محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد الأريحاوي أبي عبد الرحمن
العاري محمد
تاريخ الولادة | 1108 هـ |
تاريخ الوفاة | 1201 هـ |
العمر | 93 سنة |
مكان الولادة | أريحا - سوريا |
مكان الوفاة | أريحا - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد الأريحاوي، أبو عبد الرحمن، الشهير بالعاري:
فقيه نسابة، تصدر لافتاء. ولد في " أريحا " وأفتى بها بعد والده، وخطب وأم بجامعها نحو ستين سنة، وتوفي فيها.
له شعر فيه رقة أورد منه المرادي تخميسا طويلا .
-الاعلام للزركلي-
محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد الأريحاوي الشافعي الشهير كوالده بالعاري أبي عبد الرحمن شمس الدين
الشيخ العالم الفاضل المفتي الفقيه الشهير النسابة خاتمة أجلاء بلدته.
مولده بها سنة ثمان ومائتين وألف، وقرأ على جده ووالده وانتفع بهما وأخذ عنهما الكثير وسمع عليهما، ورحل إلى إدلب وسمع بها الحديث وغيره عن الشهاب أحمد الكاملي المفتي، وأخذ الطريقة الرفاعية القصيرية عن العماد إسماعيل بن محمد القصيري وحصلت له بركته، وأفتى بأريحا بعد والده وخطب، وأم بجامعها قدر ستين سنة، ودخل عام حجة دمشق الشام، وكان له نظر دقيق وشعر رقيق. فمن شعره محمساً قصيدة الإمام الشيخ عبد الرحيم البرعي:
على الأحباب قلبي إن أنا ... وصرت بهم حليف ضنى معنى
ولما أن بدا ليلي وجنا ... سمعت سويجع الأثلاث إنا
على مطلولة العذبات رنا
وأجرى دمعه من فوق خد ... على إلف له يبكي لفقد
ولما بان منه عظيم وجد ... أجابته مغردةٌ بنجد
وثنت بالإجابة حيث ثنى
فزاد بي الهوا وجفوت قومي ... ولم أعرف متى أمسي ويومي
وكيف العاذلون يرون لومي ... وبرق الأبرقين أطار نومي
وأحرمني طروق الطيف وهنا
وجهز فاتني للحرب جيشاً ... وعقلي زاده التعنيف طيشا
ذكرت مغانيا جمعت قريشاً ... وذكرني الصبا النجدي عيشا
بذات البان ما أحلى وأهنى
وأنعش ذلك التذكار حسي ... وطابت بالتهاني منه نفسي
ومذ راق الطلا وأدير كأسي ... ذكرت أحبتي وديار أنسي
وراجعت الزمان بهم فضنا
وأورثني عقيب البشر هما ... وأقلقني فزدت لذاك غما
وصرت كأنني أسقيت سما ... وكاد القلب أن يسلو فلما
تذكر أبرق الحنان حنا
وعاد له سرور بعد ضيق ... يهيم بساكني وادي العقيق
أنادي لا عدمتك من صديق ... ترفق بي فديتك يا رفيقي
فما عين سويهرة كوسنا
اعلل منك نفسي بالأماني ... لأحظى من حبيبي بالتداني
فساعدني على ما قد دهاني ... وقف بي بالطلول وبالمغاني
لأندب يا فتى طللا ومغنى
فقد يجدي البكا لشج محب ... ويبلغ راحة من غير كرب
فلا تلم الشجي بغير ذنب ... لعل النوح يطفي نار قلب
يقلبه الهوى ظهراً وبطنا
أقام بي السقام فلا تلمني ... ومن عذل فديتك خل عني
فإن الحب فيهم صار فني ... أعيذك ما بليت به فإني
على أثر الفراق شجي معنى
