محمود بن محمد بن أحمد الخواجا الكمال الكيلاني

ملك التجار محمود

تاريخ الولادة813 هـ
تاريخ الوفاة886 هـ
العمر73 سنة
أماكن الإقامة
  • بلاد الشام - بلاد الشام
  • القاهرة - مصر

نبذة

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد الخواجا الْكَمَال الكيلاني أَخُو الشهَاب أَحْمد قاوان الْمَاضِي وَيُقَال لَهُ ملك التُّجَّار. / ولد فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا واشتغل على أَخِيه والحلاج وَغَيرهمَا وشارك فِي الْجُمْلَة وَلَقي شَيخنَا بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَأخذ عَنهُ مجَالِس من البخارى وتناوله مِنْهُ وَكَذَا سمع من الزين الزَّرْكَشِيّ فِي صَحِيح مُسلم وَلَقي بِالشَّام أَيْضا بعض الْأَئِمَّة واختص بِصَاحِب كلبرجة وَغَيرهَا همياون شاه بن أَحْمد شاه فَرَأى من مزِيد تَدْبيره ووفور عقله مَا ملك بِهِ لبه فَوجه إِلَيْهِ قَصده ورقاه إِلَى أَن جعله ملك التُّجَّار ثمَّ رقاه حَتَّى دعِي بخواجا جهان

الترجمة

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد الخواجا الْكَمَال الكيلاني أَخُو الشهَاب أَحْمد قاوان الْمَاضِي وَيُقَال لَهُ ملك التُّجَّار. / ولد فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا واشتغل على أَخِيه والحلاج وَغَيرهمَا وشارك فِي الْجُمْلَة وَلَقي شَيخنَا بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَأخذ عَنهُ مجَالِس من البخارى وتناوله مِنْهُ وَكَذَا سمع من الزين الزَّرْكَشِيّ فِي صَحِيح مُسلم وَلَقي بِالشَّام أَيْضا بعض الْأَئِمَّة واختص بِصَاحِب كلبرجة وَغَيرهَا همياون شاه بن أَحْمد شاه فَرَأى من مزِيد تَدْبيره ووفور عقله مَا ملك بِهِ لبه فَوجه إِلَيْهِ قَصده ورقاه إِلَى أَن جعله ملك التُّجَّار ثمَّ رقاه حَتَّى دعِي بخواجا جهان ثمَّ لما أشرف على الْمَوْت أوصاه بأولاده فاستولى على المملكة وَقرر وَلَده نظام شاه وَلم يستكمل خمس عشرَة سنة فَلم يلبث أَن مَاتَ فقرر أَخَاهُ مُحَمَّد شاه وَهُوَ ابْن سبع سِنِين وساس الخواجا الْأُمُور وَقَامَ بهَا أتم قيام وَثَبت قَوَاعِد مَمْلَكَته وَأدْخل فِيهَا أَمَاكِن لم تكن مُضَافَة إِلَيْهَا، وَلكنه استبد بِالتَّصَرُّفِ وَحجر عَلَيْهِ وَمنعه من تعَاطِي الرذائل فَضَاقَ ذرعا بذلك وأعمل الْحِيلَة فِي إعدامه بممالأة بعض من حسده وَقدر أَن السُّلْطَان توجه إِلَى بَلَده نرستك غازيا وصحبته الخواجا فَانْقَطع عَن الِاجْتِمَاع بِهِ نَحْو سَبْعَة عشرَة يَوْمًا لاشتغال السُّلْطَان بلهوه فوشى أعداؤه بِهِ إِلَيْهِ بِمَا غير خاطره مِنْهُ، وَأرْسل بعض خَواص السُّلْطَان من الوزراء إِلَى الخواجا افتياتا على لِسَان السُّلْطَان بِالسَّلَامِ عَلَيْهِ وعتبه فِي التَّخَلُّف عَن حُضُوره إِلَيْهِ هَذِه الْمدَّة وَأَنه بلغه أَن عَسْكَر نرستك عزم على كبس عسكره اللَّيْلَة فَيَنْبَغِي التأهب والاستعداد لذَلِك فَظن صِحَة هَذَا الْخَبَر وصدروه عَن السُّلْطَان فاستعد وَلبس السِّلَاح وَكَانَ على مُقَدّمَة الْعَسْكَر وَلما تمّ لَهُم هَذَا أعلمُوا السُّلْطَان بِأَن الخواجا ألبس عسكره بِقصد الْوُثُوب عَلَيْك ليقتلك وَإِن شَككت فَأرْسل من يستعلمه لَك فَفعل فَرَأى تِلْكَ الْهَيْئَة وتمت المكيدة فملا كَانَ من الْغَد استدعاه السُّلْطَان فِي حَال سكره فَحَضَرَ إِلَيْهِ فَكَلمهُ على عَادَته وَمَا كَانَ بأسرع من وثوب عبد حبشِي من عبيده فَضَربهُ بِالسَّيْفِ على كتفه وَكرر عَلَيْهِ حَتَّى قَتله صبرا وَذَلِكَ فِي سادس صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ استدعي بِغُلَام الخواجا أسعد خَان وَكَانَ قد حضر مَعَه وَلكنه لم يدْخل فَلَمَّا دخل قتل أَيْضا وارتجت الممالك لذَلِك وَجَاء الْخَبَر لمَكَّة وَأَنا بهَا فَعمل عزاؤه وَعظم الأسف على فَقده فقد كَانَ جوادا مفضالا كثير الْإِمْدَاد للواردين وعلماء غَالب الأقطار بِحَيْثُ كَاد انْفِرَاده بالمزيد من ذَلِك وَقصد لأَجله وَأمره يزِيد على الْوَصْف وَلم يلبث السُّلْطَان الْمشَار إِلَيْهِ أَن قتل فِي صفر من الَّتِي تَلِيهَا وَزَالَ ذَاك النظام وَكثر الْكَلَام وَورد أكبر أَوْلَاده وَهُوَ الخواجا على الْقَاهِرَة مَعَ الركب فِي سنة تسعين فَأكْرم السُّلْطَان مورده وَقبل هديته وَاسْتمرّ حَتَّى سَافر فِي جُمَادَى الأولى مِنْهَا وَذكر بتعاظم زَائِد وتكبر كَبِير مَعَ اندلاق أَرْبَاب الدولة فَمن دونهم على بَابه، وَمَا انْشَرَحَ الخاطر للاجتماع بِهِ مَعَ مزِيد حبي فِي ابْن عَمه رَحمَه الله.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.