علامة ليبيا، ومفتي الزاوية ، ومعلمها الأول غير مدافع: العلامة الفاضل الشيخ محمد ابن عبد الرزاق بن عبد الرحمن بن عز الدين البشتي
ولد في الزاوية ، في قرية الأبشات ، سنة 1236ه تقريبا، وحفظ القرآن الكريم، ورحل إلى الأزهر سنة 1267ه. لتلقي العلم به ، ومكث به نحو أربع سنوات، وأخذ عن مشاهير أساتذته .
ثم رجع إلى الزاوية سنة 1272ه، وتولى التدريس في زاوية ابن شعيب ، فكان مثالا للجد، والنصح التلامذته ، وأقرأ الشرح الكبير على مختصر خليل بحاشية الدسوقي نحو سبع عشرة مرة، وختم صحيح البخاري بشرح القسطلاني عدة مرات ، وقرأ الأشموني في النحو ، والسعد في البلاغة عدة مرات.
وأخلص للعلم فانقاد له، وبذل النصح لأبناء المسلمين ففتح الله على يديه مغاليق قلوبهم، وكان أول أستاذ نشر العلم بمدينة الزاوية نشرا لم يسبق له مثيل، فهو يعتبر بحق معلمها الأول، وأستاذها الأكبر، وكل من أتي بعده فهو تلميذ له إمام مباشرة وإما بالواسطة.
وتولى الإفتاء في مدينة الزاوية ، فمثل مركزه تمثيلا علميا أدبيا سياسيا اجتماعيا ، فكانت الأمور تنتهي إليه في كل ما يتعلق بالعلم والسياسية، وكان الأمر يحتاج إليه في مركز الحكومة، وهو مشغول بقراءة الدرس ، فيرسل إليه الحاكم، فيبقى رسوله في انتظار الشيخ إلى أن يختم درسه ، وقد أهلته مكانته إلى أن أصبح من ذوي الأقدار العالية في القطر الليبي كله، وكان في نفوذه في مكانة يغبطه عليها كل منصف ، وتوفي أوائل سنة 1310ه ، عن نحو أربع وسبعين سنة .
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.