ودمع العين فاض كفيض سحب ... وصرت مولعاً أبكي بندب
قتيل صبابة وأسير حب ... أشارك بالصبابة كل صب
إذا ما الليل جن عليه جنا
متى ألقى السرور مع التهاني ... وأحظى بالذي حقا سباني
وحين سكرت من صافي الدنان ... ولعت بجيرة الحي اليماني
ولوعاً زادني كمداً وحزنا
ومن عظم المصائب لست أدري ... وقد ضيعت في العصيان عمري
ودائي موصل أبداً بدهري ... ولو بسط الهوى العذري عذري
لما قاسيت سنة قيس لبنى
وروحي لم تزل تهوى لربع ... تفرق أهله من بعد جمع
وعادت عبرتي تجري بهمع ... أكاتبهم وقد بعدوا بدمع
فرادى في محاجره ومثنى
وعيني لا يفارقها سهادي ... بعشق أحبتي منعوا رقادي
أضر بي الغرام وكم أنادي ... فلا أدري أهم ملكوا فؤادي
بعقد البيع أم ملكوه رهنا
غدا شغفي بهم سراً وجهراً ... وفي حبي لهم شرفت قدرا
فما لي غيرهم في الكون ذخرا ... ثملت بهم وما خامرت خمرا
معتقة وما دانيت دنا
لزمت حماهم فازددت فضلاً ... لأنهم زكوا فرعاً وأصلا
ومنذ لقيتهم ناديت أهلا ... ألا يا ساجع الأثلات مهلا
ففي الأيام ما أكفى وأهنا
تقرب يا فتى لتنال نفعا ... من المحبوب وانح إليه سرعا
ولا تندم على ما فات قطعا ... تأن ولا تضق بالأمر ذرعا
فكم بالنجح يظفر من تأنى
وكم رزق الإله لكل جان ... واحرم بعض ذي عقل وشان
وليس لحكمه في الملك ثان ... فبالأرزاق يرزق كل عان
بلا سعي ويحرم من تعنى
ومن لم يشكر النعماء فظ ... غليظ الطبع لم ينفعه وعظ
لأن الشكر للأنعام حفظ ... ولم يفت الفتى بالعجز حظ
ولا بالجزم يدرك من تمنى
فلا تعجل ولازم للتأني ... تنل ما تشتهيه من التمني
وخذ مني النصيحة واحك عني ... وإن تر ما ترى مني فإني
لهجت بمنصب الحسن المثنى
أحاول مدح من جا بالمثاني ... ومن هو عمدتي فيما دهاني
مدى الأيام في طول الزمان ... لساني ينتقي زبد المعاني
ويودعهن شمس الكون ضمنا
ومالي مسعف عند المصير ... سوى الماحي المظلل في الهجير
به ألقى النجاة وكل خير ... ومدح محمد غرضي وغيري
إذا غنى حكى الرشأ الأغنا
فطه للنوائب أرتجيه ... ومن ألم وشر أختشيه
لهجت بذكره فنشدت فيه ... رعى الله الحجاز وساكنيه
وأمطره العريض المرجحنا
وأكرم ساحة دامت صفاء ... بخير العالمين وازدهاء
وأسعد بقعة كثرت رخاء ... وأخصب روضة ملئت وفاء
ومرحمة وإحساناً وحسنا
وأرضاً تربها خير البطاح ... وقاصدها يبشر بالنجاح
نمت شرفاً بسلطان المدح ... وقبراً فيه من ملأ النواحي
هدى وندى وإيماناً ويمنا
أجل المتقين ومصطفاهم ... ملاذ العاجزين وملتجاهم
ختام الأنبياء وقد علاهم ... إمام المرسلين ومنتقاهم
وأكثر غيثهم طللا ومزنا
وأجملهم خصالاً ثم وصفا ... وأكملهم نهى وسنا ولطفا
غدا للواردين عليه كهفا ... وأسرعهم إلى الملهوف عطفا
وأسمعهم لداعي الخير أذنا
وأفضل واطئ حزناً وسهلا ... وأفخر من نشأ طفلاً وكهلا
