عمرو بن جميع، أبو حفص:
من فقهاء الإباضية. من أهل جزيرة " جربة " في المغرب. توفي بها، ودفن بمقبرة جامع تفروجين (بفتح التاء والفاء وتشديد الراء المضمومة) بجهة والغ القديمة، من الجزيرة. ترجم عن البربرية إلى العربية كتابا في " العقيدة " كان اعتماد الإباضية بجربة وغيرها عليه، في ابتداء الطلبة، ما عدا أهل " نفوسة " فان لهم كتاب " عقيدة " آخر، يعرف بعقيدة نفوسة. وللشماخي (صاحب السير) شرح لعقيدة ابن جميع، نشرهما وعلق عليهما أبو إسحاق إبراهيم اطفيش، وسماهما " مقدمة التوحيد وشروحها - ط " .
-الاعلام للزركلي-
ابن جميع (.... - كان حيا بعد 750 هـ) (1350 م)
عمر بن جميع الجربي الاباضي، مجهول المولد والوفاة، وأسرة ابن جميع معروفة في جربة، توجد في مديون، ووالغ، والمترجم له من والغ.
ويؤخذ من ضيع البدر الشمّاخي، والباروني، في ترجمتهما له أنه من رجال الطبقة الخامسة عشرة، أي أنه من رجال النصف الأول من القرن الثامن الهجري، وبذلك يكون معاصرا للعلامة الجيطالي المتوفى سنة 750 هـ.
وترجم له الشيخ إبراهيم اطفيّش في مقدمة تحقيقه لمقدمة التوحيد واعتبره من علماء النصف الثاني من القرن السابع وأنه أدرك بداية القرن الثامن.
ولا نعلم عن طور تلمذته شيئا سوى أنه قرأ على الشيخ أحمد الدرجيني صاحب كتاب «طبقات المشايخ» (ت حوالي 670/ 1272) وإذا صح هذا فإنه يكون من المستبعد بقاؤه إلى منتصف القرن الثامن، فإذا فرضنا أنه قرأ على الدرجيني وعمره نحو خمسة عشر عاما فيكون مولده تقريبا سنة 655 ومن البعيد أن يبقى حيا إلى النصف الأول من القرن الثامن (750) ويكون ما مال إليه العلامة إبراهيم اطفيّش قريبا من الصواب أنه أدرك بداية القرن الثامن، توفي بجربة ودفن بمقبرة جامع تفرّجين (بفتح التاء والفاء وضم الراء المشددة، لفظة بربرية) وهذا الجامع ما زال موجودا بجهة والغ الشمالية قرب الحارة الكبيرة.
مؤلفاته:
ينسب إليه كتاب «مقدمة التوحيد» وقد نقله من البربرية إلى العربية،
والمؤلف الأصلي غير معروف، وابن جميع يعترف بذلك إذ يقول: «فإني وجدت هذه النكتة منسوخة بالبربرية، في توحيد خالق البرية فسألني من لا أرد قوله ولا أجهل فضله، أن أنقلها من لسان البربرية إلى لسان العربية ليبين فضلها ويسهل على القارئ حفظها، فأجبته إلى ما سال وساعفته فيما رغب».
وراعى في هذه العقيدة حالة المبتدئين فابتعد عن أساليب الفلسفة الكلامية، أو تكليفهم معرفة المسائل الخلافية بين الاباضية كالبراءة والولاية، ومعرفة المعصومين، وفيها مباحث لها صلة بالتاريخ، كالأنبياء المرسلين إلى كافة البشر، وأولي العزم من الرسل، والأنبياء من العرب، ومن مباحثها الأحوال التي يكون عليها الاباضيون بالنسبة لطور الاستقلال والغلبة المعبر عنه بالظهور، وإلى طور التغلب عليهم المعبر عنه بالكتمان، وبيان بعض المبادئ التي يجب أن يتمسك بها كل مسلم إذ قال في الخاتمة: «خمسة من لم يعرفها فهو كافر حقا معرفة المعبود، والرضا بالموجود، وإقامة الحدود، والصبر على المفقود، والوفاء بالعهود».
وعلى هذه المقدمة اعتماد أهل جزيرة جربة، ووادي ميزاب بالجزائر في الطلب.
طبعت «مقدمة التوحيد» بعناية العلامة المرحوم الشيخ إبراهيم اطفيّش الميزابي الجزائري في سنة 1353/ 1934 ومعها شرح بدر الدين أحمد بن سعيد الشمّاخي صاحب «السير».وشرح أبي سليمان داود بن إبراهيم التلاتي الجربي وللمحشي أبي ستة الجربي حاشية على شرح الشمّاخي ما تزال مخطوطة
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثاني - صفحة 62 - للكاتب محمد محفوظ