أبو القاسم بن إبراهيم البرادي الدماري أبو الفضل النّفوسي:
مؤرخ من علماء الإباضية.
له " الجواهر المنتقاة في إتمام ما أخل به كتاب الطبقات، للدرجيني - خ " في دار الكتب (8456 ح) 122 ورقة .
-الاعلام للزركلي- ( تاريخ الوفاة غير دقيق )
الاسم الكامل والنسب والمولد والوفاة
أبو الفضل وأبو القاسم بن إبراهيم البرادي (بالباء الموحدة المسفولة والراء المشددة) الدمري (بفتح الدال المهملة والميم المشددة) العالم الإباضي.
ولد بدمّر من الجنوب التونسي المعروف اليوم بجبل الحواية، وهناك نشأ وتلقّى على مشايخ بلده مبادئ العلوم.
النشأة العلمية والتعليم
ثم انتقل إلى جزيرة جربة ولازم علاّمة زمانه الشيخ أبا البقاء يعيش بن موسى الزواغي الجربي مدة، ثم ارتحل إلى يفرن بجبل نفوسة وتتلمذ على الإمام الكبير أبي ساكن عامر بن علي الشماخي (ت سنة 792/ 1390) وواصل هناك دراسته حتى أصبح علما من الأعلام وإماما من الأيمة.
ثم رجع إلى جبل دمّر، ولم يستقر به طويلا وانتقل إلى جربة وفيها تصدى للتدريس والتأليف والفتوى والفصل في مشاكل الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وطاب له المقام بجربة وتزوج هناك، وأنجب أولادا عاش بعضهم بجربة، وانتقل آخرون إلى جبل نفوسة، وأشهر أولاده هو أبو محمد عبد الله الذي اشتهر بجربة واشتهر بالخصوص في علم الأصول على قول الشماخي.
ويظهر أن المترجم له كان شديد التعلق بشيخه يعيش الزواغي الجربي فلم يطق الابتعاد عنه فانتصب للتدريس قريبا منه.
لذلك نلاحظ أن الجامع الذي يحمل اسمه الموجود بحومة (حارة) جعبيرة قرب وادي الزبيب لا تفصل بينه وبين جامع الشيخ يعيش مسافة كبيرة بل هما في حومة (حارة) واحدة.
المشايخ والأساتذة الذين أخذ عنهم، مع تحديد البلدان
لازم علاّمة زمانه الشيخ أبا البقاء يعيش بن موسى الزواغي الجربي
وتتلمذ على الإمام الكبير أبي ساكن عامر بن علي الشماخي (ت سنة 792/ 1390)
الطلاب الذين تخرّجوا على يديه أو تأثروا به، بأسمائهم وبلدانهم
تخرّج عليه جماعة منهم أبو زكريا يحيى بن أفلح الجربي، وأبناؤه منهم أبو محمد عبد الله الذي أصبح من أعلام عصره.
قال الشماخي في «السير»:
«حدثني بعض طلبته قال كنت بتونس أقرأ بحضرة مجلس الحسين فوقعت مسألة فتكلمت فيها بما حضرني وكان الشيخ يتوقف فيها فقال: من أين أخذتها؟
فقلت: من الشيخ أبي محمد البرادي.
فقال لأهل المجلس: ما رأيت أعلم من البرادي.»
النشاط الدعوي والتربوي
كان يشارك في حل المشاكل الاجتماعية لأنه كان يحضر الاجتماعات يشرف عليها أسن الجماعة وهو الشيخ علي بن يامون فيكون عضوا من أعضاء مجلس العزابة.
وأدى فريضة الحج في سنة 775/ 1373 ولقي إباضية عمان بمكة المكرمة وطلب منهم أن يرسلوا له كتاب «كشف الغمة» في التاريخ، كما ذكر ذلك في المقدمة التي وضعها لهذا الكتاب إذ جاء فيها:
«ثم إن هذا الكتاب الذي هو كشف الغمة من تأليف المتأخرين من أصحابنا من أهل عمان، بعثنا فيه إليهم من مكة - شرّفها الله تعالى - سنة 775 وقد تعلقت به قلوبنا».
أخلاقه وسلوكه مع الطلاب والعامة والمحتاجين
كان شديد التعلق بشيخه يعيش الزواغي الجربي فلم يطق الابتعاد عنه فانتصب للتدريس قريبا منه.
شارك في حل المشاكل الاجتماعية وحضر الاجتماعات التي يشرف عليها مجلس العزابة.
المؤلفات والرسائل
الجواهر المنتقاة فيما أخلّ به صاحب الطبقات
وهو استدراك وتكملة لكتاب «طبقات المشايخ» للدرجيني تناول تاريخ إباضية الشمال الافريقي
طبع بالقاهرة سنة 1302/ 1885 طبعة حجرية كثيرة التحريف في 329 ص من القطع المتوسط.
