علي الدوعاجي:
قصصي، من أهل تونس. كان فكها، حسن النكتة،
له " رحلة بين حانات البحر الأبيض المتوسط - ط " وكتب 163 قصة باللغة العامية التونسية، أذيعت بالراديو. وأصدر أربعة أعداد من جريدة " السرور " وعجز عن الإنفاق عليها، فحجبها .
-الاعلام للزركلي-
الدوعاجي (1327 - 1369 هـ) (1909 - 1949 م)
علي الدوعاجي الشاعر الزجال، وناظم الأغاني، والقصاص، والكاتب المسرحي، والرسام، فهو من أخصب أدباء عصره مواهب وانتاجا.
ولد بتونس من أسرة تنتمي إلى البرجوازية الصغيرة، وهي تنحدر من أصل تركي.
مات أبوه وهو في سن الثالثة من عمره فربته أمه تربية ناعمة نشأ عنها مدللا لم يذق فيها طعم الفقر والجوع والحرمان.
تلقى تعلمه الابتدائي في المدرسة العرفانية القرآنية، وتخرج منها ملما بالعربية والفرنسية، ثم اشتغل أجيرا في متجر الباهي المبزع، ثم تخلى عن ممارسة هذه المهنة وأصبح من رواد بعض المقاهي التي كانت أمكنة لقاء رجال الأدب والفكر في عصره مثل مقهى المرابط، ومقهى القصبة، ومقهى البانكة العريانة ... وتعرف في هذه المقاهي على ثلة من رجال الأدب كأبي القاسم الشابي، ومصطفى خريف والطاهر الحداد، والهادي العبيدي، ومحمد الحبيب، وعلي الجندوبي، والعربي الكبّادي.
وكان ينام النهار، ويسهر بالليل في المقاهي والأندية مثل نادي المجانين، وفي هذا الطور من حياته أدمن على تعاطي المخدرات حتى أودت بحياته فمات بمستشفى الرابطة في 27 ماي 1949.
بدأ حياته رساما وخطاطا بمجلة «العالم الأدبي» لصاحبها زين العابدين السنوسي، ثم اتصل بمحمود بيرم عند قدومه تونس سنة 1932، وعنه تعلم فن الزجل، ونبغ فيه فيما بعد.
بدأ نشاطه الثقافي برسم الصور الكاريكاتورية، ونظم الأغاني وعمره خمس عشرة سنة (1924)، وكان يطالع ويكتب بالليل ويبقى ساهرا إلى مطلع الفجر، فهو يشبه لسان الدين بن الخطيب الذي كان مصابا بداء الأرق ويتفرغ في الليل للمطالعة والتأليف.
وكان مغرما بالمطالعة، يطالع ما يقع تحت يديه من كتب ومجلات عربية وفرنسية، وله ولوع بمؤلفات شكسبير، وبودلير، وآثار أدباء المهجر.
ومن خلال مجالسه مع أدباء تحت السور ولقاءاته الأدبية مع أدباء آخرين بمنزله بنهج سيدي بالنعيم فيما بين أعوام 1929 - 1949 تمكن من الاطلاع على دواوين كبار الشعراء الفرنسيين خاصة ديوان «ازهار الشر» لبودلير، ودراسة انتاج أدباء المهجر، ومجموعات مجلة «روز اليوسف»، وهذا الاطلاع المتنوع مكنه من التعمق في فنون الأدب، وكشف له أسرار الصناعة والخبرة بأساليب التعبير مما استفاد منه في انتاجه، وانعكست عليه آثار ما طالعه وهضمه، وبدأ أديبا لامعا وقصاصا بارعا.
وظل يغذي الصحف والمجلات بانتاجه المتنوع من مقالات نقدية وأدبية، وقصص، وأغان، وأزجال، وأشعار كتب في جريدة «السرور» عام 1936 مقالات مازحة وكتب في جريدة «الزهرة» سلسلة من الملاحظات بعنوان «زاويتي» ونشر في جريدة «الأسبوع» عن جماعة أدباء تحت السور، كما نشر مقالات في مجلة «العالم الأدبي» ومجلة «المباحث».
مؤلفاته:
جولة بين حانات الأبيض المتوسط. نشرها تباعا في مجلة العالم الأدبي سنة 1935 وأعيد نشرها بمجلة «المباحث» سنة 1944 وط. بتونس سنة 1962.
سهرت منه الليالي، مجموعة قصص.
ومثل هذين التأليفين لا يعطيان صورة كاملة عن نشاطه الغزير المتنوع في الانتاج. والأدب التونسي الحديث مشتت في الصحف والمجلات وهذا من الأسباب التي جعلته مجهولا إلا لدى طائفة من المختصين، وحبذا لو تبذل وزارة الشئون الثقافية عنايتها لجمع هذا الأدب بتجنيد طائفة من الباحثين لاستخراجه من الصحف والمجلات، وإذا توفرت مادة كتاب نسبت لصاحبها ونشرت لاقناع الشباب بأن له أدبا قوميا محترما يستحق العناية والدرس.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثاني - صفحة 312 - للكاتب محمد محفوظ