محمد بن أحمد بن عبد الباري الأهدل الحسيني التهامي:
فاضل، من أهل تهامة اليمن. شافعيّ.
له (تحذير الإخوان المسلمين من تصديق الكهان والعرافين والمنجمين) و (بغية أهل الأثر فيمن اتفق له ولأبيه صحبة سيد البشر - ط) رسالة، و (سلم القاري) حاشية على صحيح البخاري، و (تسديد البيان للمشتغلين بحكمة اليونان) و (الكواكب الدرية شرح متممة الأجرومية - ط) جزآن، في النحو، وحواش وشروح أخرى في الفقه .
-الاعلام للزركلي-
هو السيد العلامة الكبير والهمام الحجة النحرير محمد بن أحمد عبد الباري الأهدل.
ولد رحمه الله تعالى في ذي القعدة الحرام، لعله لخمسة عشر مضت منه وذلك سنة ١٢٤١هـ إحدى وأربعين ومائتين وألفا، ونشأ في حجر أبويه إلى سن التمييز، قرأ القرآن العظيم برواية قالون عن نافع على شيخ والده وأعمامه وهو الفقيه الحافظ لكتاب الله ﷻ الضابط أحمد بن حسين الفلاحي من بني فلاح - قوم يسكنون في شامي جبل ريمة - وحفظ عليه القرآن العظيم عن ظهر قلب حفظاً جيداً وعلمه رسوم الكتابة فأتقن الخط وصور الحروف على يده إذ كان هذا حاله مع غالب من يقرأ عليه، وكان رحمه الله تعالى معتنياً به غاية الاعتناء يدارسه القرآن ويأمره بتكرار الدروس ويرشده لمعالم الخير وفي خلال المدة التي كان يقرأ فيها على شيخه المذكور أخذ من جماعة كثيرين سوراً من القرآن العظيم تبركا بهم والتماساً لصالح دعواتهم منهم إبراهيم بن أحمد صاحب الحدادية والفقيه العلامة محمد بن عبد الرحمن الناشري صاحب الغانمية والسيد الصالح إبراهيم بن حسن صاحب مدينة الزيدية وكان والده يعرضه على أهل الفضل رجاء أن ينفعه الله بدعوة منهم وقد حقق الله رجاءه فكان صاحب الترجمة من أهل العلم والاتقان والمواهب والعرفان وهو المشار اليه بالبنان رحمه الله تعالى وقرأ أيضاً على والده أحمد بن عبد الباري رحمه الله تعالى القرآن العظيم كله أو معظمه لأنه كان يدرس عليه كل ليلة ما قدر له ثم في عام خمس وخمسين ومائتين وألف قبل وفاة والده بسنة ابتدأ في طلب العلم الشريف فأخذ أولا على عمه صنو ابيه السيد العلامة فخر الإسلام عبد الله بن عبد الباري فقرأ عليه في الفقه (مختصر أبي شجاع) ومختصر العلامة با فضل (المختصر الكبير) قراءة متقنة مع إملاء ما تيسر من الشروح وفي النحو الأجرومية والملحة حفظاً مع إملاء بعض شرحها لبحرق وفي خلال تلك المدة كان يملى ضحوة على والده رحمه الله تعالى في الأذكار للنووي وفي كتاب حل الرموز ومفاتيح الكنوز في التصوف ولم يكن يفهم ذلك في حين قراءته لهما لصغر سنه وعدم إدراكه لعويص المعلوم ولكن عرف بعد ذلك أن تلك إشارة وبشارة من والده له وقد كان يلمح بذلك لبعضهم ويحكى أنه رأى مناماً صالحاً يشتمل على بشرى له بحال ولده صاحب الترجمة ثم أنه عرض لشيخه السيد عبد الله بن عبد الباري أشغال انقطع بسبها عن التدريس فتحول صاحب الترجمة للأخذ عن عمه الآخر السيد العلامة ولي الله شرف الاسلام الحسن بن عبد الباري الأهدل وكان ذلك بإشارة من والد صاحب الترجمة وذلك في عام ست وخمسين فأخذ عنه في متن أبي فضل وأبي شجاع ولم يكملهما لعروض مانع للشيخ من الإقراء مدة ثم عاد الشيخ السيد الحسن ابن عبد الباري للتدريس فشرع صاحب الترجمة يقرأ في المنهاج للإمام النووي واشتغل به اشتغالا تاماً وطالع عليه التحفة والمحلى وفتح الوهاب وكثير ما يراجع العباب وشرح البهجة لزكريا والإرشاد وفتح الجواد والبكري ونشر الحاوي للحيلولى وبحر الفتاوي