شاکر بن عبد الله بن عبد القادر الريس الغزي الحنفي الأزهري. ولد في غزة ، درس علومه الابتدائية في مدينته ، وكان والده عبد الله أفندي الريس حاكما شرعا في غزة سنة 1256ه، ثم سافر إلى مصر وأكمل تحصيله العلمي في الأزهر، وأقام فيه مدة مجاورا مكبا على طلب العلم وبعد تخرجه بمدة عين مفتيا في الخرطوم وتوطن فيها، وجمع ثروة كبيرة نتيجة أعماله التجارية الناجحة ، وخاصة تجارته بالعاج والتبغ ، وأصبح من أعيان السودان المعدودين.
ومما يتعلق بالمترجم أنه عقب إعلان النية في أن يفتتح السيد أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف المصرية جامع الخرطوم العتيق ، ذهبت جريدة الرأي العام السودانية إلى رجل معمر، اسمه الحاج متولي محمد العتباني ، وكان شيخا معمرا ، عاصر الحياة في مجتمع العهد التركي طفلا وشابا ، وشهد حصار الخرطوم وسقوطها ، وخاتمة غوردون ، فرأى كل هذا بعيني الرجال ، كما عاش فترة المهدية رجلا مكتمل المدارك .
فلما سأله مندوب الجريدة عن ذكرياته عن المسجد قال: (أذكر الشيخ أحمد الإمام الحایی «يقصد الذي أحيا» لجامع أم درمان ، وقد عمل إمامه من عام 1292ه إلى عام 1297ه، وبعد وفاته عين ولده في ذلك ، وبقي فيه إلى أن سقطت الخرطوم، وسأله مندوب الجريدة: إن كان الجامع قاصرا على الصلاة أم كانت تعقد فيه حلقات الدرس؟ فقال: كان الجامع موئلا للعلم، ومقاما للذكر ، وكان حافلا برجاله وأبطاله ، وأذكر من العلماء الذين كانوا يدرسون فيه: الشيخ إبراهيم عبد الدافع مفتي الديار السودانية ، وتلميذ الشيخ محمد أحمد نور السرورابي، والشيخ الأمين الضرير رئيس المشيخة العلمية بالسودان ، والشيخ شاکر المفتي ، والشيخ مصطفى السلاوي، والشيخ السيد حسين المجدي ، والشريف المحروقي الشاذلي ، عليهم رحمة الله عليهم أجمعين).
فهذه لمحة عن رجال أكابر، كانوا واجهة العلم في القطر السوداني في تلك الفترة، وصاحب الترجمة فرد منهم ، له قدره المحفوظ بين مشيخة علماء السودان .
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري