مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْبَدْر أَبُو بَرَكَات بن الشَّمْس بن السَّيْف الصَّالِحِي / نِسْبَة فِيمَا بَلغنِي للعلمي صَالح البُلْقِينِيّ لملازمته لَهُ وقراءته عَلَيْهِ فِي تدريب وَالِده، وَكَذَا قَرَأَ عَليّ الشهَاب السيرجي فِي الْفَرَائِض، كَانَ وَالِده إِمَام الاشقتمرية بالتبانية وَمن أهل الْقُرْآن مِمَّن ذكر بِالْخَيرِ فولد هَذَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَجلسَ وَهُوَ شَاب عِنْد بعض الخياطين بسوق الذِّرَاع الْمَعْرُوف بالفسقية مُدَّة حَتَّى التحي، وتدرب فِي الشُّرُوط بناصر الدّين النبراوي ثمَّ بمحي الدّين الطوخي وتميز فِيهَا مَعَ حسن الْحَظ، وَجلسَ عِنْد الشَّافِعِيَّة بِجَامِع الصَّالح ثمَّ لباب الاسيوطي وصاروجيها فِي الصِّنَاعَة مَعْرُوفا باتقانه لَهَا وحذقة فِيهَا ورام الْجُلُوس مَعَ جمَاعَة الزين زَكَرِيَّا فَمَا سمحوا بذلك شحا ويبسا بل لم يكتفوا بذلك وصاروا يعاكسونه فِيمَا يَجِيء بِهِ اليهم مَعَ كَونه لَيْسَ فيهم نَظِيره بل كَاد انْفِرَاده مُطلقًا فَكَانَ ذَلِك سَببا لقِيَامه عَلَيْهِم حَتَّى أتلفهم وَخرجت الاوقاف وَلم يقْتَصر عَلَيْهِم بل صَار من رُءُوس المرافعين بِحَيْثُ تعرض لِلشِّهَابِ الْعَيْنِيّ مرّة بعد أُخْرَى وأفحش مَعَ إِبْرَاهِيم بن القلقشندي وَأخذ مِنْهُ خزانَة الْكتب بالأشرفية وَغَيرهَا والامر فَوق هَذَا إِلَى أَن رَافع فِيهِ شخص مصري يُقَال لَهُ أَبُو الْخَيْر بن مقلاع وأنهى فِيهِ أمورا شنيعة وَالْتزم باستخلاص شَيْء كثير مِنْهُ فرسم عَلَيْهِ ثمَّ أفرج عَنهُ على ماقوم بِهِ قدر يستخلصه وابتدأ بِهِ الضعْف من ثمَّ ودام نَحْو شَهْرَيْن أَو أَكثر. ثمَّ مَاتَ فِي سادس وَجب سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع المارديني فِي يَوْمه وَدفن بالقرافة وَيُقَال أَنه لم يكن مَعَ جنَازَته كَبِير أحد نعم صلى عَلَيْهِ الْمَالِكِي والحنبلي وسر كَثِيرُونَ بِهِ وَلم يذكر بِخَير عَفا الله عَنهُ.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.