مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ بن قَاسم بن مَسْعُود أَبُو عبد الله الأصبحي الغرناطي الأَصْل المالقي الْمَالِكِي وَيعرف بالأزرق. / ولد بمالقة وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره وتلا لِابْنِ كثير على قاضيها أبي إِسْحَق إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد البدوي ولنافع عَليّ أبي عَمْرو مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مَنْظُور والخطيب أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الطَّاهِر بن مُحَمَّد بن بكروف الفهروي وَعنهُ أَخذ فِي مبادئ الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه والفرائض وَكَذَا أَخذ عَن الْأَوَّلين الْعَرَبيَّة والفرائض وَعَن ثَانِيهمَا الْفِقْه والحساب ولازم إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن فتوح مفتي غرناطة بهَا فِي النَّحْو وَالْفِقْه والأصلين والمنطق بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَحضر مجَالِس أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد السَّرقسْطِي الْعَالم الزَّاهِد مفتيها أَيْضا فِي الْفِقْه الشَّارِح جده وَكَذَا مجَالِس الْخَطِيب أبي فرج عبد الله بن أَحْمد البقني الشريف قَاضِي الْجَمَاعَة أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى بن أبي عبد الله اللمساني الشارحجده لجمل الخونجي والخطيب الْمُفْتِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْمواق الْعَبدَرِي وَأخذ الْأَدَب عَن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا ابْن جُبَير فِي آخَرين لَقِيَهُمْ بفاس وتلمسان وتونس كقاضي الْجَمَاعَة أبي يحيى بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَاصِم فَإِنَّهُ جالسه كثيرا وانتفع بِهِ. وَولي الْقَضَاء غربي مالقة فِي أَيَّام سعد بن عَليّ بن يُوسُف بن نصر صَاحب الأندلس ثمَّ قَضَاء مالقة نَفسهَا عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن سعد ثمَّ قَضَاء وادياش عَن أَخِيه أبي الْحسن عَليّ بن سعد ثمَّ نَقله إِلَى مالقة ثمَّ لقَضَاء الْجَمَاعَة بغرناطة. وَمَات أَبُو الْحسن وَهُوَ على قَضَائهَا فاستمر بِهِ أَخُوهُ أَبُو عبد الله ثمَّ خرج مَعَه إِلَى وادياش وهما منفصلان فوجهة قَاصِدا إِلَى السُّلْطَان أبي عمر وَعُثْمَان بن مُحَمَّد بن أبي فَارس لمساعدة الأندلسيين على عدوهم الْكَافِر فَلم يلبث أَن مَاتَ أَبُو عَمْرو فارتحل صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى الديار المصرية ليحج فحج فِي الْبَحْر سنة خمس وَتِسْعين فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعَة أشهر ثمَّ بِمَكَّة شَهْرَيْن وَعَاد بعد حجه إِلَى مصر فِي الْبَحْر أَيْضا فَدَخلَهَا فِي منتصف ربيع الآخر من الَّتِي تَلِيهَا فَنزل بتربة السُّلْطَان عِنْد أَحْمد بن عَاشر فَتكلم لَهُ فِي ولَايَة قَضَاء الْقُدس، وقصدني فِي أثْنَاء ذَلِك ورأيته فِي رجال الدَّهْر وَأظْهر الِاغْتِبَاط باجتماعه بِي وطالع بعض تصاليفي وَغَيرهَا وسافر فِي رَمَضَان قَاضِيا وَقد وليه فِي ثَانِيَة فوصله فِي سَابِع عشر شَوَّال وَوَقع الثَّنَاء عَلَيْهِ من الْكَمَال بن أبي شرِيف وَغَيره فَلم يلبث أَن تعلل فدام نَحْو أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشري ذِي الْحجَّة وَكثر الأسف على فَقده وَدفن خَارج بَاب خَان الظَّاهِر رَحمَه الله.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.
أبو عبد الله محمَّد بن علي: عرف بابن الأزرق الغرناطي قاضي الجماعة بها الفقيه الإِمام العمدة الصدر الهمام المتفنن العلامة المحقق الفهّامة. أخذ عن ابن فتوح وانتفع به وأبي عبد الله السرقسطي وأبي الفرج عبد الله البقني وأحمد بن أبي يحيى الشريف التلمساني وأبي إسحاق العبدوسي وغيرهم وعنه الحافظ ابن داود وغيره. ألّف بدائع السلك في طبائع الملك جمعه من مقدمة ابن خلدون وغيرها حسن مفيد وروضة الأعلام بمنزلة العربية من علوم الإِسلام مؤلف ضخم لم يؤلف في فنه مثله وله شرح حافل على المختصر سماه شفاء الغليل وله فتاوى بعضها منقول في المعيار ولما استولى الطاغية على بلاد الأندلس انتقل منها إلى تلمسان ثم إلى المشرق وتولى قاضي القضاة ببيت المقدس به، توفي سنة 895 هـ[1489م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
محمد بن علي بن محمد الأصبحي الأندلسي، أبو عبد الله، شمس الدين الغرناطي ابن الأزرق:
عالم اجتماعي سلك طريقة ابن خلدون. من أهل غرناطة. تولى القضاء بها إلى أن استولى عليها الإفرنج، فانتقل إلى تلمسان ثم إلى المشرق يستنفر ملوك الأرض لنجدة صاحب غرناطة، قال المقري: (واستنهض عزائم السلطان قايتباي لاسترجاع الأندلس، فكان كمن يطلب بيض الأنوق أو الأبيض العقوق! ثم حج ورجع إلى مصر، فجدّد الكلام في غرضه، فدافعوه عن مصر بقضاء القضاة في بيت المقدس، فتولاه بنزاهة وصيانة، ولم تطل مدته هنالك حتى توفي به) .
له كتب، منها (الإبريز المسبوك في كيفية آداب الملوك - خ) و (تخيير الرياسة وتحذير السياسة) قال الحوات: بأسلوب عجيب لم يؤلف فيه مثله. و (بدائع السلك في طبائع الملك - خ) في الرباط (64 ج و 2367 ك) قال التنبكتي: لخص فيه كلام ابن خلدون في مقدمة تاريخه مع زوائد كثيرة لا يستغنى عنها بوجه. ومنه نسخة أخرى في الأحمدية بتونس (5069) نشر الدكتور عبد الهادي التازي فصلين من الكتاب في مجلة العرب بعنوان (بدائع السلوك في طبائع الملوك) و (روضة الأعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام) و (شفاء الغليل في شرح مختصر خليل) في فقه المالكية، وفتاوى. وله نظم جيد .
-الاعلام للزركلي-