عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد
تاريخ الوفاة | 1234 هـ |
مكان الوفاة | استانبول - تركيا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد:
من أمراء نجد. وليها بعد وفاة أبيه (سنة 1229 هـ ونازعه أخوه (فيصل بن سعود " فضعفت شوكته، فحاربته جيوش العثمانيين القادمة من مصر، وتغلب عليه قائدها إبراهيم " باشا " فطلب الصلح، وأجابه إليه إبراهيم. واجتمعا فلاطفه إبراهيم وطلب منه أن يتهيأ للسفر، فرجع الى معسكره وتجهيز في بضعة أيام، وأرسله إبراهيم إلى مصر، فأكرمه واليها محمد علي " باشا " ووعده بالتوسط له عند حكومة الآستانة، فقال: المقدر يكون. وحمل إلى الآستانة ومعه اثنان من رجاله (سريّ، وعبد العزيز بن سلمان) ، فطيف بهم في شوارعها ثلاثة أيام متتابعة، وأعدموا في ميدان مسجد " آيا صوفيا " وقطعت رؤوسهم، وظلت جثثهم معروضة بضعة أيام. وكان عبد الله شجاعا تقيا، في رأيه ضعف .
-الاعلام للزركلي-
[الأمير] عبد الله (هو الأمير عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، خلف أباه، وفي معركة الدرعية التاريخية انهزم، وأخذ إلى مصر، ثم إلى إستانبول، وقُتل هناك عند باب همايون، وأتباعه أيضًا قتلوا في نواح أخرى سنة (1233 هـ 1817 م)، وهذه الفاجعة حدثت في دور حكومة السلطان محمود خان الثاني.) بن سعود" - المتقدم ذكرُه -.
خلف أباه سنة 1814، وكان شهمًا شجاعًا - اعتمده أبوه في أيامه، وعول عليه في صعاب الأمور، وقد فاق أباه في علو الهمة وشدة البأس، إلا أنه كان أقل عزمًا ونظرًا منه، انشبك في محاربة محمد علي باشا - عزيز مصر -، وكان قد قدم الحجاز يتفقد حالة جيشه، ويأخذ بنصرته، فأثخن في بلاد الحجاز الجنوبية، وتغلب على الوهابية، وأمن الناس من شرهم، ثم عاد العزيز إلى مكة في آذار سنة 1818، عرض على ابن سعود الصلح مشترطًا عليه رد أسلاب الضريح النبوي الشريف، وإن لم يفعل، قصده في جيشه إلى الدرعية، فلم يجبه ابن سعود، بل سار في عرب نجد للقاء طوسون باشا، فإنه كان نازلاً في "خبرة" من القصيم. فنزل هو في شنانة على بعد ساعات من "خبرة"، وقطع المسالك على المصريين، وأحاط بهم، فخشُوا كثرة العدد، ورغبوا في المسالمة، ودسوا إلى ابن سعود في ذلك، فصغى لهم؛ لأنه كان قد أعجزه أمرهم، وانحاز إليهم كثير من قبائل الحجاز ونجد؛ لما بذلوه لهم من المال، فأبرم ابن سعود صلحًا مع طوسون باشا على شروط تقررت بينهما، منها: إخلاء [مكة] من الوهابية، وإباحة الحج لهم بدون معارضة، وإخلاء القصيم من المصريين، ورد مشايخ العرب الذين كانوا قد نبذوا عهده، وانحازوا إلى المصريين، والإقرار بسلطنة السلطان، وغير ذلك، وعاد طوسون باشا بجيشه من "خبرة" إلى الرص، ثم إلى المدينة، فدخلها في أواخر حزيران سنة 1815، ولم يجد أباه فيها، فإنه كان قد عاد إلى مصر لشاغل بدا له فيها، فسار رسولا ابن سعود إلى مصر، ولحقا بالعزيز فيها، وطالبا إليه التوقيع على صك المصالحة، فأبى إلا إعطاء "الأحساء" إلى الدولة، وكانت أجود بلاد الوهابية تربةً، وأوفرها خصبًا، فعاد الرسولان إلى ابن سعود، وأخبراه بما كان، فأنكر على المصريين فعلَهم، وتجهز ثانية لقتالهم، ودامت الحال هذه إلى سنة 1816.
وفي شهر آب من السنة المذكورة: سار إبراهيم باشا بن محمد علي باشا في مقدمة الجيش إلى الحجاز، وبذل وسعه في محاربة ابن سعود، والتغلب على بلاده، فآتاه الله بالفتح، وجرى بين ابن سعود، وإبراهيم باشا عدةُ وقعات انجلت عن انهزام الوهابيين، ومنها وقعة الماوية، حصلت في 12 أيار من سنة 1817، ووقعة عنيزة، والشقراء في 14 كانون الثاني من سنة 1818، ثم ضرمة، ثم الدرعية، وتدخر ابن سعود الميرة والعدد في الدرعية، وتحصن بها، فنزل عليها إبراهيم باشا، وأقام على حصارها مدة إلى أن تم له فتحها، فدخلها، وقبض على ابن سعود، وأهل بيته، فلم يفلت منهم سوى ابنه تركي.
وقال بعضهم: إن ابن سعود لما يئس من النجاة، وقد دهم الدرعية الخراب، من قنابر وكرات المصريين مدةَ الحصار، أرسل يستأمن إلى إبراهيم باشا، فأمنه، وكان ذلك في الثامن من ذي القعدة سنة (1244 هجرية - 19 أيلول سنة 1818 ميلادية)، فأتى ابن سعود إبراهيم باشا، وسلم عليه، وطلب منه أن يمهله إلى الغد، فأمهله، وأحسن معاملته، وبالغ في إكرامه، وفي الغد عاد إليه قيامًا بحق كلمته، ورضي بالمسير إلى مصر إجابة لأمر السلطان، فسار ابن سعود إلى مصر في خفر من الجند في 14 ذي القعدة، ووصلها في 18 من المحرم، فأكرمه محمد علي باشا عزيزُ مصر، وألبسه خلعة، ثم أنفذه إلى الآستانة العلية، فبلغها في 17 صفر 16 كانون الأول من السنة المذكورة، فشوهر، وأميت صبرًا، هو وسري خزنداره، وعبد العزيز بن سلمان كاتبه، انتهى.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.