يحيى بن إِسْمَعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن رَسُول الْمَاضِي حفيده يحيى بن أَحْمد بن يحيى قَرِيبا وَيُسمى أَيْضا عبد الله، / وَقد ذكره شَيخنَا بِزِيَادَة أَحْمد بَينه وَبَين إِسْمَعِيل وَالصَّوَاب حذفه. وَكَانَ استقراره فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ولقب بِالظَّاهِرِ هزبر الدّين بن الْأَشْرَف بن الناصروقال بَعضهم أَنه ملك الْيمن فِي رَجَب سنة ثَلَاثِينَ فدام نَحْو اثْنَتَيْ عشرَة سنة وضعفت مَمْلَكَته وَخَربَتْ ممالك الْيمن فِي أَيَّامه لقلَّة محصوله بهَا من اسْتِيلَاء الْعَرَب على أَعمالهَا. وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سلخ رَجَب، وَقَالَ بعض الآخذين عني أَنه ولي بعد خلع ابْن أَخِيه الْأَشْرَف إِسْمَعِيل بن النَّاصِر أَحْمد لصغره فَقَامَ بِالْملكِ وَظَهَرت نجدته وصرامته ودانت لَهُ الْبِلَاد والعباد وَعمر مدرسة بتعز وَأُخْرَى بعدن ووقف عَلَيْهِمَا الْأَوْقَاف الجليلة ووقف بِالْأولَى كتبا كَثِيرَة وطالت أَيَّامه غير أَنه كَانَ مُدعيًا فِي الْعُلُوم ويتكلف فِي أوراقه السجع الملحون كَمَا قَالَه الْحَافِظ ابْن الْخياط فِي وفياته وَلَكِن كَانَ ابْن الْخياط لكَونه محبوبا عِنْد أهل بَلَده لَا يُحِبهُ الظَّاهِر جَريا على عَادَته فِي عدم محبته لِذَوي الوجاهات ويتجنى لَهُ الذُّنُوب وَرُبمَا قَصده بمكروه فَلم يقدره الله عَلَيْهِ. مَاتَ الظَّاهِر فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بزبيد وَحمل لمدرسته بتعز فَدفن بهَا وَاسْتقر بعده ابْنه الْأَشْرَف إِسْمَعِيل الْمَاضِي.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.