أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الْفَخر بن الْجمال الذروي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل إِلَى الْيمن حَتَّى بلغ أَو راهق لاستيطان أَبِيه إِيَّاه واشتغل هُنَاكَ بالفقه والنحو وَغَيرهمَا وتنبه وَولي الْحِسْبَة بعد ثمَّ عزل عَنْهَا وَصَارَ يتَرَدَّد لمَكَّة وَأخذ بهَا الْفِقْه عَن الْجمال بن ظيهرة وَالْأُصُول عَن الشهَاب الْغَزِّي الدِّمَشْقِي وَغَيره إِلَى غَيرهمَا من الْعُلُوم وَسمع بِمَكَّة من جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد من الشاميين وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير ونظم الشّعْر مَعَ تسببه بِالْبيعِ وَالشِّرَاء فِي زمن الْمَوْسِم ثمَّ تردد بِأخرَة إِلَى وَادي نَخْلَة وَاشْترى فِيهِ بالبردان مَكَانا وَعمر بِهِ دَارا بالتنضب وَانْقطع عَن السّفر إِلَى الْيمن نَحْو سبع سِنِين مُتَّصِلَة بِمَوْتِهِ وَكَانَ يُقيم فِي بَعْضهَا بوادي نَخْلَة مَاتَ بعد أَن عرض لَهُ ثقل فِي سَمعه فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عشرَة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ الْأَرْبَعين أَو قاربها وَذَلِكَ فِي حَيَاة أَبِيه ذكره الفاسي والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه قَالَ أَن لَهُ قصيدة لامية فِي ختم المنسك الْكَبِير لِابْنِ جمَاعَة على شَيْخه الْجمال بن ظهيرة مِنْهَا
(لقد كَفاك بِذكر الْمَوْت موعظة ... إِن كَانَ فِي العظة التَّعْدِيل عَن مثل).
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.