يلبغا السالمي الظاهري برقوق
تاريخ الوفاة | 811 هـ |
مكان الوفاة | الإسكندرية - مصر |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
يلبغا أَبُو الْمَعَالِي السالمي الظَّاهِرِيّ برقوق الْحَنَفِيّ. كَانَ يذكر أَنه سمرقندي وَأَن أَبَوَيْهِ سمياه يُوسُف وَأَنه سبي فجلب إِلَى مصر مَعَ تَاجر اسْمه سَالم فنسب إِلَيْهِ وَاشْتَرَاهُ برقوق وصيره من الخاصكية يَعْنِي لمهارته ورتبه لقِرَاءَة كتاب الْكَلم الطّيب عِنْده، ثمَّ كَانَ مِمَّن قَامَ لَهُ بعد الْقَبْض عَلَيْهِ فِي أَخذ صفد فَحَمدَ لَهُ ذَلِك، وولاه نظر سعيد السُّعَدَاء فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَتِسْعين ووعده بالأمرة وَلَكِن لم يعجلها لَهُ فَلَمَّا كَانَ فِي صفر سنة ثَمَانمِائَة وَمن قَالَ فِي شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا فقدوهم أمره عشرَة وَقَررهُ فِي شعبانها نَاظر الشيخونية فباشره بعنف وَكَذَا اتّفق لَهُ فِي سعيد السُّعَدَاء فَإِنَّهُ أخرج مَكْتُوب وَقفهَا ورام الْمَشْي على شَرط الْوَاقِف، وَجَرت خطوب وحروب بِحَيْثُ عمل فِيهَا بعض الشُّعَرَاء، وَكَانَ يترقب نِيَابَة السلطنة فَمَا تمّ، ثمَّ جعله أحد الأوصياء فَقَامَ بتحليف مماليك السُّلْطَان لوَلَده النَّاصِر وَأول مَا نسب إِلَيْهِ من الْجور أَنه أنْفق فِي المماليك نَفَقَة الْبيعَة على أَن الدِّينَار بأَرْبعَة وَعشْرين ثمَّ نُودي بعد فرَاغ النَّفَقَة أَن الدِّينَار بِثَلَاثِينَ فَحصل الضَّرَر التَّام بذلك، وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال بعد فَعمل الأستادارية الْكُبْرَى وَالْإِشَارَة وَغَيرهَا حَسْبَمَا شرح فِي أماكنه، وَمن محاسنه فِي مباشراته أَنه قرر مَا يُؤْخَذ فِي ديوَان المرتجع على كل مقدم خمسين ألفا وعَلى الطبلخانات عشْرين ألفا وعَلى العشراوات خَمْسَة آلَاف فاستمرت إِلَى آخر وَقت وَكَانَ المباشرون فِي دواوين الْأُمَرَاء قبل هَذَا إِذا قبض على الْأَمِير أَو مَاتَ يلقون شدَّة من جورة المتحدث على المرتجع فَلَمَّا تقرر هَذَا كتب بِهِ ألواحا ونقشها على بَاب الْقصر وَهِي مَوْجُودَة إِلَى الْآن، وَهُوَ الَّذِي رد سعر الْفُلُوس إِلَى الْوَزْن وَكَانَ قد فحشت جدا بالعد حَتَّى صَار وزن الْفُلُوس خروبتين، وَفعل من المحاسن مَا يطول شَرحه وَسَار فِي الأستادارية سيرة حَسَنَة عفيفة وأبطل مظالم كَثِيرَة مِنْهَا تَعْرِيف منية بني خصيب وَضَمان الْعَرَصَة وإخصاص الغسالين، وأبطل وفر الشون وَكسر الويبة الَّتِي كَانَ يُكَال بهَا وَعمل ويبة صَحِيحَة وأبطل مَا كَانَ مقررا على برد دَار الدِّيوَان الْمُفْرد والمقرر على شاد الْمُسْتَخْرج، وَركب فِي صفر سنة ثَلَاث فَكسر مَا بمنية الشيرج وناحية شبرى من جرار الْخمر على كثرتها وَهدم كَنِيسَة النَّصَارَى وتشادد فِي النّظر فِي الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة وخاشن الْأُمَرَاء وعارضهم فَأَبْغضُوهُ وَقَامَ فِي سنة ثَلَاث أَيْضا فَجمع الْأَمْوَال لمحاربة تمرلنك زعم فشنعت عَلَيْهِ القالة كَمَا شرح فِي مَحَله وَلم يلبث أَن قبض عَلَيْهِ فِي رَجَب مِنْهَا وتسلمه ابْن غراب وَعمل أستادارا وأهانه وعوقب وعصر