أَبُو بكر بن عبد الله بن أَيُّوب بن أَحْمد الزين الملوي ثمَّ الْمصْرِيّ الشاذلي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الريس الْمَاضِي وحفيد أَيُّوب شيخ مُعْتَقد لَهُ زَاوِيَة بملوى ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَصَحب الْفُقَرَاء وتلمذ لحسين الحبار ثمَّ لَازم صَاحبه الصّلاح الكلائي وَصَارَ يتَكَلَّم على النَّاس بزاوية شَيْخه الحيار بقنطرة الموسكي ويفسر الْقُرْآن بِرَأْيهِ على قَاعِدَته فضبطوا عَلَيْهِ أَشْيَاء وَرفع إِلَى القَاضِي الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمَنعه من ذَلِك إِلَّا إِن قَرَأَ من تَفْسِير الْبَغَوِيّ وَغَيره وَاجْتمعَ بِي بِسَبَب ذَلِك فَوَجَدته حسن السمت عريا عَن الْعلم وَكَانَ قَالَ فِيمَا ذكر لي أَنه رأى فِي قَوْله تَعَالَى {كذبت قوم هود الْمُرْسلين إِذْ قَالَ لَهُم أخوهم هود} أَن الضَّمِير فِي قَوْله أخوهم للمرسلين فَقلت لَهُ بل لعاد فَقَالَ لَا لِأَنَّهُ لَا يَلِيق بِالنَّبِيِّ أَن يُوصف بِأَنَّهُ أَخُو الْكَفَرَة فَقلت لَهُ فقد قَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى (وَاذْكُر أَخا عَاد) فَسكت وَله نَظَائِر لذَلِك إِلَّا أَنه كَانَ كثير الذّكر وَالْعِبَادَة يتكسب من التِّجَارَة فِي الْغَزل ولجماعة من النَّاس فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَكَانَت جنَازَته حافلة ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.