ولي الله تعالى الشيخ محمد أحمد خليل الخلوتي الهراوي الشهير بأبي قمة، نشأ في حجر الفضل والصلاح، حيث كان والده من الأولياء الصالحين، ولد ونشأ في هرية رزنة، بالزقازيق، فكان من خيرة القوم، وتلقى طريق القوم ذكرا وخلوة وتهذيبا على يد السيد سليم الأحمدي، والسيد محمد البهي، ولم يزل معروفا بالصلاح حتى ولد له صاحب الترجمة، ونشأ في حجره، فورث عنه أحواله الشريفة.
وقد تلقى على علماء الأزهر الشريف، حتى تمكن، وأقام على العبادة، والتأليف، والتقوى، والورع، وقيام الليل، ودوام الخلوة، حتى إنه كان لا ينام الليل بطوله، واشتهر له من الكرامات ما لا يحصى، حتى أحبه الناس حبا عظيما، وصار مقبولا محبا للعلماء والصالحين، شديد الهيبة، عظيم الوقار، يؤم ساحته الفقراء والمحتاجون وعابرو السبيل، فيواسي الجميع ويدفع عنهم غوائل الدهر، وكان متقللا لا يكاد يطعم، فما كان طعامه سوى منقوع الزبيب أو التين أو الخروب، واشتهر بأبي قمرة لما كان يبدو في وجهة من نور الصلاح.
وله عدد من التأليف، منها: (رسالة التوحيد)، و(رسالة الإسراء والمعراج)، و(المولد النبوي نبوي الشريف)، و(عدة منظومات في أسماء الله الحسنى، وعدة منظومات في أسماء النبي، حتى توفي ليلة السابع والعشرين من رجب، سنة 1316ه، ورثاه العلماء، ومنهم الشيخ محمد حلاوة المرصفي، له فيرثائه قصيدة عصماء.
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.