محمد بن أيوب بن شاذي بن مروان الدويني سيف الدين أبي بكر
الملك العادل
تاريخ الولادة | 534 هـ |
تاريخ الوفاة | 615 هـ |
العمر | 81 سنة |
مكان الولادة | بعلبك - لبنان |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
- أيوب بن محمد بن أيوب بن شاذي بن مروان الدويني "الملك الأوحد"
- موسى بن محمد العادل بن أبي بكر محمد الأيوبي أبي الفتح مظفر الدين "الملك الأشرف"
- إسماعيل بن محمد بن أيوب بن شاذي الدويني أبي الخيش عماد الدين "الملك الصالح"
- ضيفة خاتون بنت محمد بن أيوب بن شاذي
- محمد بن محمد بن أيوب بن شاذي الدويني أبي المعالي ناصر الدين "الملك الكامل"
- أرسلان شاه بن محمد بن أيوب بن شاذي الدويني نور الدين "الملك الحافظ"
- غازي بن محمد بن أيوب بن شاذي بن مروان الدويني شهاب الدين "الملك المظفر"
نبذة
الترجمة
السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ المَلِكُ العَادِل سَيْفُ الدِّيْنِ أَبُو الملوك وأخو الملوك أبو بَكْرٍ مُحَمَّد ابْنُ الأَمِيْرِ نَجْمِ الدِّيْنِ أَيُّوْبَ بنُ شَاذِي بنِ مَرْوَانَ بنِ يَعْقُوْبَ الدُّوِيْنِيُّ الأَصْل، التَّكرِيتِيُّ، ثُمَّ البَعْلَبَكِّيّ المَوْلِد. وُلِدَ بِهَا إِذْ وَالِده يَنوب بِهَا لِلأَتَابَك زَنْكِي بن آقْسُنْقُر فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
كَانَ أَصْغَر مِنْ أَخِيْهِ صَلاَح الدِّيْنِ بعَامَيْنِ، -وَقِيْلَ: بَلْ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ- فَاللهُ أَعْلَم.
نشَأَ فِي خدمَة المَلِك نُوْر الدِّيْنِ، ثُمَّ شَهِدَ المَغَازِي مَعَ أَخِيْهِ. وَكَانَ ذَا عقل وَدَهَاء وَشجَاعَة وَتؤدة وَخبرَة بِالأُمُوْر، وَكَانَ أَخُوْهُ يَعتمدُ عَلَيْهِ وَيَحترمه، اسْتنَابه بِمِصْرَ مُدَّة ثُمَّ ملّكه حَلَب، ثُمَّ عوّضه عَنْهَا بِالكَرَك وَحرَّان، وَأَعْطَى حَلَب لوَلَده الظَّاهِر.
قِيْلَ: إِنَّ العَادل لَمَّا سَارَ مَعَ أَخِيْهِ، قَالَ: أَخذت مِنْ أَبِي حُرْمدَان، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِذَا أَخذتم مِصْر امْلَأْهُ لِي ذهباً. فلما جاء إلى مصر، قال: وأبن الحرمدَان? فَملأته درَاهِم، وَجَعَلت أَعلاَهُ دَنَانِيْر، فَلَمَّا قَلَّبَهُ، قَالَ: فَعَلت زَغَل المِصْرِيّين.
وَلَمَّا نَاب بِمِصْرَ اسْتحبّه صَلاَح الدِّيْنِ فِي الحَمْل، حَتَّى قَالَ: يُسَيِّر الحَمْل مِنْ مَالنَا أَوْ مِنْ مَاله، فَشقّ عَلَيْهِ، وَحكَاهَا لِلْقَاضِي الفَاضِل، فَكَتَبَ جَوَابه: وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ السُّلْطَان، فَتلك لفظَة ما المقصود بها من الممالك النجعة بل قصد به الكَاتِب السَّجعَة، وَكم مِنْ كلمَةٍ فَظَّة وَلفظَة فيها غلظة جبرت عي الأقلام، وسدت [خلل] الكلام، وعلى الملوك الضَّمَان فِي هَذِهِ النُّكْتَة، وَقَدْ فَات لِسَان القَلَم أَيّ سَكْتَة.
