القاضي عبد الحميد بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي الطرابلسي، ولد في طرابلس 1855م، وفيها تلقى علومه الأولية.
ثم ارتحل إلى مصر وهو في الثانية عشرة من عمره، وانتظم في سلك طلاب الأزهر الشريف ، وبعد أن أنهى دراسته فيه ونال إجازة كبار أساتذته سافر إلى القسطنطينية ، ودخل مكتب القضاة ، فحاز منه الشهادة الممتازة ، فأعجب به شيخ الإسلام إذ ذاك ، فخلع عليه جبته اعترافا بعلمه وذكائه ، وعينه رأسا لنيابة لواء حماة .
وانتقل منها إلى اللاذقية ، ومنها ترفيعا لنيابة القدس الشريف الممتازة، وظل يرقي سلم المعالي بخطوات واسعة ، فنال نيابة البصرة ، ثم المدينة المنورة، ثم حلب ، ثم ولاية أزمير ، وفي أثناء توليه ولاية أزمير رشح لمنصب القضاء في الخديوية المصرية ، وكان في جميع مناصبه محبوبا نزيها ، أبي النفس ، بعيدا عن التعصب ، بعيدا عن المحاباة في الأحكام الشرعية ، وكان يتقن التركية والفارسية ، أما في العربية فكان منشئا بارعا وجهبذا نحريرا، وتعلم شيئا من الفرنسية ، وتوفي سنة 1907م.
انظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.