علي بن أبي الرجال الشيبانيّ، أبو الحسن المغربي القيرواني:
عالم بالفلك، منجم، رياضي. مولده بفاس وإقامته في القيروان. عاش مدة في تونس.
واشتهر بكتابه " البارع في أحكام النجوم - ط " في التنجيم الّذي كان شائعا ومرغوبا به في عصره. ترجم إلى اللاتينية وطبع بها في البندقية سنة 1485 وله أيضا " أرجوزة في الأحكام الفلكية - ط " .
-الاعلام للزركلي-
ابن أبي الرجال (426 هـ) (1035 م)
علي بن أبي الرجال الشيباني أبو الحسن، الكاتب، الشاعر، الفلكي المنجم.
ولد بتاهرت من أسرة قوية، وتربى في القيروان، وفيها تولى رئاسة ديوان الانشاء على عهد الأمير باديس الصنهاجي الذي جعله مربيا لابنه المعز، فلقنه حب المذهب السني، وبغض المذهب الشيعي، فكان من المعز ما كان بعد توليه الامارة من مقاومة المذهب الاسماعيلي الباطني، وقطع الصلات بالدولة الفاطمية في مصر، وكان لابن أبي الرجال تأثير على سير قضايا الأمور.
وكان نصيرا للآداب يغمر الشعراء والكتاب باحسانه وعطاياه في كرم، وأسرته ثرية حتى أطلق عليها برامكة افريقية، قال ابن الأبّار في ترجمة ابنه محمود بن أبي الرجال: «إنه كان هو وأبوه وأهل بيته برامكة افريقية» (إعتاب الكتاب ص 214).
وقد ألف باسمه ابن رشيق مؤلفات أدبية من أهمها كتاب (العمدة) كما قدم له ابن شرف «رسائل الانتقاد».
قال ابن شرف في مدحه من قصيدة:
جاور عليّا ولا تحفل بحادثة … إذا ادّرعت فلا تسأل عن الأسل
اسم حكاه المسمى في الفعال فقد … حاز العليين من قول ومن عمل
فالماجد السيد الحر الكريم له … كالنعت والعطف والتوكيد والبدل
زان العلا وسواه شانها وكذا … للشمس حالان في الميزان والحمل
وربما عابه ما يفخرون به … يشنا من الخصر ما يهوى من الكفل
سل عنه وانطق وانظر إليه تجد … ملء المسامع والأفواه والمقل
ومنها يعطي من التنويل معتذرا … ورب معطي قليل غير معتذر
إن الزمان على يأس به لبني الد … نيا كبشرى بمولود على الكبر
إني ومجدك صيرت الورى نهرا … وقلت ما قاله طالوت في النهر
فأنت عندي منهم غرفة بيدي … حلّت وحزم باقي النهر في الزّبر
وحضر الارصاد الفلكية ببغداد سنة 378/ 988 ليساهم فيها والمجراة بأمر من شرف الدولة البويهي، والتي قام بها أبو سهل يقظان بن رستم الكوهي.
وفي سنة 405/ 1014 قام برحلة قصيرة إلى القاهرة. ودعاه المعز بن باديس لحساب مدة حياة أمير صقلية أحمد بن أبي الحسين الأكحل وسعيد بن خزرون.
توفي سنة 426 كما في نصب باسمه محفوظ بمعهد الآثار والفن بتونس (الشاذلي بو يحيى).
مؤلفاته:
أرجوزة في الفلك شرحها كمال التركماني في سنة 755/ 1350 وابن قنفذ القسنطيني في سنة 774/ 1372 (مخطوط في القاهرة، والاسكوريال، واكسفورد، والمتحف البريطاني).
البارع في أحكام النجوم في 8 مجلدات تناول فيه أنواع الفلك وفي المجلد الأخير الفلك العام (الذي يتضمن الفلك السياسي والتاريخي)
ترجم إلى اللغة القشتالية القديمة (توجد منها الخمسة المجلدات الأولى) قام بها يهوذا بن موسى لألفونس الحكيم سنة 1254 وهذه الترجمة نقلت مرتين إلى اللاتينية، ونقل إلى البرتغالية القديمة، من الراجح أن الترجمات الفرنسية والانكليزية مأخوذة من الترجمة اللاتينية. وهذه الترجمات تدل على أهمية الكتاب.
والكتاب موجود في الاسكوريال، وبرلين، والمتحف البريطاني، وسيرجافو، وغيرها.
حل العقد وبيان الرصد، في الرموز وزيجه، مفقود.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثاني - صفحة 346 - للكاتب محمد محفوظ