للعراقي ثم توفي والده رحمه الله تعالى أثناء هذا العام وذلك يوم سابع عشر شهر رجب سنة ١٢٥٦ هـ ست و خمسين ومائتين وألف هجرية وقد بلغ في المنهاج إلى باب بيع الأصول والثمار من ربع المعاملات وكان والده رحمه الله تعالى لا يأمره بمباشرة شيء من الأمور الدنيوية ولا يأذن له في الخروج إلى بلد من البلدان بل من الدار إلى المسجد هذا في أغلب الأوقات وبعد وفاة والده أحسن معه أخوه العلامة المحقق عبد الباري بن أحمد أعني صنو صاحب الترجمة فقام رحمه الله تعالى بجميع ما يحتاجه صاحب الترجمة فانقطع لطلب العلم فأكمل المنهاج على عمه شرف الإسلام وبعد ذلك قرأ عليه فتح الجواد إلى كتاب البيع وقرأ عليه في النحو شرح القطر لمؤلفه ابن هشام وقريب النصف من شرح الألفية لابن عقيل وكان يراجع شروح الكافية كالرضى والخبيصي وحاشية السيد وإيضاح المعاني السنية والجامي وشرح مقدمة بن باشاذ وغير ذلك كالتوضيح والتصريح وشرح الفاكهي وشرح العمريطية للسيد الخالص بن عنقا وحاشيته على البهجة للحافظ السيوطي وقرأ على عمه حسن المذكور في الفرايض السبتي شرح الرحبية مع مراجعة الشنشوري وحواشيه للحفني والزياتي والادفيني وكافي الصردفي وقرأ عليه في الحساب الهندي كتاب المفيد العلامة البجلي وهو مشتمل على المساحة وكان يراجع الرسالة الزجاجة للسيد العلامة عبدالله بن عبد الهادي الأهدل وقرأ عليه في أصول الفقه شرح الذريعة للأشخر مع مراجعة البروق شرح جمع الجوامع للمحلى وحواشي العلامة ابن أبي شريف وفي أصول الدين الشيبانية وشرحها لابن قاض عجلون مع مراجعة شرح النمازي على منظومته وشرح الهدهدى على السنوسية وشرح السنوسي نفسه على أم البراهين وغير ذلك كشروح الجوهرة وقرأ عليه في فن مصطلح الحديث المنهل الروي شرح منظومة المجد اللغوى مع مراجعة علوم الحديث لابن الصلاح وسمع عليه بقراءة غيره كثيرا بل غالب الدروس التي كانت تقرأ على شيخه السيد حسن كان صاحب الترجمة يحضرها وحضر عليه ما تيسر من الشروح والحواشي كالفشني على الزبد وابن قاسم على غاية الاختصار والمنهج القويم وفتح الوهاب وغير ذلك في أثناء طلبه وقراءته على عمه حسن المذكور كثيراً ما كان يجتمع بالسيد العلامة الولى الكامل محمد بن المعوضة قاسم الأهدل وهو ابن عم أبي صاحب الترجمة وتلميذ جد صاحب الترجمة لأمه السيد العلامة عبد الله بن المساوى الأهدل تلميذ الشيخ عبد الله بن سليمان الجرهزي والسيد سليمان بن يحيى واضرابهما فأملى صاحب الترجمة على السيد محمد ابن المعوضة قاسم المذكور شرح مولد الأهدل للعلامة إبراهيم بن أحمد الخليل وهو في مجلدين وأملى عليه أكثر الجامع الصغير ورياض الصالحين مع مراجعة شرحه لابن علان وبعضاً من تفسير البغوي وبهجة المحافل وغير ذلك من كتب الحديث والسير وغالب قراءة صاحب الترجمة عليه بالليل وعلى عمه وشيخه السيد حسن شرف الإسلام بالنهار وفي عام ستين بعد الألف والمائتين رحل لحج بيت الله الحرم مع عمه صنو أبيه السيد العلامة شيخه عبد الله بن عبد الباري الأهدل وكان يملي عليه الروضة للإمام النووي وقرأ عليه متن جمع الجوامع في أصول الفقه ولم يكمله وقر أعليه شيئاً من شرح الورقات لابن إمام الكاملية وشيئاً من شرح ابن دقيق العيد على العمدة واجتمع معه في مكة المكرمة بكثير من فضلائها وعلمائها كالشيخ عبد الله سراج وحضر درسه في تفسير الجلالين والشيخ عثمان الدمياطي وحضر درسه في الاقناع في الفقه وشرح جمع الجوامع للمحلي