وأطهر من زكا نسباً ونسلا ... وخير مفارس الأكوان أصلا
وأطيب منشأ وأعز غصنا
رسول الواحد الملك المهيمن ... غياث الخائفين بكل موطن
من الأهوال ينقذ كل مؤمن ... نمته دوحة قرشية من
مدائحها ثمار الخير تجنى
شفيع الأنام بلا محال ... وركن للخلائق في مآل
وكم في الحرب أردى من رجال ... أتى والجاهلية في ضلال
وكفر تعبد الحجر الأصنا
وكانوا غافلين وقد أضلوا ... وعن طرق السبيل الحق ضلوا
وما قد حرم الباري أحلوا ... فجاء بملة الإسلام يتلو
مثاني في الصلاة الخمس تثنى
فحازوا منه تقريباً ووصلا ... وإيماناً ومطلوباً وسؤلا
وعلمهم فروضاً ثم نقلا ... وبدلهم بجور الشرك عدلا
وبالخوف الذي وجدوه أمنا
فطاب لهم به إذ ذاك عيش ... وقد ألفته في البيدا وحوش
ومدته ملائكة جيوش ... لقد خسرت بفرقته قريش
وكان لهم لو اعتقدوه ركنا
أتاهم منذراً فأبيا وهموا ... بإخراج له وطغوا فذموا
وللإيمان أصلاً لم يؤموا ... دعاهم واعظاً فعموا وصموا
فأعقب وعظهم ضرباً وطعنا
فحينئذ أهأبيه جهارا ... ومنهم من نأى عنه نفارا
فولوا خوف سطوته فرارا ... وأمضى الحكم في القتلى بوارا
وفي الأسرى مفاداة ومنا
وأمسكهم جميعاً بالنواصي ... فلم يجدوا طريقاً للخلاص
وأوثق منهم دان وقاص ... وأنزل باغضيه من الصياصي
ولم يترك لهم في الأرض قرنا
فلم يلقوا لمهربهم سبيلا ... وكم أدمى من الأعدا قتيلا
وفوق الترب صيره جديلا ... غدا متقلداً سيفاً صقيلا
ومعتقلاً أصم الكعب لدنا
فقاتلهم وحاربهم بجد ... ويرمي بالنبال كقدح زند
وأرعبهم وأذهلهم بجند ... وصابحهم وراوحهم بأسد
على جرد طحن الأرض طحنا
أذاقهم الهوان مع الربال ... وأثخنهم جراحاً بالقتال
ونكس كل أعلام الضلال ... وكم رفعت له الهمم العوالي
مراتب في عراص المجد تبنى
فأحمد كان للأسرار معدن ... رفيقاً بالذي للحث يذعن
فأنعم في المضيق به وأحسن ... وكم للهاشمي محمد من
محامد عمت الأقصى وأدنى
ولولا المصطفى ما كان ركب ... ولا كون ولا بعد وقرب
ولا شمس ولا شرق ولا غرب ... ولو وزنت به عجم وعرب
جعلت فداه ما بلغوه وزنا
مغيث للعصاة لهم طبيب ... إذا ما الدمع منهمل سكيب
وذو قدر له جاه رحيب ... إذا ذكر الخليل فذا حبيب
عليه الله في التوراة أثنى
وكان لمن تولاه وَصُولا ... وحاز بليلة الإسراء وصُولا
وكرمه وآتاه قبولا ... وبشرنا المسيح به رسولا
وحقق فضله وسمى وكنى
فكرر فضله تحظى وتظفر ... بكل القصد والإحسان وانشر
ولازم دائماً للمدح وأشعر ... وإن ذكروا نجي الطور فاذكر
نجي العرش مفتقراً لتغنى
نبي قد سعى للحق سعياً ... حميداً مخلصاً أمراً ونهيا
أبان الشرع إثباتاً ونفياً ... وإن الله كلم ذاك وحيا
وكلم ذا مشافهة وإذنا
وقربه وأدناه إليه ... ونور حارت الأفكار فيه
فليس كصاحب الوجه الوجيه ... وموسى خر مغشياً عليه
وأحمد لم يكن ليزيغ ذهنا
