مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف بن عبد الْحق الْفَاضِل أَبُو عبد الله التّونسِيّ الأَصْل المغربي الْمَالِكِي قدم الْقَاهِرَة فَنزل البرلس عِنْد عالمه الشهَاب بن الأقيطع، وَحفظ الْقُرْآن والرسالة والمختصر وألفية النَّحْو وَالتَّلْخِيص وَلم يكمله والمصباح للبيضاوي ولازمه فِي الْفِقْه والأصلين والفرائض والحساب وَالْغُبَار والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا وتميز، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على السنهوري فِي الْفِقْه وَسمع فِي أُصُوله وَفِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عَن ابْن قَاسم وَتردد للجوجري والأبناسي وَغَيرهمَا من فضلاء الْوَقْت للاستفادة وَقَرَأَ على الْكثير من ألفية الْعِرَاقِيّ بحثا وَغَيرهَا وَكَذَا سمع مني وَعلي أَشْيَاء وَأكْثر من حُضُور الأمالي، وَبَلغنِي أَنه كتب على مُخْتَصر ابْن عَرَفَة فِي الْفَرَائِض قِطْعَة وَإنَّهُ حج وَأسر مَعَ الحبالصة فَأَقَامَ عِنْدهم أشهرا وزار بَيت الْمُقَدّس، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا دينا قانعا عفيفا ريضا مشاركا فِي الْفَضَائِل وَرُبمَا أَقرَأ بعض الطّلبَة، أَقَامَ بأسكندرية يَسِيرا وَتزَوج من تروجة وَصَارَ يتَرَدَّد بَينهمَا مَعَ تكسب بالخياطة قبل ذَلِك وَبعده فِي خلوته أَو ببيته حَتَّى مَاتَ بالثغر فِي أَوَاخِر شعْبَان أَو أَوَائِل رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن أَزِيد من أَرْبَعِينَ سنة وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.
التونسي (888 هـ) (1484 م)
محمد بن عبد الله بن يوسف بن عبد الحق التونسي.
رحل إلى مصر فنزل البرلس عند عالمه الشهاب بن الأقيطع، وحفظ القرآن، والرسالة، والمختصر وألفية بن مالك في النحو وتلخيص المفتاح للخطيب القزويني في البلاغة ولم يكمله، والمصباح للبيضاوي، ولازمه في الفقه، والأصليين، والفرائض، والعربية والحساب، والمعاني والبيان، وغيرها. وتميز، ثم قدم القاهرة فقرأ على السنهوري الفقه، والأصول، والعربية، وأخذ عن ابن قاسم العربية وغيرها، وتردد على الجوجري، والأبناسي، وغيرهما، وقرأ على السخاوي الكثير من ألفية العراقي في مصطلح الحديث وغيرها، وسمع منه وعليه أشياء كثيرة، وأكثر من حضور الأمالي، ثم حج واستقرّ أشهرا وزار بيت المقدس، ثم رجع إلى مصر فأقام بالإسكندرية يسيرا، وتزوج من تروجة، وصار يتردد بينهما مع احتراف الخياطة، وربما أقرأ بعض الطلبة، قال السخاوي في نعته: وكان عاقلا ساكنا ديّنا قانعا عفيفا ريضا مشاركا في الفضائل. مات بالإسكندرية في أواخر شعبان أو أوائل رمضان عن أزيد من أربعين سنة
شرح قطعة من مختصر ابن عرفة في الفرائض
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين – الجزء الأول – صفحة 203 – للكاتب محمد محفوظ