مُحَمَّد صَلَاح الدّين بن صَالح / أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي سادس عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل وتلا فِيهَا القرآت على السَّيِّد الطباطبي وَالشَّمْس الششتري وَفِي الْيمن على الْفَقِيه مُحَمَّد الْمَعْرُوف ببدير تَصْغِير بدر بل وَلَقي بِالْيمن إِحْدَى وَثَمَانِينَ فقيهه عمر الْفَتى فَأخذ عَنهُ كثيرا من تصانيفه أَو سائرها وَكَذَا من تصنيف شَيْخه الرَّوْض مَعَ التمشية عَلَيْهِ ولازم الشهَاب الابشطي فِي الْفِقْه وأصوله والفرائض والعربية وَأخذ فِي الْفِقْه والعربية عَن التَّاج أَحْمد الخفري الشِّيرَازِيّ أحد جمَاعَة ابْن الْجَزرِي حِين قدموه الْمَدِينَة ونزوله عِنْده وَفِيهِمَا والاصول عَن أبي الْفَتْح بن إِسْمَعِيل الازهري حِين مجاورته عِنْدهم بل استجاز لَهُ وَالِده شَيْخه الْكَمَال بن الْهمام وَقَالَ لَهُ وَقد سَأَلَهُ على سَبِيل الايناس لَهُ وَهُوَ بحديقة الحسنية قبلي مَسْجِد قبا عَن نَخْلَة حَمْرَاء مِنْهُمَا اسْمهَا فَقَالَ لَهُ حِيلَة فَقَالَ فائتني بِشَيْء من ثَمَرهَا حَتَّى أفيدك بفائدة فِي اسْمهَا فبادره وأحضر لَهُ قفة صَغِيرَة فابتهج وَقَالَ إِنَّمَا اسْمهَا حليوية فقلبت الوا يَاء ثمَّ أدغمت الْيَاء فِي أُخْتهَا وَقَرَأَ الْيَسِير من شرح الورقات على مُؤَلفه الْكَمَال إِمَام الكاملية وبمكة وَغَيرهَا عَن الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ بل حضر بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ جملَة من دروس علم البُلْقِينِيّ والمناوي والمحلي وَمِمَّا أَخذ عَنهُ فِي شروحه على الْمِنْهَاج مَعَ النَّجْم بن حجي وَيحيى الدمياطي وَكَذَا سمع بهَا على السَّيِّد النسابة مصاحبا للشمس بن القصبي المستقر فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِالْمَدِينَةِ بعد تكَرر دُخُوله للقاهرة بعْدهَا وَقَرَأَ فِي بعض قدماته على الْفَخر الديمي ومان ثَلَاثَة مِنْهَا مَطْلُوبا وَيحصل تَمام الْخَيْر وَالْفضل بِحَيْثُ خطب مسئولا بِجَامِع الازهر وَأم الْملك مسئولا فِي صَلَاة الْمغرب وَكَذَا دخل الشَّام وَلَقي فِيهَا حميد الدّين الفرغاني وَحضر عِنْده وَبَيت الْمُقَدّس وَسمع فِيهِ على التقى أبي بكر القلقشندي وبمكة على أبي الْفَتْح وبالمدينة على أَخِيه أبي الْفرج المراغيين وَقَرَأَ على وَالِده القَاضِي فتح الدّين الشفا وَالشَّمَائِل وَأَجَازَ لَهُ الْخَمْسَة الْأَولونَ بالإقراء زَاد الْخَامِس وبالإفتاء بل حضر عِنْده فِي دروسه وخطب بيبيت الْمُقَدّس وبالخليل وَأم الْأَقْصَى واستقل بِقَضَاء الْمَدِينَة بعد استعفاء عَمه الولوي مُحَمَّد وَكَذَا بِالنّظرِ على الْمَسْجِد الْحَرَام عوضا عَن أَخِيه الَّذِي قبله وشارك بَقِيَّة إخْوَته وَولده فِي الخطابة والإمامة وَقَررهُ الْأَمِير خير بك من حَدِيد فِي تدريس الشَّافِعِيَّة من دروسه وَلما كنت بِالْمَدِينَةِ سمع مني أَشْيَاء وَحضر عدَّة من بالسي وَسمعت خطابته وَصليت خَلفه وحمدت تودده وعقله واحتماله وتواضعه حَسْبَمَا شاهدته.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.