أبو الطّيب بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن علم الدّين الشَّمْس بن الزين الفارسكوري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وعماه مُحَمَّد وَإبراهيم وأبوهم يُوسُف وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن الْفَقِيه يُوسُف واسْمه مُحَمَّد ولد سنة سِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بفارسكور واشتغل بهَا وَحفظ كتبا ثمَّ حضر بِالْقَاهِرَةِ عِنْد الْفَخر المقسي وَغَيره وَفهم وشارك وجاور بِمَكَّة سِنِين وأقرأ بهَا بعض أَبنَاء التُّجَّار وَرُبمَا تكسب من جدة وَنَحْوهَا ولقيني هُنَاكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَالَّتِي بعْدهَا فلازم فِي سَماع البُخَارِيّ وَمُسلم والأذكار وَغَيرهَا دراية وَرِوَايَة وَكتب لَهُ إجَازَة حَسَنَة وَهُوَ خير فَاضل كثير الأسئلة مجيد الاستحضار وَرجع مَعَ الركب آخر سنة أَربع وَتِسْعين إِلَى بَلَده فألزمه ابْن شُعْبَة بِالدُّخُولِ فِي الْقَضَاء وَكَانَ فِيمَا أَظن كَارِهًا فِيهِ وَجَاء فِي كِتَابه مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ سخط عَلَيْهِ ابْن شُعْبَة فَصَرفهُ وعوضه بِابْن خروب صبي مهمل فَلم يلبث أَن خرج هَارِبا وَاسْتمرّ هَذَا مُقيما بِبَلَدِهِ مصروفا.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.