لطفي بن جعفر أمان:
شاعر يماني من أهل عدن. ولد بها وتعلم في السودان. وأصدر ديوانا سماه " بقايا نغم " سنة 1948 وسافر إلى لندن فأحرز الشهادة العالية في التربية، من جامعتها. وتولى عملا في إدارة المعارف بعدن. وله ثلاثة دواوين أخرى مطبوعة هي: " الدرب الأخضر " و " كانت لنا أيام " نشرا سنة 1962 و " ليل الى متى " صدر سنة 1964.
-الاعلام للزركلي-
لطفي جعفر أمان
(1928م)
ولد في عدن في منتصف عام 1928م، وتلقى تحصيله في مدارس الحكومة، كان يميل إلى الأدب وحفظ الشعر منذ صغره، وفي سنة 1941م أتم دراسته الابتدائية بتفوق، فأوفدته الحكومة لإتمام دراسته في السودان، وأخذ أصول القوافي على الشاعر الأستاذ محمد عثمان جرتلي، وفي سنة 1943م بدأ بنظم القريض، وكانت مجلة (فتاة الجزيرة) التي تصدر بعدن تحمل بواكيره للقراء، وفي سنة 1946م التحق بقسم الأدب بكلية (غوردون) الجامعية بالخرطوم، ونال شهادتها بدرجة ممتازة في اللغة العربية.
أصدر ديوانه الأول (بقايا نغم)، وفي عام 1949م عاد الشاعر إلى مسقط رأسه في عدن بعد غياب سبع سنوات يعمل في ميدان الكفاح الوطني، وقد عين مدرساً بمدرسة الحكومة الثانوية، ومحرراً في جريدتي المستقبل وفتاة الجزيرة.
وأخرج في عام 1950م ديوانه الجديد (أغاني البركان)، وقد ثار على التقاليد والأوضاع والحياة الجافة في بلده، وتجلت صرخته المؤلمة في قوله:
تلفت فلا لمحة من جمال | تلفت، فإن الحياة محال |
فأنى تلفت تلق الجبال | جبالاً تضج بنار الجحيم |
وسكان مقبرة في زوال | |
حياة، كحلم الصبا في سراب | حياة.. كلفح اللظى في عذاب |
حياة.. كثورة جنّ غضاب | لقد أزهق الحق.. يا ويحهم |
وديس على الفن فوق التراب | |
إذا الريح طوعي لسخرتها | إذ النار ملكي لأضرمتها |
وهذي الجبال لفجرتها | براكين تسحق هذي القبور |
فأزهو بأني حطمتها |
وفي سنة 1951م انتهى من معركة الحب ودخل في الحياة الزوجية، ورحل من عدن إلى غابات إفريقيا في (بوغندة) في شهر تشرين الثاني عام 1951م، وعهد إليه بإدارة مدرسة إسلامية في (كامولي).
وفي طريق هجرته من عدن إلى بوغندة نظم قصيدته الرائعة بعنوان (شريد)، منها:
سوف أمضي لكن إلى أين لا أدري | خطاً في الظلام تسري جريئه |
إلى إشراقة من الذات، من ذاتي | أنا هذه القتام الوضيئه |
عبرت والحياة، إثم وذنب | وهي منها ولكن منها بريئه |
كلما أفرغت جمالاً وطهرا | طفحت بالآثام كأساً مليئه |
ويح نفسي ضحية تتردى | في خناق التلال.. أية بيئه |
أنا في الناس سبحة من طهور | فجفتها أنامل من خطيئه |
وحدتي . . يا غيوم ظللها الدمـ | ـع وأخرى في جانبيها أوراه |
تحتمي بالعذاب في كل قبر | نبذ الليل في الدجى أحجاره |
وهي في لينها وفي عطرها النامي | شباب ونفحة من طهاره |
أعلام الأدب والفن، تأليف أدهم آل الجندي الجزء الثاني – ص 488.