مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز أَبُو عبد الله الْقرشِي المَخْزُومِي القفصي نِسْبَة لمدينة عَظِيمَة من بِلَاد الجريد من أَعمال إفريقية وأضيفت للجريد لِكَثْرَة نخيلها وَيعرف بالقفصي وَرُبمَا قيل لَهُ البسكري وَكَانَ يَقُول لَا أعرف لذَلِك مُسْتَندا إِنَّمَا نَحن من قفصة أصولا وفروعا. ولد سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة بقفصة وَنَشَأ بهَا فَأخذ الْعلم عَن جمَاعَة كَأبي عبد الله الدكالي، وارتحل إِلَى الْحجاز فِي أَوَاخِر الْقرن الَّذِي قبله فجاور بِمَكَّة نَحْو ثَلَاث سِنِين متجردا ثمَّ توجه مِنْهَا مَاشِيا إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة فَأَقَامَ بهَا أَزِيد من سنة ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده فدام بهَا إِلَى نَحْو سنة خمس عشرَة ثمَّ تحول إِلَى الْحجاز بأَهْله فجاور بِمَكَّة سبع سِنِين، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فَانْقَطع بهَا بمدرسة شيخ الشُّيُوخ نظام الدّين بالصحراء قريب قلعة الْجَبَل وَلم يقْصد الْإِقَامَة بِالْقَاهِرَةِ إِنَّمَا كَانَت نِيَّته بالمجئ من بِلَاده للمجاورة بِأحد الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة وَلَكِن اعتقده الظَّاهِر جقمق وأحبه واغتبط بِهِ وَلم يسمح بِفِرَاقِهِ بِحَيْثُ أَنه لما رام التَّوَجُّه لمَكَّة كَاد أَن يكفه عَنهُ فَمَا بلغ وسافر فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فَلم يلبث أَن مرض بعد إِتْمَامه الْحَج. وَمَات بِمَكَّة فِي يَوْم الْأَحَد مستهل محرم الَّتِي تَلِيهَا رَحمَه الله وإيانا. وَكَانَ إِمَامًا زاهدا ورعا مديما للانقطاع إِلَى الله من صغره وهلم جرا لَا يتَرَدَّد إِلَى أحد سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ لائحة كَرِيمًا ريضا متضلعا من علم السّنة كثير الِاطِّلَاع على الْخلاف العالي والنازل يكثر مطالعة التَّمْهِيد لِابْنِ عبد الْبر وَله عَلَيْهِ حواش مفيدة غير أَنه لَا يعرف الْعَرَبيَّة. تَرْجَمَة ابْن فَهد النَّجْم وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ وَكَذَا قَالَ البقاعي لَهُ أَبْيَات فِي السِّوَاك كتبتها عَنهُ وساقها وَأَشَارَ إِلَى أَن فِيهَا عدَّة أَبْيَات من نظمه وَلم يميزها فحذفت كتَابَتهَا لذَلِك.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.
القفصي (776 - 843 هـ) (1375 - 1438 م).
محمد بن قاسم بن محمد بن عبد العزيز القرشي المخزومي القفصي، أبو عبد الله، الفقيه المحدث الزاهد.
أخذ العلم بقفصة عن جماعة كأبي عبد الله الدكالي، وارتحل إلى الحجاز في أواخر القرن الثامن فجاور بمكة نحو ثلاث سنين، ثم توجه منها ماشيا إلى المدينة المنورة، فأقام بها أكثر من سنة. ثم عاد إلى مكة، ثم سافر إلى القاهرة، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى قفصة فلبث مقيما بها إلى سنة 815/ 1413، ثم تحول إلى الحجاز بأهله فجاور بمكة سبع سنين، ثم رجع إلى القاهرة فانقطع بها بمدرسة شيخ الشيوخ نظام الدين بالصحراء قرب قلعة الجبل، ولم يقصد الإقامة بالقاهرة إنما كانت نيته المجيء من بلده للمجاورة بأحد المساجد الثلاثة. ولكن اعتقده الظاهر جقمق وأحبه واغتبط به، ولم يسمح بفراقه بحيث إنه لما رام التوجه إلى مكة كاد يكفه عنه، وسافر في موسم سنة 842/ 1440 فلم يلبث أن مرض بعد إتمامه الحج، ومات بمكة في مستهل محرم.
وكان إماما زاهدا ورعا مديما الانقطاع إلى الله من صغره لا يتردد على أحد، سيماء الخير لائحة عليه كريما ريضا ضليعا في علم السنة، كثير الاطّلاع على الخلاف العالي والنازل، يكثر من مطالعة التمهيد لابن عبد البر، وكان لا يعرف العربية، كذا نعته السخاوي، وممن أخذ عنه النجم بن فهد.
له حواش على التمهيد لابن عبد البر.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الرابع - من صفحة 98 الى صفحة 99 - للكاتب محمد محفوظ