يَعْقُوب شاه بن أسطا عَليّ الأرزنجاني ثمَّ التبريزي ثمَّ القاهري المهمندار. / ولد سنة عشروثمانمائة تَقْرِيبًا بأرزنجان وتحول مِنْهَا مَعَ عمته إِلَى تبريز فَنَشَأَ بهَا وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَكَانَ زَوجهَا أَبُو يزِيد صَاحب ديوَان السُّلْطَان قرا يُوسُف متملك بَغْدَاد وتبريز وَمَا والاها فتدرب بِهِ بِحَيْثُ أَنه لما انْتقل الْأَمر لوَلَده إسكندر صَار المرجوع فِي ضبط أُمُور الزَّوْج إِلَيْهِ مُدَّة ثمَّ لما قَارب الْعشْرين انْتقل مَعَ عمته إِلَى الديار المصرية فوصلها ثَانِي سني الْأَشْرَف فَنزل فِي طبقَة القاعة ثمَّ فِي طبقَة الْمُقدم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ مَعَ خشقدم اليشبكي إِذْ صَار مقدم المماليك وَحج مَعَه حِين كَانَ أَمِير الأول ثمَّ مَعَ قانم التَّاجِر حِين تَأمر على الْمحمل بل كَانَ فِي الركاب سنة آمد فوردت مطالعة من إسكندر بن قرا يُوسُف فَلم ينْهض أحد لقراءتها فأرشد الكمالي بن الْبَارِزِيّ إِلَيْهِ لعلمه بتقدمه فِي قِرَاءَة المطالعات الْوَارِدَة من الرّوم والتتر والعجم والهند ومعرفته بألسنتها وبالتركي والعربي فقرأها وَاسْتقر من ثمَّ فِي قِرَاءَة المطالعات الْوَارِدَة عَنْهُم بل رام أَن يقرره أحد الدوادارية لأجل الْقِرَاءَة فَلم يتهيأ، ثمَّ بعد دهر اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي المهمندارية الْكُبْرَى بعد موت تمرباي التمرازي فِي سنة أَربع وَسبعين نقلا لَهُ من المهمندارية الأولى مُضَافا لما مَعَه من قِرَاءَته المطالعات لسابق اخْتِصَاص بِهِ حِين الأمرة كَمَا اخْتصَّ بِغَيْرِهِ من الْأُمَرَاء كقانم بل اخْتصَّ قبل ذَلِك وَبعده بالخطيب أبي الْفضل النويري وبالسيد الْعَلَاء ابْن السَّيِّد عفيف الدّين وَنَحْوهمَا، وَسمع ختم البُخَارِيّ بالكاملية بِقِرَاءَة الديمي على عدَّة شُيُوخ وَتكلم فِي أَشْيَاء كوقف الْحَاجِب وَنَحْوه، وَعظم اخْتِصَاصه بيشبك من مهْدي ووسع دَاره بل وجدد مَسْجِدا بِقُرْبِهِ وَعمل علوه بَيْتا أسكن بِهِ الزين السنتاوي وسبيلا بجانبه وسلك فِي أُمُوره طَرِيقا وسطا بل دونه وتمول جدا فِيمَا يظْهر سِيمَا وَهُوَ فِي الْإِمْسَاك بمَكَان وَأظْهر التأدب والتواضع وَالْكَلَام المفارق للْفِعْل بِحَيْثُ صَار فِي جلّ مَا يبديه توقف، وَكثر تعلله بأعضائه وتناقصت حركته وَهُوَ مُسْتَمر على المهندارية وَالْقِرَاءَة، وزار بَيت الْمُقَدّس وترقى فِي جبذ الْقوس والثقيل وَالرَّمْي وَمَعْرِفَة فنون الرمْح علما وَعَملا والصراع وتراتيب المملكة وترتيب العساكر بِحَيْثُ انْفَرد فِي ذَلِك وَعمل درجا فِي تَرْتِيب خُرُوج الْمُلُوك وإطلابها وعساكرها إِلَى الْأَسْفَار من تجاريد وَغَيرهَا أوقفني عَلَيْهِ.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.