وَنفي إِلَى دمياط ثمَّ أحضر فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَقرر فِي الوزارة وَالْإِشَارَة فباشرها على طَرِيقَته فِي العسف فَقبض عَلَيْهِ وعوقب أَيْضا وسجن ثمَّ أفرج عَنهُ فِي رَمَضَان سنة سبع وَعمل مُشِيرا فَجرى على عَادَته وَسلم لجمال الدّين الأستادار وَكَانَ قد ثار بَينهمَا الشَّرّ فعاقبه ونفاه إِلَى إسكندرية فرجمته الْعَامَّة فِي حَال سيره فِي النّيل، وَلم يزل بالسجن إِلَى أَن بذل فِيهِ جمال الدّين للناصر مَالا جزيلا فَأذن فِي قَتله فَقتل فِي محبسه خنقا وَهُوَ صَائِم فِي رَمَضَان بعد صَلَاة عصر يَوْم الْجُمُعَة سنة إِحْدَى عشرَة وَمَا عَاشَ جمال الدّين إِلَّا دون عشرَة أشهر، وَكَانَ طول عمره يلازم الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَلكنه لم يفتح عَلَيْهِ مِنْهُ بِشَيْء سوى أَنه يَصُوم يَوْمًا بعد يَوْم وَيكثر التِّلَاوَة وَقيام اللَّيْل وَالذكر وَالصَّدَقَة وَيُحب الْعلمَاء والفضلاء ويجمعهم وَفِيه مُرُوءَة وهمة عالية مَعَ كَونه سريع الانفعال طائشا لحوحا مصمما على الْأَمر الَّذِي يُريدهُ وَلَو كَانَ فِيهِ هَلَاكه ويستبد بِرَأْيهِ غَالِبا ويبالغ فِي حب ابْن عَرَبِيّ وَغَيره من أهل طَرِيقَته وَلَا يُؤْذِي من يُنكر عَلَيْهِ، وَقد لَازم سَماع الحَدِيث مَعنا مُدَّة وَكتب بِخَطِّهِ الطباق بل وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكَانَ سمع من أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ بِدِمَشْق وَمن جمَاعَة بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَغَيرهمَا وأقدم الْعَلَاء بن أبي الْمجد من دمشق حَتَّى أسمع البُخَارِيّ مرَارًا.
وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من محَاسِن أَبنَاء جنسه، وَقد عظمه المقريزي جدا فِي عقوده وَغَيرهَا وَقَالَ أَنه كَانَ لي مجلا ومعظما وقلما رَأَيْت مثله وَلَوْلَا مَا ذكرته لكمل، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه بِمَا أوردت حَاصله عَفا الله عَنهُ وإيانا.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.
يَلْبَغا السَّالِمي
(000 - 811 هـ = 000 - 1409 م)
يلبغا أبو المعالي السالمي الظاهري الحنفي:
من أشهر أمراء الجند في دولة الملك " الظاهر " برقوق، ثم ابنه " الناصر ". كان يذكر أنه سمرقندي سماه أبواه يوسف، وسبي فجلب إلى مصر مع تاجر اسمه " سالم " فنسب إليه، واشتراه برقوق. ولما خلع برقوق (سنة 791) أخذ يلبغا مدينة صفد باسمه، فعرف له ذلك بعد عودته إلى الملك. ثم كان أحد أوصيائه، فقام بتحليف المماليك لولده الناصر. وسار في " الأستادارية " سيرة عفيفة، مع عسف وشدة، وأبطل مظالم كثيرة. وخاشن الأمراء فأبغضوه. وجمع أموالا لمحاربة تيمورلنك. فاتهم واعتقل (سنة 803) ونفي إلى دمياط. ثم أحضر (سنة 805) وقرر في الوزارة والإشارة. وقبض عليه أيضا. وأفرج عنه (سنة 807) وعمل " مشيرا " ولم يلبث أن نفي إلى الإسكندرية، وقتل في محبسه بها خنقا. كان ملازما للاشتغال بالعلم، وسماع الحديث مع السخاوي وغيره. وسمع بدمشق ومكة والمدينة. وكتب بخطه الطباق. ومما أخذ عليه السخاوي مبالغته في حب ابن عربي وأهل طريقته .
-الاعلام للزركلي-