يُوسُف بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن حُسَيْن أَمِير الْمُؤمنِينَ المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر بن المتَوَكل على الله أبي عبد الله وَأبي الْعِزّ بن المعتصم بِاللَّه بن المستكفي بِاللَّه أبي الرّبيع بن الْحَاكِم بِأَمْر الله الْهَاشِمِي العباسي / آخر الْأُخوة الْخَمْسَة المستقرين فِي الْخلَافَة وأولهم المستعين بِاللَّه الْعَبَّاس ثمَّ المعتضد بِاللَّه دَاوُد ثمَّ شقيقه المستكفي بِاللَّه سُلَيْمَان ثمَّ الْقَائِم بِأَمْر الله حَمْزَة وَعم المستقر بعده المتَوَكل على الله أبي الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن الشّرف يَعْقُوب الْمَاضِي ذكرهم. ولد فِي لَيْلَة سَابِع عشرى رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَنَشَأ فِي حجر السَّعَادَة إِلَى أَن بُويِعَ لَهُ بالخلافة فِي الْأَيَّام الإينالية بعد أَخِيه الْقَائِم بِأَمْر الله حَمْزَة فِي أَوَائِل رَجَب سنة تسع وَخمسين وَظهر بذلك مصداق رُؤْيَاهُ تعْيين الْخلَافَة لَهُ من الْخَلِيل إِبْرَهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام فدام فِيهَا نَحْو أَربع وَعشْرين سنة أسْكنهُ الظَّاهِر خشقدم حِين بلغه قدوم جانم نَائِب الشَّام بالقلعة وَلم يُمكنهُ من السُّكْنَى بمنزله الْمُعْتَاد إِلَى أَن توفّي بعد تمرضه نَحْو عَاميْنِ بالفالج فِي ضحى يَوْم السبت رَابِع عشرى الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَغسل من فوره ثمَّ صلي عَلَيْهِ بالقلعة عِنْد بَاب الْقلَّة فِي مشْهد فِيهِ السُّلْطَان وَجمع من الْأُمَرَاء كالحاجب الْكَبِير وَغَيره من المقدمين والقضاة مَا عدا الْحَنَفِيّ والمشايخ وَدفن بالمشهد النفيسي على عَادَتهم وَقد بلغ التسعين أَو جازها وَسمعت من يَقُول سنة على التَّحْرِير خمس وَثَمَانُونَ سنة وَدون أَرْبَعَة أشهر بأيام رَحمَه الله وإيانا. وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي كثير التِّلَاوَة فِي الْمُصحف سَاكِنا بهيا مجاب الدَّعْوَى صَادِق المنامات قلد فِي أَيَّامه خَمْسَة مُلُوك وصاهر العلمي البُلْقِينِيّ على ابْنَته ألف أم تَقِيّ الدّين بن الرسام واستولدها ابْنة ثمَّ فَارقهَا.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.