مفتي اللاذقية وقاضيها: العلامة الفقيه الصالح الشيخ عبد الوهاب بن محيي الدين الحنفي الأزهري، نشأ في اللاذقية، وتلقى هناك مبادئ العلوم.
ثم ارتحل إلى الأزهر الشريف، وجاور فيه مدة، وتتلمذ لأعيانه، وعلى رأس شيوخه الإمام الشيخ البرهان الباجوري، وجد في التحصيل حتى تخرج وتصدى للتدريس في الأزهر، ومكث مدة طويلة، حتى كانت مدة مجاورته تحصيلا وتدريسا عشرين سنة.
ثم اشتد به باعث الشوق إلى وطنه، فرجع إليه، وقد لقيه العلامة القاباتي أثناء مروره على اللاذقية، فقال عنه في (نفحة البشام): (وهو رجل عالم فاضل صالح حنفي المذهب، كان مجاورا في الأزهر مدة أستاذنا الشيخ الباجوري.
وكان له مرتب عظيم في الأزهر نحو الألف قرش، إلا أنه زاد به الشوق والحنين إلى وطنه، فلم يستطع صبرا على الإقامة بمصر، فترك دروسه ومرتبه، ورجع إلى بلده، ولقد رأيناه وحاله في الدنيا حال الفقراء، ولورعه وصلاحه لا يرضى بالدخول في الحكومات، إلا أنه من بيت شهير يقال له بيت الصوفي)
إلى أن قال: (وأخبرني الشيخ عبد الوهاب المذكور أنه في مدة مجاورته بالأزهر اجتمع بحضرة الوالد، وتلقى عنه طريقة الخلوتية، ولم يزل مشتغلا بعهد الأستاذ الوالد وورده إلى الآن، لا يترك ذكره، وقراءة الفواتح والدعاء الصالح له ولأولاده عقب كل صلاة.
ولقد فرح بنا هذا الشيخ فرحا شديدا، وكلفنا دخول منزله لقصد حصول البركة لحسن عقيدته، مع أننا والله مفتقرون لدعاء مثل هذا الشيخ الصالح والتبرك بمقابلته ومصافحته)، كان حيا في هذه السنة.
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.