في الأصول والشيخ أحمد الدمياطي وحضر درسه في التفسير وفي مناسك الشيخ علي بن عبد البر الونائي واستجاز من هؤلاء واجتمع أيضاً بمفتي طرابلس وهو إبراهيم الخليل رجل من كبار العلماء الصالحين ولم يقدر الله له زيارة المصطفى ﷺ في هذا العام فرجع مع عمه المذكور بعد أن مكثا بمكة المكرمة قريب أربعين يوماً وكان نزولهما اليمن من بندر اللحية واجتمع فيها ببعض الفضلاء ثم سار منها صحبة عمه المذكور فاجتمع بالسيد الولي الأكمل عبد الله ابن إبراهيم الأهدل صاحب المنيرة والسيد العلامة المحقق عبد الرحمن بن عبد الله الأهدل فدارت بينهم كؤوس المذاكرة واستجاز صاحب الترجمة من السيد عبد الله ابن إبراهيم ولم يطلب من السيد عبد الرحمن بن عبد الله إلى أن وصل إليهم إلى المراوعة بعد ذلك بمدة يسيرة زائراً ضريح السيد الولي الشيخ علي الأهدل فاجتمع به صاحب الترجمة وقرأ عليه أوائل شرح الألفية للأشموني وأجازه ودعا له بخير وبعد رجوع صاحب الترجمة من الحج لازم الشيخين عميه الشيخ شرف الإسلام السيد حسن بن عبد الباري والشيخ فخر الإسلام العلامة المحقق السيد عبد الله ين عبد الباري الأهدل للاستفادة منهما.
وجد في كل العلوم واجتهد وَلَمْ يَكُنْ قَط عَلى فن جمد
حتَّى غدا يَبْهَرُ لِلْعُقُولِ في عِلْمَى المَنقُولِ وَالْمَعْقُولُ
وواظب على المذاكرة ليلا ونهاراً بعد أن أجازه شيخه شرف الإسلام لفظاً وخطاً إجازة عامة وألبسه الخرقة بيده وهي قلنسوته التي تلي رأسه ولقنه الذكر بعبارة جلية سهلة التناول قريبة المأخذ وتخرج على يده جملة من طلبة العلم الشريف وأجازه شيخه المذكور بالإفتاء والتدريس بعد أن رأى أجوبته في النوازل فأفتى ودرس في حياة شيوخه وكانوا يحيلون عليه واشتغل بالتأليف فاجتمع له ما ينيف على المائة من ذلك كتاب نشر الأعلام شرح البيان والأعلام في مجلدين وسلم القاري حواشي على صحيح الإمام البخاري في مجلدين ضخمين ومفتاح الباب حواشي على فتح الوهاب في مجلد وإرشاد ذوي الرأي السليم إلى سلوك المنهج القويم في مجلد وهي حواشي على شرح ابن حجر المختصر بأفضل وأفادة الساد العمد في حل ألفاظ الزبد مجلد وإعانة المحتاج حواشي على المنهاج وصل فيه إلى كتاب الطلاق في ثلاثة مجلدات وشرح على منحة الوهاب نظم تحرير تنقيح اللباب للسيد أبي بكر بن أبي القاسم الأهدل النظم مقدار أربعة آلاف يشتمل على مقدمة في التوحيد وخاتمةه في التصوف في مجلدين ولم يكمله بل شرح المقدمة والخاتمة ووصل إلى أثناء باب الزكاة وكشف اللثام حواشي على شرح قطر ابن هشام في مجلد وهداية العقول شرح ذريعة الوصول إلى علم الأصول مجلد لطيف و منتهي السول شرح مولد الرسول في مجلد وشرح الخصائص الصغرى للسيوطي في مجلد لطيف وشرح على رسالة الشيخ حسين الإبريقي في الفقه في مجلد لطيف وحاشية على كتاب مفد الحاسب، ورسالة كشف الهم عن قراء قاعدة مد عجوة ودرهم ورسالة منح الفتاح بأركان عقد النكاح ونظم باب الحيض في المنهاج وشرحه بشرح سياه تبصرة المحتاج وشرح الإجرومية بشرحين الأول منها سماه خلاصة الموسوم على مقدمة ابن آجروم والثاني سماه النفحة العطرية على المقدمة الآجرومية وشرح شواهد القطر على حروف المعجم وسماه تنقيح الفوائد على أبيات الشواهد وله رسالة فتح الفتاح العليم بشرح بسم الله الرحمن الرحيم تكلم على البسملة من نحو عشرين فنا وشرح نظم احتمالات الدليل العشرة وله رسالة تحفة الطلاب في القراءة على الموتى ووصول الثواب رسالة