرائب والمجلس المخصوص والمجلس الحسبي ومجالس الترع والجسور، ولجنة تقسيم الجسور ، وعضوا لمجلس مديرية أسيوط، وكان في كل تلك الوظائف مثال الجد والنشاط والعمل وحرية الضمير ، ونال رتبة البكوية من الدرجة الثالثة من الخديوي عباس باشا الثاني سنة 1906م، ثم أنعم عليه بالنيشان المجيدي سنة 1909م، وبالرتبة الثانية سنة 1912م، فزادته رفعه ونبلا ، مع ما هو عليه من الورع والتقوى.
وكان محبا لنشر العلوم وتثقيف عقول أبناء الفقراء، مالا إلى مساعدة المشروعات الخيرية كتشیید المعاهد العلمية والمستشفيات، وجمعيتي الهلال الأحمر والصليب الأحمر ، وكان في هذا جاريا على سنن والده الذي كان محبا للخير والعطاء، وكان قد شيد مسجدا فخما وقف عليه خمسة أفدنة ، كان حيا في هذه السنة.
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.