وما أحد حوى شرف المعاني ... سوى المنعوت ذكراً في البيان
ونال مسرة حين التداني ... ولو قابلت لفظة لن تراني
بما كذب الفؤاد فهمت معنى
كفانا المصطفى يوماً عبوساً ... بشير في الوجود بدا عروسا
وللرسل الكرام غدا رئيسا ... وإن يك خاطب الأموات عيسى
فإن الجذع حن لذا وأنا
وشق البدر للمختار شقا ... وسبحت الحصا بيديه صدقا
وجا بالمعجزات الغر حقا ... وسلمت الجماد عليه نطقا
فأنى يستوي الفتيان أنى
أغثني في لمعاد بنيل ورد ... من الحوض المعد لخير وفد
بك المسكين يبلغ كل قصد ... وصل بالأنس منك رجاء عبد
بعيد الدار يطلب منك إذنا
مدحتك راجياً أن لا تكلني ... إلى أحد فمدحك صار فني
أنلني ما أريد من التمني ... وعجل بافتقادك لي فإني
ضعفت جوارحاً وكبرت سنا
وقد أصبحت مغموراً بسكري ... فلا أصغي لموعظة وزجر
وعاندني الزمان وحط قدري ... حججت فلم أزرك فليت شعري
متى بمزارك الجاني يهنى
عظيم الشان لم أر بي شفوقاً ... سواك ولم أجد خلاً صدوقا
فأدرك عبدك الراجي وثوقاً ... يكاد يذوب إن ذكروك شوقا
إليك فهل بجاهك منك يدنى
غريق في الذنوب له نحيب ... بجنح الليل مدمعه صبيب
وللأشجان في الأحشا لهيب ... عسى عطف عسى فرج قريب
فقد وصل الأحبة وانقطعنا
يهيج حزنه لمعان ومض ... وقد هجر الكرى ولذيذ غمض
فأتحفنا برفع بعد خفض ... وشرفنا بوطئ تراب أرض
بزورتنا يحط الوزر عنا
وأذهب كل ضر أشتكيه ... وباعدني عن الفعل الكريه
وأوصلني مقاماً أرتجيه ... وقل عبد الرحيم ومن يليه
معي يوم الخلود يحل عدنا
سميك محمد يرجوك تدني ... له والناس في ضيق وغبن
وبالعاري يلقب بالتكني ... ويوم الحشر إن سألوك عني
فقل عدوه منا فهو منا
وأبلغني المنى وافرج لكربي ... وأصلحني أيا قصدي وحسبي
كذاك أبي وأهلي واشف قلبي ... وقم بجميع إخواني وصحبي
وعم أباً من الأنساب وابنا
إليك من التجا قد حاز فتحا ... وفوزاً في المآل ونال ربحا
وظلاً في النعيم كذا وطلحا ... فما ضر امرؤ يرجوك نجحا
لمطلبه ويحسن فيك ظنا
حويت المجد في تنزيل وحي ... نفيت الإصر عنا كل نفي
جمعت الخير في أمر ونهي ... وكل الأنبياء بدور هدي
وأنت الشمس أشرقهم وأسنى
وأنت إمامهم ذرب فصيح ... وسيدهم وذا خبر صحيح
وهم بعض الرياض وأنت دوح ... وهم شخص الكمال وأنت روح
وهم يسرى إليه وأنت يمنى
وأمتك التي حقاً تباهت ... على من قد تقدمها وتاهت
وفضلك فيه أقوالي تناهت ... عليك صلاة ربي ما تناغت
حمام الأيك أو غصن تثنى
توفي رحمه الله بعد الألف والمائتين ودفن خارج أريحا عند والده.
وكان عالماً بأنساب الناس وأصولهم حافظاً للأخبار والوقائع، قوي الحافظة حسن النادرة جميل الأخلاق كريم الأعراق خاتمة علماء وفضلاء أهل أريحا ونبلائها، ولم يترك مثله في نواحيه رحمة الله عليه.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.