أَبُو الْقسم الوشتاتي نِسْبَة لقبيلة من عمل افريقية القسنطيني وَهُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد قَاضِي الْجَمَاعَة بتونس مِمَّن أَخذ عَن مُوسَى الغبريني وَغَيره وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة وإمامة جَامع الزيتونة وَكَانَ لَا يخَاف فِي الله لومة لائم وَقَامَ فِي أَيَّام قَضَائِهِ على أَحْمد بن عمر القلشاني ورام قَتله فَلم يتَمَكَّن لكنه عزّر بِالْحَبْسِ وَغَيره وَاتفقَ أَنه مَاتَ مقتولا يُقَال من جِهَة حكمه فِي بعض الأحافصة فَدس عَلَيْهِ من قريب للمحكوم عَلَيْهِ فَقتله وَهُوَ بمحراب جَامع الزيتونة فِي صَلَاة الصُّبْح يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشر صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين أرخه ابْن عزم وَقيل يَوْم الْجُمُعَة فِي الصَّلَاة فبادر من كَانَ يُصَلِّي لقَتله بعد أَن جرح جمَاعَة مِنْهُم وَلَكنهُمْ ألقوا عَلَيْهِم برنسا وَقَالَ الشَّيْخ إِنِّي أَبْرَأ إِلَيْك مِمَّا فَعَلُوهُ وَعلل ذَلِك بِأَنَّهُ لم يمت إِلَى الْآن فَكيف يقتل الْقَاتِل وَلم يلبث أَن مَاتَ وَكَانَ عمر القلجاني يَقُول أَنه رام قتل أخي بالسكين فَقتله الله بهَا وَلَكِن الْحَال مفترق فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَذَاك بِسيف الشَّرْع وَهنا أكْرم بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ ذَا وَقع عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَمُحَمّد ابْنه الْأَصْغَر الْآن بعيد التسعين قَاضِي الْجَمَاعَة وَليهَا بعد مُحَمَّد الرصاع وَهُوَ طيب الخاطر بذلك كَرَاهَة فِي القلجانيين وَاقْتصر لَهُ على إِمَامَة جَامع الزيتونة.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.