مُحَمَّد بن عَمر بن الْمُبَارك بن عبد الله بن عَليّ الْحِمْيَرِي الْحَضْرَمِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الشهير ببحرق. ولد فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ بحضرموت وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ومعظم الْحَاوِي ومنظومة الْبرمَاوِيّ فِي الْأُصُول وألفية النَّحْو بكمالها وَغير ذَلِك واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والعربية على عبد الله أبي مخرمَة حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَأخذ عَن غَيره، وصاهر صاحبنا حَمْزَة النَّاشِرِيّ على ابْنَته وأولدها، وتولع بالنظم أَيْضا ومدح عَامر بن عبد الْوَهَّاب حِين شرع فِي بِنَاء مدارس زبيد وَالنَّظَر فِيهَا فَكَانَ من أَولهَا فِيمَا أنشدنيه حِين لقِيه لي بِمَكَّة وَأَخذه عني وَكَانَ قدومه لَهَا لَيْلَة الصعُود فحج حجَّة الْإِسْلَام وَأقَام قَلِيلا ثمَّ رَجَعَ كَانَ الله لَهُ:
(أَبى الله إِلَّا أَن تحوز المفاخرا ... فسماك من بَين الْبَريَّة عَامِرًا)
(عمرت رسوم الدَّرْس بعد دروسها ... وأحييت آثَار الْإِلَه الدوائرا)
(فَأَنت صَلَاح الدّين لَا شكّ هَذِه ... شواهده تبدو عَلَيْك ظواهرا)
وَهِي نَحْو عشْرين بَيْتا وَكَذَا أنشندي مِمَّا امتدح بِهِ الْمشَار إِلَيْهِ بَيْتا هُوَ عشر كَلِمَات وَهُوَ:
(يَا رب كن أبدا معينا ناصرا ... شمس الْمُلُوك صَلَاح دينك عَامِرًا)
ضمنه فِي أَرْبَعَة أَبْيَات يسْتَخْرج مِنْهَا الضَّمِير من الْعشْر فَقَالَ:
(أيدت دينك يَا رب الْعلَا أبدا ... بناصر لملوك الأَرْض قد ضهدا)
(أَعنِي بِهِ عَامِرًا شمس الْمُلُوك فَكُن ... ظهيره أبدا فِي كل مَا قصدا)
(وناصرا ومعينا فَهُوَ شمس ضحى ... أخْفى نُجُوم مُلُوك الأَرْض مُنْذُ بدا)
(سميته عَامِرًا لما أردْت بِهِ ... صَلَاح دينك إرغاما لمن جحدا)
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.