أبو ملحة،
بكسر أوله وسكون اللام بعدها مهملة.
ذكره أبو محمّد الحسين بن مسعود الفرّاء البغويّ الفقيه الشّافعيّ صاحب «التّهذيب» في الفقه، وشرح السنة في الحديث، والمعالم في التفسير، والمصابيح في المتون،
فقال في المصابيح عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا ... » الحديث.
رواه زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده.
وقال في شرح السنة له: ويروي عنه زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. فذكر الحديث، وهو وهم نشأ عن سقط من السند لم يتيقّظ له، وذلك أن الحديث في الترمذي من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده، فكأن النسخة التي وقعت عند البغوي من الترمذي كان فيها: عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده، وهو تصحيف، وإنما هو ابن زيد فزيد هو والد عوف، وعوف والد عمرو، وعمرو هو جدّ كثير، وصحابي الحديث هو عمرو بن عوف، وهو مشهور في الصحابة، وترجمة كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف في سنن أبي داود وجامع الترمذي وغيرهما. وملحة المذكور يقال فيه مليحة، بالتصغير، وهو ابن عمرو بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو بن أوس بن طابخة.
وقد أخرج البخاريّ في تاريخه، عن إسماعيل بن أبي أويس بهذا السند حديثا، وبيّن فيه أن الصحابي هو عمرو بن عوف، قال: عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده عمرو بن عوف، قال: كنا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر حديثا.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.