قُلْتُ: وَكَانَ سَائِساً، صَائِب الرَّأْي، سعيداً، اسْتولَى عَلَى البِلاَد، وَامتدت أَيَّامه، وَحكم عَلَى الحِجَاز، وَمِصْر، وَالشَّام، وَاليَمَن، وَكَثِيْر مِنَ الجَزِيْرَة، وَدِيَار بَكْرٍ، وَأَرْمِيْنيَةَ. وَكَانَ خَلِيقاً لِلمُلك، حَسَن الشّكل، مَهِيْباً، حليماً، دَيِّناً، فِيْهِ عِفَّة وَصَفح وَإِيثَار فِي الجُمْلَةِ. أَزَال الخُمُوْر والفاحشة ف بَعْضِ أَيَّام دَوْلَته، وَتَصدَّق بِذَهَب كَثِيْر فِي قَحط مِصْر حَتَّى قِيْلَ: إِنَّهُ كَفَّن مِنَ الموتَى ثَلاَث مائَة أَلْف، وَالعُهدَة عَلَى سِبْط الجَوْزِيّ فِي هَذِهِ.
وَسيرته مَعَ أَوْلاَد أَخِيْهِ مَشْهُوْرَة، ثُمَّ لَمْ يزَلْ يرَاوَغهم وَيلقِي بَيْنهُم حَتَّى دحَاهُم، وَتَمَكَّنَ وَاسْتَوْلَى عَلَى مَمَالِك أَخِيْهِ، وَأَبعد الأَفْضَل إِلَى سُمَيسَاط، وَودَع الظَّاهِر وَكَاسر عَنْهُ لَكُوْن بِنْته زَوجته، وَبَعَثَ عَلَى اليَمَنِ حَفِيْده المَسْعُوْد أَطسز ابْن الكَامِل، وَنَاب عَنْهُ بِمَيَّافَارِقِيْن ابْنه الأَوْحَدُ، فَاسْتولَى عَلَى أَرْمِيْنِيَةَ. ثُمَّ إِنَّهُ قسّم المَمَالِك بَيْنَ أَوْلاَده، وَكَانَ يصيّف بالشام غالبً وَيَشتو بِمِصْرَ.
جَاءته خِلَع السّلطنَة مِنَ النَّاصِر لِدِيْنِ اللهِ وَهِيَ: جُبَّة سَوْدَاء بِطرز ذهب وجواهر في الطوق، وعمامة سوداء مذهبة، وطرق، وسيف، وحصان بِمركب ذهب، وَعَلَم أَسود، وَعِدَّة خلع لبنِيه مَعَ السُّهْرَوَرْدِيّ، فَقُرِئ تَقليده عَلَى كُرْسِيّ، قرَأَه وَزِيْره، وَخوطب فِيْهِ: بِالعَادل شَاه أَرمن ملك المُلُوْك خَلِيْل أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ.
وَخَافَ مِنَ الفِرَنْج فَصَالَحَهُم، وَهَادَنَهُم، وَأَعْطَاهُم مَغَلّ الرَّملَة وَلدّ، وَسَلَّمَ إِلَيْهِم يَافَا، فَقَوِيَتْ نُفُوْسهُم، فَالأَمْر للهِ.
ثُمَّ أَمَرَ بِتَجْدِيْدِ قَلْعَة دِمَشْق، وَأَلْزَمَ كُلّ مَلك مِنْ آلِهِ بِعِمَارَةِ بُرْج فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّ مائَةٍ، وَعَمَّرَ عِدَّةَ قِلاعٍ.
