عمدة العلماء: العلامة الفقيه الأديب، العارف بالله السيد: عبد الفتاح ابن الشيخ مصطفى أديب محمود بن محمد محمود المحمودي اللاذقي العطار، الشافعي مذهبا، الخلوتي طريقة، اللاذقي إقامة ومدفئا.
ولد يوم 15 رمضان، عام 1256ه الموافق 23 كانون الأول، عام 1840م لأبوين صالحين من عائلة علمية عريقة اشتهرت بعلمائها وأدبائها، فترعرع في بيئة دينية علمية أدبية، ونهل علومه في الصغر عن والده وعلماء عائلته، فبدأ دراسته بقراءة مبادئ العلوم على والده مصطفى الأديب، ثم على مشایخ بلده، أمثال الشيخ خالد الأزهري الحسيني، والشيخ عبد الرزاق الفتاحي وقصد الأزهر الشريف، فأقام فيه سنوات، وتتلمذ في العلوم اللغوية والمنطق على الشيخ زين نور الدين المرصفي الصياد، فقرأ عليه بعضا من شرح السيوطي على ألفية ابن مالك في النحو، وكتاب (الإحراز، في أنواع المجاز) في علم البيان تأليف السجاعي، و(حاشية الباجوري على السلم في المنطق، و(حاشية الدمنهوري) على (الكافي) في علم العروض، وشرح (وسيلة المجتاز، لسلوك فن المجاز) تأليف أستاذه زين الدين المرصفي، ومن أساتذته الشيخ أبو الوفاء نصر الهوريني، أخذ عنه أصول الكتابة، وإجازة خاصة بكتابه (المطالع النصرية)، ونهل من علومهم حتى برع في الفقه الشافعي وعلوم الحديث والأدب، فكان فقيها وأديبا وشاعرا ومحدا كبيرا.
وعند عودته إلى وطنه أقام حلقات العلم في مساجد وزوايا اللاذقية، وخصوصا في جامع صوفان، والزاوية التي كانت قريبة منه، وعندما افتتح متصرف لواء طرابلس خورشید باشا خلال وجوده باللاذقية عام 1867 المدرسة الرشيدية في الجامع المنصوري الكبير، عين مديرا لها، ودرس بها بعد أن وضع مناهجها وقوانينها، ولقد تواجد بهذه المدرسة - التي كانت الفريدة من نوعها - ما ينوف عن ال 150 طالبا يطلبون العلوم العقلية والنقلية واشتغل بالتأليف، وخلف مؤلفات؛ منها ما طبع، ومنها ما زال مخطوطا، فمنها: دیوانه (سفیر الفؤاد)، و(تحفة الدارس في الصرف)، و(خريدة العوامل الجديدة)، و(أرجوزة بالنحو)، و(أرجوزة في الصيام)، و(منظومة الأداء في القراءات والتجويد، و(مجموع في علم الفرائض)، و(كتاب في علم الأوقاف)، و(كتاب في علم الجبر)، و(تحفة الدارس، لأبناء المدارس)، و(سلسلة الطرائق في أصول التصوف)، و(لمع التجليات)، و(نخبة الأخبار، في مناقب علم الديار) سيرة الامام المغربي ومناقبه، د ورسالة سماها: (تبين المراد، برد الانتقاد)
توفي في عام 1321ه الموافق عام 1903م، وشيع جثمانه الطاهر في موكب مهيب، خرجت به البلدة إلى مثواه الأخير في مقبرة الشيخ ضاهر
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.
عبد الفتاح المحمودي:
أديب من العلماء من أهل اللاذقية. له مصنفات، طبع منها ديوانه " سفير الفؤاد " و " تحفة الدارس " في الصرف، و " خريدة العوامل الجديدة " أرجوزة في النحو.
ومن مؤلفاته المخطوطة كتاب في " علم الجبر " وآخر في علم " الأوفاق " توفي ببلده وترك مكتبة حافلة وضع لها فهرس بعد وفاته .
-الاعلام للزركلي-