محمد بن علي بن زكريا الشمس السهيلي
تاريخ الولادة | 805 هـ |
تاريخ الوفاة | 852 هـ |
العمر | 47 سنة |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد بن عَليّ بن زَكَرِيَّا الشَّمْس السُّهيْلي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ. نَشأ فاشتغل وَحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ فِي الجوق وجود الْكِتَابَة على عَليّ بن مُحَمَّد مشيمش وَالْجمال الهيتي وتميز فِي النّسخ وَغَيره وَكتب كثيرا وَكَذَا فِي التذهيب وَغسل اللازورد وَمِمَّا كتبه للدوادار يشبك تَفْسِير الْفَخر الرَّازِيّ فِي مُجَلد أتلف فِيهِ شَيْئا كثيرا. وَرغب عَن بعض وظائفه وَبَاعَ جَمِيع أملاكه وَمَا تخلف لَهُ عَن أَبِيه وَهُوَ شَيْء كثير فِيمَا لَا طائل تَحْتَهُ كَمَا هِيَ سنة الله غَالِبا فِي المَال الْمَوْرُوث من زائدي الْحِرْص مَعَ مزِيد سماح هَذَا بِهِ ثمَّ قَرَّرَهُ الاستادار فِي تربة الدوادار يشبك وَأقَام بهَا متقنعا بمعلومها وَكَانَ باسمه بقلعة الْجَبَل طبقَة من طباق القاعة فَكَانَ بهَا من المماليك يودعون عِنْده مَا يتَحَصَّل لَهُم بِحَيْثُ اجْتمع عِنْده نَحْو أَلِي دِينَار أنفد غالبها، وَآل أمره إِلَى أَن اختفى وَأمْسك وَلَده مُحَمَّد فأودع السجْن مُدَّة طَوِيلَة وَانْقطع خبر أَبِيه.
وَهُوَ حَيّ قريب التسعين.
ولد بعد الْقرن بسنين فِي قلعة الْجَبَل وَنَشَأ بهَا تَحت كنف أَبِيه إِلَى أَن رسم الْأَشْرَف برسباي فِي حُدُود سنة خمس وَعشْرين لبني الأسياد بالنزول مِنْهَا فسكن هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو بكر مَعَ والدهما بمدرسة جدهم الحسنية وضاق حَالهم لمزيد كلفتهم بِالنِّسْبَةِ لسكنى القلعة فَاحْتَاجَ صَاحب التَّرْجَمَة لتعاطي الْغناء والطرب لكَونه كَانَ يدْرِي طرفا من الموسيقى مَعَ طراوة صَوته فَمشى حَاله بذلك قَلِيلا، وَصَحب خشقدم الرُّومِي الزِّمَام ولازمه بِحَيْثُ حج مَعَه مَعَ تجرع الْفَاقَة سِيمَا بعد مَوته فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر جقمق كَانَ مِمَّن يدْخل عَلَيْهِ ويلازمه فِي رمي النشاب لمشاركته فِيهِ وَغَيره فحظي عِنْده وَصَارَ من خواصه وندمائه بِحَيْثُ عد فِي الْأَعْيَان وَتكلم فِي الدولة وَقصد فِي الْحَوَائِج فانتعش وَكثر حشمه وخدمه وابتنى بَيْتا بِقرب قنطرة بَاب الْخرق وَآخر بموردة الجبس على الخليج تجاه جَزِيرَة أروى وَحج فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَعَاد وَقد نقص عَمَّا كَانَ فِيهِ فَلم يلبث أَن مرض وَلزِمَ الْفراش أشهرا ثمَّ مَاتَ فِي سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ وَنزل السُّلْطَان فَصلي عَلَيْهِ. وَكَانَ كثير الْأَدَب بشوشا عَاقِلا مُحْتملا حسن الْأَخْلَاق مَعَ إلمامه بالموسيقى وَالرَّمْي.
وَهُوَ فِي آخر عمره أحسن حَالا مِنْهُ قبله مَعَ حرصه على الدُّنْيَا ورغبته فِي جمعهَا من أَي وَجه ومزيد إِمْسَاكه عَفا الله عَنهُ.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.