قَالَ المُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيْفِ: كَانَ أَعْمَق إِخْوَته فِكْراً، وَأَطولهُم عُمْراً، وَأَنظرهُم فِي الْعَوَاقِب، وَأَحبهُم لِلدِّرْهَمِ، وَكَانَ فِيْهِ حِلْمٌ وَأَنَاةٌ وَصَبْرٌ عَلَى الشَّدَائِدِ، سَعِيْد الجَدّ، عَالِي الكَعْب، مُظَفَّراً، أَكُوْلاً، نَهِماً، يَأْكُلُ مِنَ الحَلْوَاء السُّكَّرِيَّة رَطْلاً بِالدِّمَشْقِيّ، وَكَانَ كَثِيْرَ الصَّلاَةِ، وَيَصُوْمُ الخَمِيْس، يُكْثِرُ الصَّدَقَة عِنْد نَزول الآفَات، وَكَانَ قَلِيْلَ الْمَرَض، لَقَدْ أُحضر إِلَيْهِ أَرْبَعُوْنَ حملاً مِنَ الْبِطِّيخ فَكسر الجَمِيْع وَبَالَغَ فِي الأَكل فَحمّ يَوْماً. وَكَانَ كَثِيْرَ التّمتع بِالجَوَارِي، وَلاَ يَدخل عَلَيْهِنَّ خَادِماً إلَّا دُوْنَ البلوَغ.
نجب لَهُ عِدَّةُ أَوْلاَد سلطنهُم، وَزوّج بنَاته بِمُلُوْك الأَطرَاف.
وَقَدِ اُحْتِيلَ عَلَى الْفَتْك بِهِ مَرَّات، وَيُسَلِّمُهُ الله.
وَكَانَ شَدِيدَ المُلاَزَمَة لخدمَة أَخِيْهِ صَلاَح الدِّيْنِ، وَمَا زَالَ يَتحيّل حَتَّى أَعْطَاهُ العَزِيْز دِمَشْق، فَكَانَتِ السَّبَب فِي أَنْ تَملّك البِلاَد، وَلَمَّا جَاءهُ بِمَنْشُوْرهَا ابْن أَبِي الحَجَّاجِ أَعْطَاهُ أَلف دِيْنَار، ثُمَّ جرت أُمُوْر يَطول شرحهَا وَقِتَال عَلَى المُلك، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ التّعب وَالحَرْب جهادًا للْفرنج لأَفلح.
وَتملّك ابْنه الأَوْحَدُ خِلاَط، فَقتل خلقاً مِنْ عَسْكَرهَا.
قَالَ المُوَفَّقُ: فَقَالَ لِي بَعْض خواصة: إِنَّهُ قَتَل فِي مُدَّةٍ ثَمَانِيَةَ عشرَ أَلْفاً مِنَ الخَواص كَانَ يَقتلهُم ليلاً وَيلقيهم فِي الْآبَار، فَمَا أُمهِلَ وَاختل عقلُه وَمَاتَ. وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْهِ أَبُوْهُ مُعَزِّماً ظنَّه جُنَّ. فَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ الأَشرف إِلَى أَنْ قَالَ: وَرَدَ العَادل وَرمَاح الفِرَنْج فِي أَثره حَتَّى وَصل دِمَشْق وَلَمْ يَدخلهَا، وَشجعه المُعْتَمِد. وَأَمَّا الفِرَنْج فَظنُّوا هزِيمته مكيدَة فَرجعُوا بَعْدمَا عَاثُوا وَقصدُوا دِمْيَاط. وَقِيْلَ: عرض لَهُ ضَعْف وَرعشَة، وَاعْتَرَاهُ وَرم الأُنثيين، فَمَاتَ بِظَاهِر دِمَشْق.
كَانَتْ خزانته بجعبر ورها وَلدُه الحَافِظ ثُمَّ نَقلهَا إِلَى دِمَشْقَ، فَحصلت فِي قبضَة وَلده المُعَظَّم، وَكَانَ قَدْ مكر وَحسّن لأَخِيه العصيَان فَفَعَل، فَبَادر أَبُوْهُ وَحَوَّل الأَمْوَال.
وَقَدْ حَدَّثَ العَادل بِجُزْء السَّابِع مِنْ "المَحَامِلِيَّات" عَنِ السِّلَفِيّ، رَوَاهُ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ الصَّالِح إِسْمَاعِيْل، وَالشِّهَاب القُوْصِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْن النُّشبِيّ، وَمَاتَ وَفِي خزَانته سَبْع مائَة أَلْف دِيْنَار عيناً.
تُوُفِّيَ بعَالقين فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خمس عشرة وست مائة، ودفن بِالقَلْعَة أَرْبَع سِنِيْنَ فِي تَابوت ثُمَّ نَقل إِلَى تُرْبَته.