مطولة طبعت بمصر سنة ۱۳۹۹ هـ وتوقيف النظار على حكم ما ثبت في الأرض الموقوفة من الأشجار ودفع الوصمة عمن ثبت له العصمة ورسالة تهذيب المقالة في أحكام الإقالة ورسالة فيما يتعلق بمداد العلماء ودم الشهداء ورسالة إرشاد من يهيم في تناسب إسمي محمد وإبراهيم ورسالة تحذير الإخوان المسلمين من تصديق الكهان والعرافين والمنجمين ورسالة في صلاته ﷺ على ابنه إبراهيم ورسالة في الرد على بعض المشتغلين بالفلسفة اسمها تسديد السنان للمشتغلين بحكمة اليونان ورسالة فيما ورد من عتق الرقاب في شهر رمضان ورسالة في الحكم بالصحة والحكم بالموجب ورسالة في حكم إعادة وتر رمضان ورسالة المسلك الدقيق فيما يتعلق بحكم بيع الرقيق ورسالة فيمن أردفهم النبي ﷺ ورسالة في الفرق بين المجنون والمجذوب ورسالة في حقوق الأزواج ورسالة نزهة أرباب الفنون في أفنان قد أفلح المؤمنون ورسالة هداية الأرفع على المسائل الأربع وإعلام الغبي شرح نظم ابن عربي وشرح لطيف على العقائد النسفية وشرح على الجوهرة في التوحيد وفتح رب البرية على الأسئلة المليبارية وأجوبة على أسئلة في التجويد والكواكب الدرية شرح متممة الآجرومية والبحث والاتقان في الاستئجار لقراءة القرآن وله الفتاوى الحديثية في مجلد ضخم والفتاوي الفقهية في أربعة مجلدات ضخام بالقطع الكبير والمسلك الرضى حواشي على المنهل الروى شرح منظومة المجد اللغوي في مصطلح الحديث ورسالة في تقدير إروشات الجنايات وله رحمه الله تعالى مشايخ غير من ذكرنا أخذ عنهم والتمس بركتهم وحصل له مددهم منهم السيد العلامة الصالح محمد ابن المساوي الأهدل لازمه عند قدومه لأنه لم يزل مترددا إلى المراوعة في كل عام زائراً لضريح الشيخ الولي السيد علي الأهدل فأخذ عنه في علم العروض والقوافي وانتفع به كثيراً وكان يحبه ويسميه فقيه المذهب ابن الرفعة ومنهم السيد العلامة المحقق الفهامة حسن بن حسن الرضوى الهندي رحمه الله تعالى كان من أكابر العلماء العاملين قرأ عليه صاحب الترجمة أيام إقامته في المراوعة في شرح الشمسية في المنطق واستفاد منه في المعاني والبيان والبديع وكانت له اليد الطولى في علم الصرف فاستفاد صاحب الترجمة منه ومنهم السيد العلامة المحقق محمد بن عثمان المرغني المكي رحمه الله تعالى قرأ عليه شيئا من أوائل شرح الألفية لابن عقيل وشيئاً من تحفة المحتاج شرح المنهاج لابن حجر وأجازه إجازة عامة وكذلك السيد الأجل العلامة المحقق الصالح الأكمل عمر بن أحمد هجام اجتمع به صاحب الترجمة ودعا له بخير وكذلك العلامة خاتمة المحدثين محمد بن علي العمراني لقيه صاحب الترجمة في المراوعة في حياة والده ودعا له بخير ولم يلتمس منه الإجازة لصغر سنه ومنهم الشيخ يحيى الهتار أخذ عنه في أوائل طلبه وكان من أكابر عباد الله الصالحين صواماً قواماً له اليد الطولى في الفقه والنحو والأصول والحساب وغيرها رحمه الله تعالى واسمع عليه صاحب الترجمة أبا شجاع وملحة الأعراب وكثيراً من الأدعية والأوراد ثم رحل الشيخ هذا إلى القدس وعاد فالتمس صاحب الترجمة منه الجلوس في المراوعة للانتفاع به فدعي له بخير ومضى لوجه ومنهم الفقيه العلامة حسن بن إبراهيم الخطيب صاحب الحديدة قرأ عليه أوائل سنن أبي داود وأجازه بباقيها ومنهم عمه منصب المراوعه السيد العلامة الصالح الناسك محمد بن عبد الباري رحمه الله تعالى فإنه أجازه في كثير من الأحزاب والأوراد كالسيد العلامة محمد السنوسي المغربي المكي ولازم