محمد البباوي
تاريخ الوفاة | 869 هـ |
مكان الوفاة | نهر النيل - مصر |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد البباوي / بموحدتين نِسْبَة لببا الْكُبْرَى من الْوَجْه القبلي كَانَ فِيهَا خفيرا وراعيا وَقدم الْقَاهِرَة فخدم بعض الطباخين مرقدار ثمَّ عمل صَبيا لبَعض معاملي اللَّحْم ثمَّ ترقى فَصَارَ معاملا وَركب حمارا وتمول وَبَقِي رَأس جماعته وَمن عَلَيْهِ معول الوزراء فِي رواتب المماليك وَركب بغلا بِنصْف رجل واشتهر بَين الأكابر فولاه السُّلْطَان نظر الدولة طَمَعا فِي مَاله وتزيا بزِي الكتبة وَتسَمى بِالْقَاضِي بعد الْمعلم مَعَ كَونه عاميا جلفا ثمَّ رقاه إِلَى الْوزر وَلم يعلم وليه أوضع مِنْهُ مَعَ كَثْرَة من وليه من الأوباش فِي هَذَا الْقرن، وَلم يتَحَوَّل عَن عاميته ذرة وَلَا تطبع بِمَا ينْصَرف بِهِ عَنْهَا خردلة بل لزم طَرِيقَته فِي الْفُحْش والإفحاش وَصَارَ الرؤساء بِهِ فِي بلية وَقَالَ فِيهِ الشُّعَرَاء فقصروا وَبَالغ فِي الظُّلم والعسف والجبروت وَالِاسْتِخْفَاف بِالنَّاسِ ومزيد المصادرة والإقدام على الْكَبِير وَالصَّغِير وَغير ذَلِك مِمَّا هُوَ مستفيض وَلكنه كَانَ عفيفا عَن الْمُنْكَرَات والفروج الْمُحرمَة مظْهرا الْميل للصالحين مِمَّن يدْخل إِلَيْهِ مَعَ صدقه فِي الْجُمْلَة وتقريب لصاحبنا الْفَخر عُثْمَان المقسي بِحَيْثُ كَانَ يقْرَأ البُخَارِيّ عِنْده وَرُبمَا توسل بِهِ النَّاس إِلَيْهِ فِي بعض الشفاعات مَعَ أَنه صَار بِأخرَة لَا يجِيبه وشفعت عِنْده فِي جارنا البتنوني فَأَطْلقهُ من أَمر عَظِيم قرر عِنْده وَقَالَ لي أَنْت تَأْخُذهُ مني لمااذ فَقلت لله فَقَالَ قد أطلقته لله، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من مساوئ الزَّمَان. مَاتَ غريقا فِي بَحر النّيل فَإِنَّهُ عِنْد إِرَادَة دُخُول الْمركب خليج فَم الخور وافاه شرد الرّيح فَانْقَلَبَ بِمن فِيهِ فَكَانَ هُوَ مِمَّن غرق وَذَلِكَ وَقت الْغُرُوب من يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشرى ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَهُوَ فِي الكهولة غير مأسوف عَلَيْهِ.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.