محمد بن أحمد بن محمد الأُمَوي، أبو القاسم، المعروف بابن اندارس:
طبيب، من أهل مرسية (Murcie) استوطن بجابة (Bougie) وتولى طب الولاة فيها، مع بعض خواص الأطباء.
وسمع به أمير المؤمنين المستنصر (محمد ابن يحيى الحفصي) فاستدعاه إلى تونس. فكان أحد أطبائه وجلسائه. له " أرجوزة " نظم بها بعض الأدوية، وشرع في نظم " الأدوية المفردة " من قانون ابن سينا. وتوفي بتونس .
-الاعلام للزركلي-
ابن اندراس (674 هـ / 1275 م)
الاسم الكامل والنسب والمولد والوفاة
محمد بن أحمد بن محمد الأموي، المعروف بابن اندراس، أبو القاسم أبو يعقوب، المرسي الأندلسي.
من أهل مرسية بالأندلس، نزل تونس واستقر بها.
توفي سنة 674 هـ / 1275 م.
النشأة العلمية والتعليم
غادر بلده مرسية، ومرّ بالمغرب الأقصى فأقام بطنجة، ثم استقر ببجاية سنة 660 هـ / 1262 م.
درس ببجاية أرجوزة ابن سينا في الطب، وقانون أبي موسى الجزولي في النحو، وكان صاحب فكر دقيق، لا يجيب عن مسألة إلا بعد نظر عميق.
كان عارفًا بالعربية، وأصول الدين، ومشاركًا في علوم عديدة، حاضر الذهن، على طريقة الحذاق وأرباب الدين.
المشايخ والأساتذة الذين أخذ عنهم، مع تحديد البلدان
لم يُذكر له شيوخ صراحة في النص، لكنه درس كتبًا مرجعية مثل القانون لابن سينا، وقانون الجزولي في النحو، مما يدل على اشتغاله على تراث كبار علماء المشرق والأندلس.
الطلاب الذين تخرّجوا على يديه أو تأثروا به، بأسمائهم وبلدانهم
أحمد الغبريني صاحب "عنوان الدراية"
أبو بكر بن الفلاس الفقيه الطبيب
القاضي الجليل عبد الله بن يعقوب
حضروا مجالس درسه ببجاية، وقرأوا عليه الأرجوزة الطبية وكليات القانون لابن سينا، على سبيل البحث والبيان والاستدلالات النظرية.
المحطات الجهادية
ذُكر أنه أصيب بجراحات فاحشة في قتال قرب قسنطينة، ضمن سياق اشتباك مع "رياضه الذي الواديين"، مما يشير إلى اشتراكه في مواجهة مسلحة عرضية
النشاط الدعوي والتربوي
درّس ببجاية، واشتهر بالبحث العلمي والتدقيق في مسائل الطب.
تولى تطبيب الولاة، ثم استدعاه السلطان محمد المستنصر الحفصي إلى تونس، فصار من أطبائه وجلسائه.
حظي بتقدير خاص، وكان السلطان يقدمه بيده مخدة من مخاد سريره إكرامًا للعلم.
أخلاقه وسلوكه مع الطلاب والعامة والمحتاجين
كان معروفًا بالديانة، حسن السلوك، لا يجيب عن مسألة دون إعمال نظر، ويُجري أبحاثه على أسس نظرية واستدلالية دقيقة.
وصفه الطبيب أبو علي الحسن المراكشي بأنه "ابن سينا زمانه"، لما امتاز به من حكمة وفطنة.
مواقفه السياسية وخطبه
كان قريبًا من السلطان أبي يحيى بن أبي زكريا الحفصي، وأعجب بمهارته، لكنه تحرّز منه بسبب ما شاع عن ميله لابن اللحياني، وهو ما وصفه النص بأنها "وساوس ملوك الإطلاق".
لم يُذكر له موقف سياسي صريح، لكنه كان حاضرًا في مجالس السلطان، مؤثرًا في قراراته الطبية.
المؤلفات والرسائل
رجز في الطب، نظّم فيه بعض الأدوية، أتمه ببجاية.
نظم في الأدوية المفردة من القانون لابن سينا، وكلف تلميذه الغبريني بإتمام بعض الأجزاء، وقال الأخير:
"وما علمت هل استكملها بعد أم لا."
ثناء العلماء عليه
وصفه الطبيب الحكيم أبو علي الحسن المراكشي بأنه:
"ابن سينا زمانه."
وكان السلطان محمد المستنصر يثق بآرائه الطبية ويقدّمه إكرامًا وتوقيرًا، رغم بعض التحفظات السياسية.
الوفاة والتفاصيل الأخيرة قبلها
توفي سنة 674 هـ / 1275 م، ولم تُذكر تفاصيل دقيقة عن لحظة وفاته، أو مكان دفنه.
لكن سيرته العلمية والطبية ظلّت محفوظة في سجلات تونس وبجاية.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الأول - صفحة 56 - للكاتب محمد محفوظ