مُحَمَّد النَّجْم بن ظهيرة الشَّافِعِي أَخُو السِّتَّة قبله وشقيق أبي السعادات وأشقائه ووالد المحمدين الْجمال والنجم. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع من ابْن صديق والمراغي والبدر البهنسي وَالْجمال بن ظهيرة وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ ابْن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي والتنوخي والبلقيني وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي وَخلق، وَحدث سمع مِنْهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد وناب فِي الْقَضَاء بِمَكَّة عَن أَخِيه أبي السعادات وَكَذَا فِي الخطابة، وَدخل مصر مرَارًا وَالشَّام وحلب وولع بالتاريخ فحفظ مِنْهُ جملا مستكثرة وعلق فِيهِ فَوَائِد فِي المسودات لم تبيض. قَالَ النَّجْم بن فَهد: وَلَقَد قَالَ لي فِي بعض الْأَيَّام قبل مَوته بِسنتَيْنِ أَو ثَلَاث أَنا فِي هَذِه الْأَيَّام مَا صرت أكتب شَيْئا اعْتِمَادًا عَلَيْك فَلَا تدع شَاذَّة وَلَا فاذة إِلَّا تَكْتُبهَا وَكَانَ رَئِيسا نبيلا حشما طَاهِر اللِّسَان لطيف المحاضرة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة رَحمَه الله.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.