مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن حسن بن عبد المحسن الْعَلامَة الْوَرع الزَّاهِد أَبُو عبد الله ابْن الْعَلامَة الزَّاهِد الْمُنْقَطع إِلَى الله المشدالي بِفَتْح الْمِيم والمعجمة وَتَشْديد الدَّال نِسْبَة لقبيلة من زواوة الزواوي البجائي المغربي الْمَالِكِي وَالِد أبي الْفضل مُحَمَّد وأخيه أبي عبد الله. أَخذ عَن أَبِيه بل ترافق مَعَه فِي بعض شُيُوخه وَكَانَ إِمَامًا كَبِيرا مقدما على أهل عصره فِي الْفِقْه وَغَيره ذَا وجاهة عِنْد صَاحب تونس فَمن دونه كمل تعليقة الوانوغي على البراذعي واستدرك مَا صرح فِيهِ ابْن عَرَفَة فِي مُخْتَصره بِعَدَمِ وجوده وتتبع مَا فِي الْبَيَان والتحصيل بِغَيْر مظانه وَحَوله لَهَا وحاذى بِهِ ابْن الْحَاجِب، أم وخطب بالجامع الْأَعْظَم ببجاية وتصدى فِيهِ وَفِي غَيره للتدريس والإفتاء وَتخرج بِهِ ابناه وأئمة، وَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل حَيْثُ يُقَال أَتُرِيدُ أَن تكون مثل أبي عبد الله المشدالي، كل ذَلِك ديانَة وَقُوَّة نفس، رَأَيْت من أرخه سنة بضع وَسِتِّينَ.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.