بعد المقدمة يأتي فصل في السيرة النبوية، ثم تأتي الطبقة الأولى، والكتاب مقسّم إلى طبقتين، الطبقة الأولى في تاريخ صدر الإسلام من وجهة النظر الإباضية، وفيها تراجم أشخاص مشهورين أهمل ذكرهم الدرجيني، والطبقة الثانية زاد فيها معلومات عن كتاب الدرجيني (تراجم مختصرة) وينتهي الكتاب بذكر قائمة في أسماء كتب الإباضية.
يصوّب ذكر في الكتاب بعض مجالس المناظرات الدائرة بين الإباضية وغيرهم مثل مناظرة عبد الله اللمطي مع المعتزلة وبسط رأيه في قضية خلق القرآن.
واهتم في آخر الكتاب بنشأة الدولة الرستمية الإباضية وترجمة أيمتها (رؤساء الدولة).
وهناك بعض الفصول يظهر أنها ليست من أصل الكتاب، وإنما أضافها من تولى نشر الكتاب فجاءت كذيل له، كالفصل الذي عنوانه «ذكر لمعة من سيرة الحلقة» وهو بحث يتعلق بكيفية تنظيم حلقة التعليم لتربية النشء. (وهي من التنظيمات التي يشرف عليها مجلس العزّابة).
والخاتمة في ذكر الموت وأحواله.
توجد من الكتاب نسخ مخطوطة في جربة، وحبذا لو يتوفق بعض الباحثين لنشره نشرا علميا محققا لأن طبعته، زيادة عن سقمها وخلوها من التحقيق العلمي - قد مضى عليها زمان طويل وأصبح الكتاب في حكم المخطوط.
قائمة في أسماء كتب الإباضية إلى عصره
وهي مثبتة في آخر كتابه «الجواهر المنتقاة» كذيل له. وعدّها بعض المستشرقين تأليفا مستقلا.
وقد اهتم بها المستشرق أ. دي موتيلنسكي (A.de Motylinski) وترجمها إلى الفرنسية اعتمادا على نسخة خطية يرجع تأريخها إلى سنة 1188/ 1774، ونشر هذه الترجمة سنة 1885 (أي في عام طبع كتاب الجواهر المنتقاة).
البحث الصادق والاستكشاف عن حقائق أسرار معاني كتاب العدل والإنصاف
وهو شرح لكتاب العدل والإنصاف تأليف أبي يعقوب بن إبراهيم الوارجلاني من رجال القرن 6/ 12، وهذا الشرح لم يتم.
يوجد الجزء الأول منه مخطوطا ناقصا من أوله بمكتبة الشيخ أطفيّش بابن يزقن (بالقاف المعقدة) بوادي ميزاب، نسخ في 22 محرّم 1220/ 1 ديسمبر 1785.
جواب لأهل الخلاف
والظاهر من اسمه أنه رد على من هاجم المذهب الإباضي.
ذكر المستشرق البولوني لويكي نقلا عن المستشرق شاخت (ت 1969) أنه توجد منه نسخة مخطوطة في ابن يزقن بوادي ميزاب (الجزائر).
رسالة أثبت فيها كيفية إنفاق أوقاف المساجد
وهي جواب عن سؤال وجّهه شخص اكتفى بذكر اسمه عمنا سليمان، قال فيها:
«والعمدة في تغميت (أي أوقاف جربة) أولاد الشيخ أبي زكريا (فصيل بن أبي مسور) وهو القطب في تفسير أمرها وإصلاح أمورها وترتيبها وابتدائها وانتهائها».
ويظهر من كلامه أن التصرف في الأوقاف بيد أولاد ابن أبي مسور يسنده إليهم مجلس العزابة وبيدهم تكون جميع الوثائق.
رسالة الحقائق
ذكر فيها أكثر مسائل العلم وحدودها وحلّ بعض المشاكل خصوصا ما يتعلق منها بالعقيدة ووحدة الله، أجاب بها الشيخ محمد بن أحمد الصدغياني الجربي.
توجد بمكتبة الشيخ أطفيّش بابن يزقن بوادي ميزاب في ست ورقات.
شفاء الحائم على بعض الدعائم
وصل فيه إلى الطهارات، ثم جمع تلاميذه بعد وفاته مسودة الباقي فبلغت إلى الزكاة، ولم يتم الكتاب، وذهب البعض إلى أن البرادي لم يقصد شرح جميع «الدعائم» بل اقتصر على بعض الأبواب منه، ولربما اهتم بما يحتاج إليه تلاميذه.
وعنوان الكتاب يصدق هذين الافتراضين إن كان من وضع المؤلف ابتداء لا من وضع تلاميذه بعد وفاته وجمعهم الموجود من مسودة الشرح.
والدعائم متن منظوم لأبي النظر العماني، وطبع معه متنين لأبي نصر الملوشائي النفوسي.
فتاوى وأجوبة
ثناء العلماء عليه
قال الشماخي في «السير»:
«ما رأيت أعلم من البرادي.»
الوفاة والتفاصيل الأخيرة قبلها
كان حيًا حوالى 810 هـ / 1407 م، ولم يُذكر تاريخ وفاته تحديدًا.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الأول - صفحة 80 - للكاتب محمد محفوظ