مجلسه وأملى عليه الجامع الصغير مع إملاء ما تيسر من شرح المناوي ومنتقى ابن تيمية مع إملاء ما تيسر من شرح القاضي محمد بن علي الشوكاني وإحياء علوم الدين للغزالي ورسالة السهروردي وقواعد زروق في التصوف وجميع صحيح مسلم ابن الحجاج مع إملاء شرحه للنووي وغير ذلك وكثيراً ما تلقى منه الذكر وأرشده فيه لدقائق تخفى على كثيرين ولا يفطن لها إلا الخواص وهو أعلا من أخذ عنه سنداً لأنه أدرك من لم يدركه غيره ممن أخذ عنهم صاحب الترجمة ولصاحب الترجمة إجازات من جماعة آخرين لكن شيخ تخريجه وانتسابه هو عمه صنو أبيه السيد العلامة شرف الإسلام ولي الله تعالى الحسن بن عبد الباري الأهدل فلقد أجازه إجازة عامة في كل معقول و منقول وفروع وأصول كما أجازه شيخه العلامة الحجة وجيه الدين عبد الرحمن ابن سليمان مقبول الأهدل عن شيخه ووالده نفيس الاسلام سلمان بن يحيى بن عمر الأهدل عن شيخه العلامة ولي الله تعالى السيد أحمد بن محمد شريف مقبول الأهدل رحمه الله تعالى عن شيخه وخاله السيد العلامة المحدث عماد الدين يحيى بن عمر مقبول الأهدل عن مشايخه الأجلاء الأعلام الحاوي لهم مجموع أسانيده سمع صاحب الترجمة من شيخه الحسن المذكور صحيح البخاري مراراً وأما غيره من الأمهات والمسانيد والأجزاء والمستخرجات فما تلقاها عنه وعن غيره إلا بالإجازة وكان رحمه الله تعالى حسن الخط سريعه حيث يكتب في كل يوم كراريس ولا فراغ عنده للكتابة إلا ضحوة النهار فقط لاشتغاله بمعاملة الخلق والخالق وهذه كرامة ظاهرة والقى الله القبول على مؤلفاته فأقبل الناس عليها في حياته وبعد مماته و قصد للفتاوي والتدريس من البلاد الشاسعة ورحل إليه الطلبة من تهامه والجبال و انتفعوا به نفعاً عظيما حتى صار أكثرهم مدرسين بل بلغ بعضهم درجة القضاء والإفتاء منهم السيد العلامة الفقيه القوامة محمد بن عبد الرحمن بن حسن بن عبد الباري الأهدل ومنهم السيد العلامة الولي الصالح محمد طاهر بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الباري الأهدل والسيد العلامة علوي بن أحمد السقاف نقيب الأشراف ومنهم السيد العلامة المحقق حسن بن عبد الباري بن أحمد عبد الباري الأهدل ابن أخي صاحب الترجمة وهو الذي كان ينوب عن الشيخ في التدريس إذا غاب وبالجملة فإن صاحب الترجمة انتهت اليه رئاسة الفتوى والتدريس في الديار اليمنية في حياة شيوخه وأحالوا عليه ذلك لما شاهدوا من تحقيقه ورسوخه وكانت المراوعة في وقته بالعلم عامره ومساجدها بنشره نيرة زاهره ومنازلها بتلاوة القرآن والأذكار لله عاطره وكانت أوقاته كلها مشغولة بطاعة مولاه مصروفة بين إفتاء وتدريس وتأليف وقراءة قرآن وأذكار وتهجد وفصل خصومات وإصلاح ذات البين ومواظبة على الأوراد في الصباح والمساء متمسكا بالسنة المحمديه محافظاً على اتباع الرسول الأعظم ﷺ ولم يزل على الحال المرضى حتى جاءه القضاء المحتوم فانتقل إلى رحمة الله الحي القيوم في شهر محرم الحرام سنة ۱۲۹۸ ثمان وتسعين بعد المائتين والألف ووصل خبر وفاته إلى مكة المكرمة في أيام الشيخ أحمد دحلان فصلى عليه بالمسجد الحرام صلاة الغايب ودفن بقرية المراوعة في مقبرة جده الشيخ علي الأهدل بجوار إسلافه وقبره مشهور معروف يزار رحمه الله تعالى رحمة الأبرار ونفعنا بعلومه وأعاد علينا من بركاته وفهومه آمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد حبيب رب العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.