وَخَلَّفَ عِدَّةَ أَوْلاَد: الكَامِل صَاحِب مِصْر، وَالمُعَظَّم صَاحِب دِمَشْق، وَالأَشرف صَاحِب أَرْمِيْنِيَةَ ثُمَّ دِمَشْق، وَالصَّالِح عِمَاد الدِّيْنِ، وَشِهَاب الدِّيْنِ غَازِياً صَاحِب مَيَّافَارِقِيْن، وَآخرُ مَنْ مَاتَ مِنْهُم: تَقِيّ الدِّيْنِ عَبَّاس، وَعَاشَتْ بِنْته مُؤنسَة بِنْت العَادل بِمِصْرَ إِلَى سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَحدثت بِإِجَازَة عفِيفَة.
قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ مَائِلاً إِلَى العُلَمَاء، حَتَّى لصَنف لَهُ الرَّازِيّ كِتَاب "تَأسيس التَّقْدِيس"، فَذَكَر اسْمه فِي خطبته.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.
أبو بكر العادل بن أيوب بن شاذى بن مروان الكردي، سيف الدين: تسلطن بعد خلع ابن أخيه فى شوال سنة ست و تسعين و خمسمائة، و له سعد عظيم، فإن غالب ملوك بنى أيوب كلهم من نسله، و كان يأكل خروفا كاملا مشويا، و استمر إلى أن مرض و توفى ب «مالقين» ببلاد الشام فى ثمان جمادى الآخرة سنة خمس عشرة و ستمائة، فصيره ولد المعظم عيسى صاحب دمشق و حمله، و لم يعلم بموته أحدا إلى قلعة دمشق فدفنه بها، و لما مات استقر كل واحد من ولده بملكيته التى كان قسمها بينهم، و استقر الكامل محمد فى سلطنة مصر، و استقر المعظم عيسى فى ممالك الشام، و استقر الأشرف موسى شاه أرمن بديار و ممالك الشرق، و باقى أولاده كل في جهته أو فى خدمة أخ من أخوته، و كانت مدة ولايته على مصر ثمانية عشرة سنة و نحو من ثمانية أشهر.( ولادته بدمشق سنة ٥٤٠ هـ، و قيل: ٥٣٨ هـ).
- الأرج المسكي في التاريخ المكي وتراجم الملوك والخلفاء/ علي بن عبد القادر الطبري -.
محمد بن أيوب بن شادي، أبو بكر سيف الإسلام، الملقب بالملك العادل، أخو السلطان صلاح الدين:
من كبار سلاطين الدولة الأيوبية. كان نائب السلطنة بمصر عن أخيه صلاح الدين أثناء غيبته في الشام. ثم ولاه أخوه مدينة حلب (سنة 579 هـ فرحل إليها وأقام قليلا، وانتقل إلى (الكرك) وتنقل في الولايات إلى أن استقل بملك الديار المصرية (سنة 596) وضم إليها الديار الشامية، ثم ملك أرمينية (سنة 604) وبلاد اليمن (سنة 612) ولما صفا له جو الملك قسم البلاد بين أولاده، وجعل يتنقل من مملكة إلى أخرى، فكان يصيف بالشام ويشتي بمصر. وعاش أرغد عيش. كان ملكا عظيما حنكته التجارب، حازما، داهية، حسن السيرة محبا للعلماء. ولد في دمشق وقيل في بعلبكّ، وتوفي بعالقين (من قرى دمشق) وهو يجهز العساكر لقتال الإفرنج. وكتم خبر موته، فحمل في محفة، على أنه مريض، وأدخل قلعة دمشق، وقام ابنه الملك المعظّم بتنظيم الأمور، ثم نعاه. ودفن في مدرسته المعروفة إلى اليوم بالعادلية وهي المتخذة أخيرا دارا للمجمع العلمي. وفي أيامه زال أمر الإسماعيلية من ديار مصر، بعد أن قبض على كثيرين منهم (سنة 604) قال المقريزي: (ولم يجسر أحد بعدها أن يتظاهر بمذهبهم) .
-الاعلام للزركلي-