يُوسُف بن برسباي الْعَزِيز الْجمال أَبُو المحاسن بن الْأَشْرَف الدقماقي الظَّاهِرِيّ الأَصْل القاهري. / ولد بقلعة الْجَبَل فِي إِحْدَى الجماديين سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأمه أمة لِأَبِيهِ جركسية اسْمهَا جلبان تزَوجهَا بعد أَن وَلدته لَهُ وَمَاتَتْ فِي أَيَّامه، وَنَشَأ الْعَزِيز إِلَى أَن عهد لَهُ بالسلطنة فِي مرض مَوته وَمَات بعد أَيَّام فَملك، وَذَلِكَ بعد عصر يَوْم السبت ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فدام دون مائَة يَوْم إِلَى أَن خلعه الأتابك جقمق بعد حروب وَاسْتقر عوضه فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر ربيع الأول من الَّتِي بعْدهَا ولقب بِالظَّاهِرِ وَأَسْكَنَهُ بقاعة البربرية من دور الْحَرِيم السلطاني فتسحب مِنْهَا عقب صَلَاة الْمغرب من رَمَضَان على حِين غَفلَة بعد أَن غير زيه بتحسين بعض أَتْبَاعه ذَلِك لَهُ وإيهامه أَن مماليك أَبِيه مَعَه فَلم ير لذَلِك حَقِيقَة فَسقط فِي يَده وتحير واختفى حِينَئِذٍ إِلَى أَن ظفر بِهِ جلباي المستقر بعد فِي السلطنة كَمَا سلف وَهُوَ إِذْ ذَاك أَمِير عشرَة فِي أَوَاخِر شَوَّال بإرشاد خَاله بيبرس لوقت مروره واعتذاره بِكَوْنِهِ لَا يحسن بِهِ هُوَ مسكه وَذَلِكَ بعد أَن مس جمَاعَة بِسَبَب اختفائه مزِيد الضَّرَر بل وسط بَعضهم فسر الظَّاهِر بذلك أتم سرُور وسر أحبابه بِحَيْثُ أَن المبشر جَاءَ لشَيْخِنَا بعد الْعشَاء بذلك وَأَعْطَاهُ دِينَارا وأنعم الْملك على جلباي بقرية سرياقوس زِيَادَة على مَا مَعَه فحبس بالدور السُّلْطَانِيَّة أَيَّامًا فِي قاعة العواميد عِنْد خوند البارزية ثمَّ أرْسلهُ إِلَى إسكندرية فسجن إِلَى أَن أفرج عَنهُ الظَّاهِر خشقدم فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأذن لَهُ فِي السُّكْنَى بدار مِنْهَا وبالركوب لصَلَاة الْجُمُعَة وَغَيرهَا من جِهَة بَاب الْبَحْر خَاصَّة فسكن الْعَزِيز بدار عَظِيمَة بالثغر وشيد بنيانها وَأقَام فِيهَا بتجمل زَائِد ودام على ذَلِك أَزِيد من سنتَيْن ثمَّ مرض نَحْو ثَلَاثَة أَيَّام. وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.
المَلِك العَزِيز
(827 - 868 هـ = 1424 - 1463 م)
يوسف (العزيز) بن برسباي (الأشرف) الدقماقي الظاهري، أبو المحاسن، جمال الدين:
من ملوك دولة الجراكسة بمصر والشام. ولد بالقاهرة. ونودي به سلطانا بعد وفاة أبيه (سنة 841) بعهد منه، فولَّى الأتابكي " جقمق العلائي " تدبير مملكته، فاستولى هذا على أمور الدولة صغيرها وكبيرها. ولم يلبث مماليك جقمق أن خلعوا العزيز (سنة 842) ونادوا بجقمق ملكا، فأدخله دور الحرم، فكانت مدة سلطنته ثلاثة أشهر وخمسة أيام. وخرج من دور الحرم متخفيا، يريد استنفار مماليكه ومماليك أبيه، فقبض عليه، وأرسل إلى برج الإسكندرية، معتقلا، فأقام إلى أن كانت دولة الظاهر " خشقدم " سنة 865 فأفرج عنه وسمح له بالسكنى في الإسكندرية حيث شاء على ألا يخرج منها، فسكنها إلى أن مات.
-الاعلام للزركلي-