مفتي الديار المصرية ، وشيخ السادة الحنفية ، العلامة الشيخ بكري بن محمد عاشور الصدفي الحنفي الأزهري، ولد في صدفا، بمحافظة أسيوط ، وشب في أسرة كريمة مشهورة بالتقوى والصلاح والعلم، فكان أبوه من خيرة رجال العلم المشهود لهم بسعة العلم والاطلاع، فتأثر المترجم بأبيه ، وأخذ عنه الكثير من علمه وفضله .
وبعد أن حفظ القرآن الكريم وأتقن تجويده التحق بالأزهر الشريف ، حتى نال شهادة العالمية من الدرجة الأولى سنة 1289ه، ونظرا لحسن سيرته وتوقد ذهنه وتمكنه من العلوم فقد كلف بالتدريس في الأزهر من الإمام الأكبر الشيخ محمد المهدي العباسي، بالإضافة إلى حلقات الدروس التي كان يلقيها على تلاميذه في منزله المجاور للجامع الأزهر .
ثم عين موظفا بالقضاء ، وأخذ يتدرج في المناصب القضائية حتى شغل معظمها ، ولما توفي الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية لم يجدوا من ينهض بهذا المنصب الجليل إلا المترجم ، فاختير مفتيا للديار المصرية في 18 رمضان سنة 1323ه، الموافق 10 نوفمبر ، سنة 1905م، بعد الشيخ محمد عبده ، فبقي فيه إلى 4 صفر سنة 1333 ه ، الموافق 21 ديسمبر 1914، فأصدر خلالها 1180 فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.
ونظرا لانشغاله بالتدريس والقضاء لم يترك إلا عددا من الأبحاث التي لم تنشر حتى الآن، وكان السيد الجليل: ياسين ابن الإمام سلیم البشري قد تزوج بالسيدة نفيسة ابنة صاحب الترجمة ، وانتقل المترجم إلى رحمة الله تعالى في 16 شوال سنة 1337 ه ، الموافق 14 يوليو ، سنة 1919م.
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.